نقاش حول إصلاحات لائحة قيد الصحفيين وأهمية استيعاب الصحفيين الإلكترونيين    بيطري المنيا: تقديم 3138 خدمة خلال 6 قوافل بيطرية مجانية وقائية إرشادية بقرى المحافظة    ماذا يتضمن جدول أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب غدا؟    إصابة أشرف داري قبل بداية مباراة ليسوتو ضد المغرب في تصفيات أمم أفريقيا    كاف يخطر منتخب مصر بإقامة مباراة بوتسوانا في السابعة مساء    رابيد الروماني يعلن فشل صفقة أرون بوبيندزا.. وهذا موقفه من الزمالك    تشيلسي يرغب في التخلص من لاعبه خلال الصيف    هاري كين: أشعر أنني في حالة جيدة قبل مباراة المئوية    أبل تطلق هاتفها الجديد آيفون 16 المقاوم للمياه والغبار    «استدرجوه لتغيير عملات أجنبية».. ماذا حدث لسائق النزهة المقتول؟ (تفاصيل)    قرار مهم من وزير الزراعة بشأن أسر العمال الزراعيين ضحايا حادث البحيرة(تفاصيل)    ضبط 400 كيلو لحوم حمير قبل توزيعها على مطعم في سوهاج    إيمان العاصي تلعب دور محامية في مسلسل برغم القانون    الدفاع المدني الفلسطيني: 5 شهداء بينهم طفلة و12 إصابة فى قصف للاحتلال    303 كلنا هنا وبلاسيبو في مشاهدات نوادي المسرح بأسيوط    «أبرزها للقلب والسكر».. هيئة الدواء تعلن ضخ كميات إضافية من الأدوية بالأسواق (تفاصيل)    جامعة المنيا منارة للعلم وقاطرة التنمية بالصعيد.. د. عصام فرحات: الرئيس عبد الفتاح السيسى قاد أكبر مسيرة تنموية فى تاريخ مصر المعاصر..عبد الرحيم على: الجامعات الحكومية هى التوجه الحقيقى للنهوض الوطنى    مديرية الزراعة بالشرقية تنظم ندوة عن تربية الدواجن والسمان ببلبيس    أبو اليزيد سلامة لقناة الناس: الكذب ليس فيه ألوان والصدق ينجى يوم القيامة    "الإفتاء": عدم قول "بحبك" للزوجة تقصير يحاسب عليه الزوج يوم القيامة    المغرب: ارتفاع ضحايا الأمطار إلى 18 وفاة وفقدان 4 وانهيار 56 مسكناً    هيئة الدواء تعلن ضخ كميات إضافية من الأدوية بالأسواق.. تفاصيل    أرقام قمصان لاعبي الأهلي الجدد.. يوسف أيمن برقم متولي والساعي ب 23    آية سماحة تتألق في أحدث ظهور لها.. والجمهور: "دي حاجة 13 خالص" (صور)    بالصور.. جمعية الأورمان توزع مساعدات وإعانات مالية ل 500 أسرة من السيدات الأرامل والأيتام بأسوان    أمين الفتوى يحسم الجدل حول حكم الاحتفال بالمولد النبوي    رمضان عبد المعز: الصلاة تمحو الذنوب وتخفف الأعباء عن المؤمنين.. فيديو    وزير الري: التصرفات الإثيوبية تتسبب في ارتباك كبير بمنظومة إدارة مياه النيل    تعرف على توصيات منتدى الإعلام الرياضى فى دورته الأولى    وزير الثقافة يكرم نائب رئيس جامعة القاهرة لحصوله على جائزة الدولة 2023    "الشوبكي": المخاطر الجيوسياسية لا تؤثر على إمدادات النفط للعالم    وكيل صحة الدقهلية: تكثيف الدورات التدريبية للعاملين بالقطاع الصحى    هل يجوز سفر الفتاة مع خطيبها؟.. شروط وضوابط تنظم العلاقة    إي اف چي هيرميس تبرز الفرص الاستثمارية بالشرق الأوسط بمؤتمرها السنوي العاشر    أمام مؤتمر دولي في المملكة المتحدة.. مستشفى حروق أهل مصر يعرض تجربته في علاج 3 آلاف مصاب بالمجان    عباس شومان يشارك بالمائدة المستديرة عن حقوق المرأة المنظمة من صندوق الأمم المتحدة    جامعة الزقازيق تشارك بالمهرجان الرياضي الأول لذوي الهمم بجامعة بنها    الحبس سنة مع الشغل لسيدة اعتدت على زوجها بسكين بمدينة نصر    «المشاط»: ضرورة الاستفادة من إمكانيات «التخطيط القومي» لتعزيز فاعلية خطط التنمية    والدة عريس كفر الدوار تدافع: "جهز لها أحلى شقة وقدم شبكة ب30 ألف جنيه"    «القاهرة الإخبارية»: حريق داخل قاعدة عسكرية في مستوطنات الجليل الغربي    وزير الداخلية يودع نظيره السعودي بمطار القاهرة    حلويات المولد لمرضى القلب- مسموحة أم ممنوعة؟    