كشفت دراسة لمركز الخليج للدراسات الاستراتيجية أن هناك سرية تغلف بها العلاقات الإيرانية الإسرائيلية حتي لا يقع أي من طرفيها في حرج وذلك بالدعاية الظاهرية بوجود عداء متبادل. في هذا السياق اتسمت تصريحات السياسيين الإيرانيين بالعداء لإسرائيل بدءاً من الخوميني وانتهاء بنجاد الذي صرح مرارا وتكرارا بأنه يحب أن تلقي إسرائيل من خارطة العالم. وأكدت الدراسة وجود تعاون وثيق، حيث تعتبر إسرائيل إيران من الدول الأطراف أي الدول غير العربية المحيطة بالعالم العربي، كما أن العلاقات مع إسرائيل بالنسبة لإيران تمثل إمدادات من السلاح المتقدم وكسباً لرضا أمريكا والدول الغربية وعلي ذلك فقد استمر التعاون الإسرائيلي الإيراني بعد قيام الثورة الإسلامية في العديد من المجالات أهمها التعاون في مجال التسليح، حيث كانت إسرائيل المصدر الأول للسلاح في الفترة من 1980 إلي 1985 وقد نشرت جريدة «هاآراتس» الإسرائيلية تقريرا داخليا لوزارة الدفاع الإسرائيلية ذكر أن إسرائيل قد حافظت علي علاقات صناعية عسكرية مع إيران ثم بموجبها تم تزويد إيران ب58 ألف قناع للغازات السامة من شركة «شاتون» للصناعات الكيماوية بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية. كما أظهرت الدراسة عن وجود العديد من الروابط الاقتصادية التي لم تتوقف بين إيران وإسرائيل من المال إلي النفط والمواد الغذائية، حيث تستورد إيران من إسرائيل بصورة غير مباشرة قطع غيار للمعدات الزراعية، وكذلك تستورد إسرائيل النفط الإيراني بطرق غير مباشرة من أوروبا، بالإضافة إلي وجود علاقات تجارية سرية بين إيران و200 شركة إسرائيلية. في نفس السياق «كشفت صحيفة يديعوت احرونوت» أن الصفقات الإيرانية - الإسرائيلية تتم عبر شركات في تركيا والأردن والخليج ومسجلة في أوروبا، إضافة إلي ذلك يوجد علماء فيزياء من إيران وإسرائيل يعملون معاً ضمن مشروع مشترك في مركز «سيسامي» الدولي لضوء السنكرتون للعلوم التجريبية وتطبيقاتها في الشرق الأوسط. وأوضحت الدراسة أن هناك ابعاداً ومجالات أخري للتعاون بين إسرائيل وإيران بعد قيام الثورة الإسلامية تتمثل في القضية الفلسطينية بالتحول الجذري في توجهات السياسة الخارجية الإيرانية تجاه إسرائيل، حيث بدأت المعارضة الإيرانية لإسرائيل في دعم القضية الفلسطينية والوقوف إلي جانب المقاومة رغم محاولة إسرائيل في الأيام الأولي لقيام النظام الجمهوري الإسلامي الحفاظ علي علاقات التعاون الاستراتيجي ودعمت إيران موقفها عبر دعمها لحزب الله اللبناني وسوريا وحركاتي حماس والجهاد فخلقت لنفسها نفوذا قويا في المنطقة بعد أن ظهرت أمام العالم العربي علي أنها أهم المدافعين عن فلسطين.