توقع الكثير أن تكون مسلسلات رمضان هذا العام تافهة أو علي الأكثر لمجرد ملء الفراغ.. ولكن أمكن لبعض المسلسلات أن تفلت بل يتابعها الجمهور بعد «الجرعة الثورية» المتواصلة والتي تتابعت حلقاتها بشكل يفوق أي مسلسل في السرعة والإيقاع والحدث. من المسلسلات التي شدت انتباه الناس هذا الشهر عدد غير قليل سواء بفكرتها أو بنجومها أو بجدية موضوعها: خاتم سليمان: عرفت خالد الصاوي من خلال لقاءات قليلة بالصدفة في مطعم «الجريون» بوسط البلد الذي كان يرتاده بعض المثقفين.. وكان في ذلك الوقت قد قدم فيلما عن «جمال عبدالناصر» إنتاجا سوريا ولم ينجح كما كان متوقعاً.. ثم اختفي خالد الصاوي بعدها لفترة إلي أن برز ثانياً.. نجماً لامعاً مكتسحاً سواء في السينما أو التليفزيون أوالمسرح.. وهو بالمناسبة كاتب ومخرج وممثل مسرحي كبير. تألق خالد الصاوي هذا الشهر في مسلسل خاتم سليمان الذي يقوم فيه بشخصية مركبة لا تملك إلا أن تتابعها في جوانبها النفسية المختلفة ويجيد خالد القيام بمثل تلك الأدوار.. وأمامه تألقت الفنانة التي شربت الفن من أبيها، رانيا فريد شوقي. شارع عبدالعزيز: قابلته مرة وحيدة وبالصدفة في مكتب محاسبة وهو يدفع الضرائب المستحقة عليه.. ولم يكن قد اكتسب شهرته بعد.. واندهش لعدم تعرفي عليه لكنه قدم لي نفسه بأنه سيكون واحدا من أهم نجوم السينما في مصر.. وصدقته، لا أدري لماذا.. وكان قد قام ببطولة فيلمين للمخرج المبدع خالد يوسف ولم أكن قد تابعتهما.. وفيما بعد شاهدته في العام الماضي في مسلسل «مملكة الجبل»، التمثيل الواثق الطبيعي المقنع الذي يذكرك بأداء الراحل الكبير أحمد زكي.. وأمام النجم «عمرو سعد» برزت هنا شيحة التي تعد بمستقبل وعلا غانم ذات الأداء المميز. الريان: خالد صالح.. ذلك الوجه الذي ليس في وسامة النجوم التقليديين.. ولكنه أكثر وسامة منهم في ملء الشاشة بوجوده الطاغي وأدائه الذي لا يشعرك بالتمثيل.. لقد أحبه المشاهد المصري وحرص علي أن يتابعه.. وقد رأيته في العام الماضي يقوم بدور كفيف.. لقد أداه بشكل يدل علي أنه درس بعناية كل تفصيلة صغيرة في الدور.. وهذا هو الفارق بين النجم المثقف والنجم الذي يعتمد علي وسامته فقط. وأمامه تألق «باسم السمرة» الذي يصعد يوما بعد يوم في طريق نجوميته ولا ننسي الوجه المصري الأصيل «ريهام عبدالغفور» التي تشعر معها بأنك تعرفها جيدا كأنها جارتك. دوران شبرا: أهم مميزات هذا المسلسل هو امتلاؤه بتلك العلاقات الإنسانية الصغيرة والأصيلة التي تميز الإنسان المصري عبر العصور.. إنه مسلسل مغزول بعناية غير معتمد علي نجوم الدرجة الأولي بل علي وجوه جديدة في غالبيته.. وربما كان هذا من حسناته حيث تشعر بأنه حقيقي وقد أمكن للناس متابعته مع «أحمد عزمي» و«دلال عبدالعزيز» وعفاف شعيب «فوق البيعة» بسبب موقفهم منها بعد تصريحاتها المستفزة في الأيام الأولي للثورة. الشوارع الخلفية: هذه الرواية القديمة للكاتب والشاعر الكبير الراحل عبدالرحمن الشرقاوي.. اختارها السيناريست والشاعر مدحت العدل ليعيدها للحياة لتمشيها مع روح الثورة المصرية.. حيث تألقت فيها النجمة الراسخة الجمال والأداء ليلي علوي أمام النجم الذي يجيد اختيار أدواره وينجح فيها دائما جمال سليمان.. مع غيرهما من النجوم. وعموما فقد نجحت بعض مسلسلات هذا العام وتابعها الناس باهتمام.. كذلك بعض البرامج الترفيهية المسلية بينما سقطت الكوميديا سقوطا ذريعا خاصة في تلك النوعية من الكتابة والتمثيل السماة «ست كوم» تلك الكلمة التي هي اختصار ل«سيتيواشن كوميدي» أي موقف فكاهي وللأسف فليس فيها موقف ولا كوميديا علي الإطلاق وإنما إسفاف وتفاهة وثقل دم.