مرشح حركة حمس الجزائرية: لا نعترف بنتائج الانتخابات الرئاسية    بنك مصر يتيح استبدال العملة الأجنبية حتى 5000 دولار ويرفع حدود استخدام بطاقات الائتمان    القنوات الناقلة لمباراة السودان وأنجولا في تصفيات أمم أفريقيا 2025 وترتيب المجموعة    افتتاح أعمال تطوير مستشفى الصدر في مدينة الزقازيق بتكلفة 50 مليون جنيه    المشدد 5 سنوات لمتهمين و7 سنوات غيابيا لآخرين لشروعهم في سرقة ماشية من حظيرة بطوخ    مصرع شخص خلال عبوره الطريق فى الدقهلية    «التعليم» تصدر كتابًا دوريًا لتنظيم إجراءات صرف المقابل المادي لمعلمي الحصة    بطولة باريس تحدٍ جديدٍ لنجوم الاسكواش فى الموسم الجديد    انتخابات أمريكا 2024| ضحكة هاريس بين سخرية ترامب وانتقادات روسيا    السفير الروسى فى برلين: موسكو لم تتلق معلومات موثوقة بشأن تفجير نورد ستريم    برج الدلو.. حظك اليوم الإثنين 9 سبتمبر: قلل التوتر    «القاهرة الإخبارية»: انفجار مُسيّرة في مبنى بمستوطنة نهاريا شمالي إسرائيل    حياة كريمة.. الرأى العام.. الدعم الرئاسي المتواصل    رئيس جامعة الأزهر يفتتح برنامج صناعة القيادات النسائية المشرقة    الكنترول يجهز نتيجة الثانوية العامة دور ثان استعدادا لاعتمادها قريبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشاعرة الليبية عائشة إدريس المغربى: الشعر يجعل الحياة أكثر احتمالا وأكثر إنسانية
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 16 - 10 - 2018

عائشة إدريس المغربى شاعرة ليبية تقيم فى فرنسا يضم الديوان 101 قصيدة، وهو الديوان الخامس فى تجربة الشاعرة التى تضمنت أربعة دواوين سابقة، هى: «الأشياء الطيبة، البوح بسر أنثاي، أميرة الورق وصمت البنفسج»، كما صدرت لها مسرحية بعنوان «بائعة الزهور»، ورواية بعنوان «يحدث».
عائشة المولودة فى مدينة بنغازي، والمقيمة الآن بفرنسا، تتميز قصائدها بمساحة كبيرة من التجريب والخيال، عبر لغة تجمع بين جزالة الشعر ومتعة السرد.
عن ديوانها «الحياة الافتراضية للسعادة» ورحلتها مع الكتابة كان هذا الحوار.
■ يطرح عنوان ديوانك «الحياة الافتراضية للسعادة» العديد من الأسئلة حول ماهية الحياة والسعادة، ما الذى تعنيه لك السعادة، وكذلك كيف تتأملين معنى الحياة وقيمتها؟
- فى لحظة ما حين ينهار عالمك الروحى والمادي، وتفقد إيمانك حتى ولو كان هذا الإيمان مزيفا أوضعيفا، فهو رغم هشاشته يحميك من خداع الحياة ومكرها. وحين تنهار القيم ويضرب الشك كل أعمدة بيت الحياة، كانت الكتابة هى رافدى وحبى والحياة الوحيدة لي.
من هناك بدأت أجمع قطع عالمى الذى حطمته الحرب والانهيارات لعالم الإنسانية.
كنا أنا والكتابة رفقتين نتساند ونمنح بعضنا القوة والحب ونورق فى حدائق بعضنا وشعرت وقتها وقد فقدت كل شيء اننى أنبت جذورا أشد قوة وأزهر مجددا ولم أكن فى أية مرحلة من حياتى سعيدة وقوية وقادرة على الاستمتاع بالحياة والكتابة كما كنت فى هذه الفترة.
