تستضيف إيطاليا مؤتمرا بشأن ليبيا بدأ منذ أمس الاثنين، ويهدف إلى دفع خطة الأممالمتحدة الجديدة لتحقيق الاستقرار فى البلد المضطرب فى شمال إفريقيا بعد فشل مبادرة لإجراء انتخابات الشهر المقبل. وفى الأسبوع الماضى، تخلى مبعوث الأممالمتحدة غسان سلامة رسميا عن خطة غربية لإجراء انتخابات عامة، فى العاشر من ديسمبر، كسبيل لإنهاء الصراع الذى تدور رحاه فى البلد المنتج للنفط منذ الإطاحة بمعمر القذافى فى عام 2011. وبدلا من ذلك، تريد الأممالمتحدة، التى تحاول التوسط منذ سنوات، أن تعقد أولا مؤتمرا وطنيا لتحقيق المصالحة فى بلد منقسم بين مئات الجماعات المسلحة والقبائل والبلدات والمناطق المتناحرة. وتركت القوى الغربية، التى ساعدت فى الإطاحة بالقذافى، ليبيا تغرق فى فوضى عارمة، مما سمح بصعود الجماعات المسلحة والجماعات الإرهابية المتطرفة.. لكن القلق بشأن تحول ليبيا إلى مصدر لعدم الاستقرار على سواحل أوروبا دفع القوى الأوروبية لزيادة الاهتمام بها فى الآونة الأخيرة ويأمل دبلوماسيون أن يحافظ الاجتماع الذى يستمر يومين بمدينة باليرمو فى صقلية على هذا الاهتمام.. لكن هذه الخطة باتت غير واقعية بفعل القتال على مدى أسابيع بين الفصائل المسلحة فى العاصمة طرابلس، وكذلك الطريق المسدود بين البرلمانين فى طرابلس والشرق.. وتأمل إيطاليا أن يساعد المؤتمر فى الضغط على الأطراف الليبية لتجاوز الانقسامات.. ويوجد فى الدولة العضو فى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) حكومتان، واحدة تدعمها الأممالمتحدة فى العاصمة وأخرى بلا سلطة إلى حد كبير فى الشرق تتحالف مع القائد العسكرى المخضرم القوى خليفة حفتر الذى تسيطر قواته على منطقة كبيرة من شرق البلاد. وسعى مسئولون إيطاليون، فى مطلع الأسبوع، إلى ضمان حضور حفتر. وقال محللون إن حفتر إذا حضر المؤتمر فإنه سيكون أول لقاء يجمعه برئيس الوزراء المقيم فى طرابلس فائز السراج منذ قمة باريس. وإيطاليا هى الداعم الرئيسى للسراج وحكومته وقد عملت مع الجماعات المحلية فى ليبيا لمنع المهاجرين المتجهين إلى أوروبا من الوصول عبر البحر. ويقول دبلوماسيون إن الإصلاحات المتأخرة التى طبقت فى طرابلس فى شهر سبتمبر.