ربما لا يختلف الكثيرون علي موهبة وإمكانات البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لريال مدريد الإسباني التدريبية والقدرات الفنية في عالم كرة القدم إلا أن الاختلاف سيكون حول شخصية هذا المدرب الملقب ب"الاستثنائي". وخلال السنوات الاخيرة صعد مورينيو إلي عالم الاضواء والشهرة وأصبح من أبرز الشخصيات علي مستوي العالم. ولا يختلف اثنان علي الشهرة الكبيرة التي حققها مورينيو في عالم التدريب.. لكن هذه الشهرة لا تعني بالقطع انه افضل مدربي العالم كما يحاول الترويج لنفسه. فلا يمر يوم إلا ونسمع او نقرأ او نشاهد تصريحا ناريا لمورينيو يهاجم فيه زملاءه المدربين أو احد اللاعبين بل وصل لدرجة الهجوم علي وسائل الاعلام وجماهير الخصوم. وبافعال مورينيو المثيرة للجدل والتي يرتكبها بشكل يومي يدمر اسطورة مبادئ ريال مدريد العريقة حيث إن الملكي دائما ما يتباهي بانه نادي المبادئ الأول في العالم لكن مع مورينيو سيصبح الاخير بلا شك. ومن هذا المنطلق حرصت "روزاليوسف" علي تسليط الأضواء علي شخصية مورينيو وبدايته في محاولة لفك طلاسم هذا المدرب المثير للجدل. لم يكن يحلم مورينيو أبدا أن يصبح مدربا مشهورا أو أن يدخل عالم التدريب حيث لم يكن لاعبا محترفا مثل معظم قرنائه ولم يمارس كرة القدم.. ودخل مورينيو عالم الساحرة المستديرة بالصدفة عندما قادته الظروف للعمل كمترجم للهولندي لويس فان جال المدير الفني الاسبق لبرشلونة وهنا كانت بداية انطلاق مورينيو الذي حرص علي مرافقة فان جال في كل مكان من أجل اكتساب بعض خبراته ومهاراته التدريبية.. وبالفعل اكتسب مورينيو بعض سمات أسلوب فان جال الذي يعتمد علي التأمين الدفاعي في الأساس وهو ما تأثر به مورينيو كثيرا لدرجة أنه اتبع نفس الأسلوب مع كل الفرق التي دربها رغم اختلافها. الغريب أن مورينيو لم يحفظ جميل برشلونة التي تعلم فيها التدريب حيث كان دائم الهجوم علي العملاق الكاتالوني واشتد الصراع اكثر بعدما اصبح مدربا لريال مدريد ألد اعداء كاتالونيا. إحدي وسائل الإعلام الأوروبية وصفت مورينيو منذ اكثر من خمسة أعوام بأنه مريض نفسياً وتأكد العالم من ذلك مؤخرا وخلال لقاء إياب كأس السوبر الاسباني بين برشلونة والريال حيث ارتكب مورينيو حماقة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه مريض نفسياً حيث استغل حالة الهرج والمرج التي سادت ملعب المباراة في الدقائق الأخيرة وذهب إلي مساعد مدرب برشلونة ووضع إصبعه في عينه! والأغرب من ذلك أن مورينيو رفض الاعتذار عن الواقعة واتهم برشلونة بإفساد المباراة رافضا أن يحمل نفسه اي جزء من المسئولية رغم أنه المسئول الأول. جنون الشهرة مورينيو يعشق ما يسمي ب"الشو الإعلامي" فهو باستمرار يحب ان يكون النجم الأول الذي يخطف الكاميرات وعدسات المصورين.. وربما يكون مصدر شهرة مورينيو ليست نجاحاته التدريبية وإنما تصريحاته النارية التي اعتاد علي اطلاقها في كل اتجاه من اجل جذب الأنظار وتسليط الأضواء عليه باستمرار وفي اي مكان. فمثلا عندما يحقق مورينيو انتصارا مع أي فريق قاده يخرج ويتحدث بغرور وله العديد من الوقائع التي تؤكد ذلك فعندما قاد الانتر للفوز بلقب دوري الابطال الاوروبي الموسم قبل الماضي قال عن نفسه إنه الافضل في العالم.