فى هذا الوقت تحديدا منحتنى الكتابة السعادة والحياة وحاولت أسربها لمن حولى وأنا أنجو من عواصف الحرب وقسوة التشرد والفقد مع أسرتى الصغيرة، فالسعادة ماهى إلا لحظات صغيرة مضيئة تترابط وتشد بعضها نابعة من قدرتنا واستعدادنا على الاستمتاع بالحياة ومقاومة القسوة فى طريقنا الذى نعبره.
■ هل الحياة الافتراضية محصورة فقط فى عالم الإنترنت أم هناك حياة افتراضية أخرى نعيشها دون أن ننتبه؟
- الحياة الافتراضية نعيشها فى عدة صور أخرى دون أن ننتبه، فالكتابة صورة أخرى من حياة افتراضية بل هى الصورة الأولى والأهم، الخيال والأحلام هى صور أخرى أيضا أكثر غرابة وأكثر سطوة، أحيانا تكون هذه الحياة هى طريق النجاة الوحيد من عشوائية الحياة وقسوتها ومن قانون الصدفة الذى يحكمها.
لقد كنت فى جغرافيا مغايرة وعلي أنأعيد ترتيب حياتى معها من الصفر،فكانت الكتابة جسرى الذى خلقت منها مجددا عوالمى وحياتى وأصدقائي، لقد كانت الكلمات ملونة دفيئة مليئة بالحب مخلوقات حية تمنح السعادة فى مرحلة خارقة وعجيبة لم اختبرها من قبل أبدا،صار الشعر بيتى وعائلتى وقيمي، وحتى الحرب صارت فى عالمى لعبة تخسر شراستها فى الضحك والحب، العالم الافتراضى هو عائلة روحية لنا، منحتنى القوة كى أجد نفسى مجددا، وملأت الى حد ما فجوة الجوع التى كبرت اثناء الحرب والفقد والهجرة.
■ فى ظل المتغيرات التكنولوجية المتسارعة والحضور الطاغى للصورة، كيف ترين مستقبل الشعر والكتابة بشكل عام؟
- هذا العالم من المتغيرات أثر وسيؤثر أكثر مستقبلا ليس فقط على الحياة الثقافية والشعر تحديدا بل على الحياة والعلاقات الإنسانية وكل التطورات التى حدثت فى الحضارات البشرية؛ لها جانبها الإيجابى والسلبي، وان كنت اظن ان الجوانب الإيجابية أكثر وأجمل.
وستجد البشرية الحلول للتأثيرات السيئة للتكنولوجيا، لكن الأزمة ليست فى هذا الجانب وأنما فى البشر فى النظام الاقتصادى الذى يطحن الانسان ويسحق الاغلبية،وفى الأنظمة السياسية التى تسلب الحريات والكرامة الإنسانية وفى تنامى الحروب ورفض الاختلاف وعدم تقبل الآخر والعنصرية المتوحشة فى جميع جوانب الحياة.
الإبداع لا يتأثر سلبا بوسائل انتشاره ووصوله للمتلقي، بل يجعل وصوله متاحا أكثر أمام الناس ولا يفقد أصالته. المبدع الحقيقى سيكون نفسه سواء فى الكتاب الورقى او الالكتروني،وكذلك الفنون والثقافات بشكل عام الجودة والرداءة لا علاقة لها هنا بالمتغيرات التكنولوجية.
تظل الفنون والآداب والشعر تحديدا هو ما يجعل الحياة أكثر احتمالا وأقل وحشة وأكثر إنسانية.
■ تعيش المنطقة العربية منذ سنوات حالة مخاض اجتماعى وسياسي، كيف انعكس ذلك كتابتك؟
- ما يجعلنى أشك فى جدوى هذه التغيرات التى ترصدها كما ذكرت انها قفزة الى الماضى وتقديس أعمى له، يحول دون رؤيته وقراءته نقديا، أنه يعود بالحياة إلى عالم من الظلام والخرفات والاستعباد ، فكيف نأمل فى التغيير والانفتاح على افق جديد من هذا المشهد؟ ، ولهذا اظن ان المشهد حتى هذه اللحظة لا ينبأ إلا بالخراب والهدم. ربما بعد ذلك يظهر لنا جيل لا يحمل فيروسات هذه المرحلة المدمرة ويحمل حلما جديدا للحياة.
