خلافاً للوضع السابق قصفت قوات موالية للعقيد معمر القذافي أطلقت من حي أبو سليم علي مواقع للثوار في طرابلس من بينها باب العزيزية ومدينة زوارة غرب البلاد بقذائف هاون، وأفاد أبو بكر المصراتي أحد قادة الثوار لوكالات الأنباء بوجود قتال في العزيزية حيث يعتقد أن القذافي مختبئ فيها. وأشار إلي وجود أضرار جراء القصف في شارع الجمهورية تمثلت في إصابات للمنازل والبنايات إضافة إلي سيارات محترقة حيث إن فلول كتائب القذافي تطلق القذائف دون تمييز، مشيرا إلي أن أفراد هذه الكتائب يغيرون أماكنهم باستمرار، ولذلك لا يستطيع الثوار الوصول إليهم. ومن جانبها دعت عائشة القذافي أنصار أبيها إلي مواصلة قتال الثوار وحلفائهم من قوات حلف شمال الأطلسي الناتو، وتردد أن دعوة نجلة الزعيم الليبي جاءت إثر أنباء عن مقتل شقيقها خميس القذافي وفي سياق اخر عرضت كل من نيكارجوا وبوركينا فاسو حق اللجوء السياسي للعقيد معمر القذافي إذا طلب ذلك، بينما خصص رجال أعمال ليبيون مليونًا وسبعمائة ألف دولار لمن يمسك بالقذافي حياً أو ميتاً فيما واصل الثوار الليبيون بحثهم عن أبنائه. من ناحية اخري طلب الوفد الليبي الذي اجتمع امس الأول بالعاصمة القطرية الدوحة مبلغ 5 مليارات دولار من الأرصدة الليبية المجمدة توجه إلي عائلات الشهداء ومعالجة وتأهيل المصابين والمعاقين وتفعيل الاقتصاد الليبي بفتح مجالات العمل ودفع المرتبات المتراكمة. وفي المقابل رفضت جنوب افريقيا خلال اجتماع للامم المتحدة الافراج عن الارصدة الليبية المجمدة بموجب قرار دولي، حيث ترغب جنوب افريقيا في تأجيل ذلك حتي يعترف الاتحاد الافريقي بالمجلس الوطني الليبي رسمياً. في غضون ذلك، بدأ الثوار خوض معركة «سبها» جنوبي العاصمة الليبية، والتي قد تكون آخر معاقل القذافي، ومن جانبه قال العقيد أحمد باني، المتحدث العسكري باسم المعارضةإن الثوار يخوضون قتالاً شرساً مع الموالين للقذافي للسيطرة علي مدينة «سبها» التي تعد معقل قبيلة «القذاذفة»، وبها مقر «الكتيبة 32» قوة النخبة في الجيش الليبي بقيادة خميس نجل القذافي. وفي الوقت نفسه ذكر شاهد عيان أن القذافي موجود بأحد المخابئ في «سبها» مع بعض أعوانه، قائلاً: «أنا متأكد بنسبة 99.99% أنه في أحد الجحور في سبها». وعلي الجبهة الأخري، ضيق الثوار الخناق علي «سرت»، مسقط رأس القذافي ومعقله والتي تعد العاصمة الثانية لليبيا، حيث بدأت محادثات مع القبائل المحلية للتوصل إلي دخول المدينة الساحلية الشمالية بشكل سلمي. وقال رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفي عبدالجليل إنه التقي وفدا من «سرت» وتم الاتفاق علي أن يكون دخول المدينة من قبل الثوار سلمياً ومن ناحيته حث أحمد قذاف الدم ابن عم العقيد معمر القذافي الليبيين علي احترام دعوة قيادة المعارضة الليبية بالوحدة واحترام القانون وتجنب إراقة الدماء. كما طالب القبائل الليبية في سرت وسبها إلي التفاوض مع الثوار. واضاف لقد اخذت موقفا محايدا منذ بداية الأحداث في ليبيا وبقيت علي مسافة بين المعارضة ونظام القذافي وفي سياق متصل يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا غدا بمقر الجامعة العربية لمناقشة التطورات والمستجدات التي شهدتها كل من ليبيا وسوريا، وقد افادت مصادر مطلعة لروزاليوسف انه تم توجيه دعوة الي ممثل المجلس الوطني الانتقالي الليبي بالقاهرة لحضور الاجتماع. من جانبه، أعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، أن هناك توافق في الآراء بين الدول العربية علي أنه حان الوقت كي تستعيد ليبيا مقعدها في الجامعة العربية، وأن المجلس الوطني الانتقالي الليبي هو الممثل الشرعي الوحيد لدولة ليبيا بالجامعة.