■ بجانب الشعر كتبت أعمالا مسرحية وروائية،كيف كانت هذه التجارب؟
- الشعر هو وجودى الأول والحقيقى وكل تلك القفزات الأخرى مجرد مصادفة قد تكون جيدة أحيانا.
■ فى كتابتك سؤال الحرية حاضر بقوة، إلى أى مدى منحتك الكتابة فضاء لممارسة هذه الحرية؟
- الحرية جوهر الحياة الإنسانية منها وبها تبدأ الكتابة وتخلقها حولها حتى وسط الأغلال والقيود التى تظل كلها خارج الانسان، غاية الانسان فى هذه الحياة هى السعادة وهي: الشعور بالمتعة والبعد عن الألم وهو ما تحققه الحرية كما تحلم بها الإنسانية منذ بدء الحياة،لكن الحرية بمعناها المطلق غير موجودة نحن دائما نصطدم بحاجز يوقفنا حتى الكتابة بمفهومها المطلق للحرية تقع فى النهاية فى ورطة اللغة.
اللغة ستحد دائما من فضاء الخيال وكل نص أكتبه وكل لحظة تحقق وارتواء واكتمال لا تدوم إلا لحظات لأقع مجددا فى النقصان، كل ما كتبته انفصل عنى وأظل أتوق إلى أغنية أخرى لم اكتبها هكذا يسعى الإنسان إلى لحظة الكمال التى هى بالضرورة لحظة النهاية.
■ الجسد والأحلام لهما مكانة مميزة فى كتابتك أيضًا، كيف ترين هذه العلاقة بين الجسد والحلم؟
- لا أوهام عندى حول الثنائية بين الروح والجسد هناك وجود للإنسان بكل ما هو والأحلام جزء من هذا الوجود. يحتاج الإنسان حلما وسببا كى ينهض له كل صباح من أجل تحقيقه أو محاولة تحقيقه.
■ الطفولة وروحها حاضرة بقوة فى كتابتك كأنها حياة ممتدة وليست مجرد مرحلة عمرية ، كيف كانت طفولتك؟
- لم أتوقف عن كونى طفلة حتى وأنا أبلغ الثانية والستين من عمري، لأن الطفولة تملك القدرة على اللعب والضحك وهما كل ما احتاجه فى هذه الحياة والكتابة بالنسبة لي ليس الا لعبة استمتع بها وحين تتوقف عن كونها كذلك سأتوقف عن الكتابة.
■ متى بدأ شغفك بالكتابة؟
- بدأت مع اكتشافى لوجودى ووعى بذاتى وبالحياة وكنت فى طفولتى لا أفرق بين ما هوواقعى وما هو من صنع خيالى بل أظن ما يصنعه خيالي هو الحقيقى والأكثر قربا لتصديقه وهذا ما قادني إلى أن أرفض المستقبل الذى حاول مجتمعى الصغير رسمه لى وكنت متمردة على القواعد والتقاليد فى مجتمع منغلق جدا وكانت حريتى هى الهدف الأول الذى اعطته لى الكتابة فكانت أسلوبا للحياة قبل ان أكتب حقا ما يستحق أن نقول عليه شيئا مهما.
ولهذا ربما لم أعيش حالة أزدواج ثقافية وانفتحت فى قراءاتى المتنوعة على جميع الثقافات خاصة تلك التى تحمل بذرة التمرد والسير فى طرق مجهولة ولم أشعر أننى اقترب من خياراتى حقا إلا فى السنوات الأخيرة من تجربتى الإبداعية لكننى رغم ذلك كنت دائما وجهى الخاص، أنا أدخل مرحلة من نسيان كل ما قراءته لا أدرى ان كان هذا جيدا أم سيئا أو ربما أن «زهايمر» قد مسنى برفق مع التقدم فى العمر.
■ تقيمين فى فرنسا، ما بين ليبيا وفرنسا، كيف كانت هذه الرحلة؟
- هذا السؤال من الصعوبة الإجابة عنه لكننى سأقول لك أننى اتعلم اللغة هذا كل ما هناك. ورغم كل شىء لم أفقد إيماني بالحب مهما سقطت الإنسانية،فالحب هو خلاص الإنسانية، وترياقها ضد التوحش والكره.
■ ما هو عملك القادم؟
إضافة الى عدة كتب شعرية تم إنجازها فى خلال العامين الماضيين، فهناك مشروعان أعمل عليهما الآن، لو أننى أنجزت هذا العمل
سأحقق اكتفاء ذاتيا ومتعة عظيمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.