أعلن الثوار الليبيون أمس سيطرتهم الكاملة علي مدينة البريقة والتي قامت في وقت سابق بمهاجمة مدينة زليتن الساحلية الواقعة علي بعد 160 كيلو متراً شرق العاصمة طرابلس وتقدمت في العمق خمسة كيلو مترات ودخلت وسط المدينة أن ميناء النفط الاستراتيجي في مدينة البريقة شرقي البلاد أصبح الآن تحت السيطرة الكاملة لهذه القوات. وأوضح أحمد باني المتحدث باسم قوات المعارضة الليبية أن السيطرة الكاملة علي مدينة البريقة الصناعية النفطية المهمة تحققت أخيرا في الساعات الأولي من صباح السبت حيث خاضت قوات المعارضة الليبية معارك شرسة في مدينتين ساحليتين في محيط العاصمة طرابلس يوم الجمعة في إطار حملتها للإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي. وتعتبر السيطرة علي البريقة نصرا مهما للمعارضة لانها تضم ثاني اكبر مجمع هيدروكربوني، وحيث تصب أنابيب النفط الرئيسية لتكريره، وتستعد قوات المعارضة، التي باتت تسيطر علي ثلاثة أرباع مساحة ليبيا، للهجوم علي العاصمة طرابلس، التي يسكنها نحو مليوني نسمة، من ثلاثة محاور، الجنوب والشرق والغرب. وقد أكدت الشركة النفطية الفرنسية توتال أنها دفعت "عربونا" قيمته سبعة ملايين يورو لإعادة شراء حقوق للتنقيب عن النفط من شركة يملكها رجل الأعمال الفرنسي اللبناني زياد تقي الدين، لكنها أكدت أن العملية "عادية" واتسمت بالشفافية. وتابعت توتال انها اجرت اتفاقاً مع نورث جلوبال "في هذا الإطار" سمح لها "بدفع عربون قيمته 9.8 ملايين دولار" من القيمة الاجمالية للحقوق وأن هذه العملية التي تضمن لتوتال إمكانية شراء كامل حقوق نورث جلوبال شائعة في قطاع المناجم ولم تتم اطلاقا في السر. من ناحية أخري، نقلت وكالة الانباء الفرنسية عن مصادر في المعارضة قولها إن عبدالسلام جلود رئيس الوزراء الاسبق وهو من رفاق العقيد القذافي القدامي، قد فر من طرابلس والتحق واسرته بصفوف المعارضة.حيث وصل يوم الجمعة إلي بلدة الزنتان جنوب غربي العاصمة والتي تسيطر عليها قوات المعارضة. وكان جلود قد اختلف مع القذافي منذ أواسط تسعينيات القرن الماضي. وفي سياق غارات حلف شمال الأطلنطي (الناتو) علي طرابلس، قال عمر مسعود وهو مهندس في قطاع النفط وعاش في منطقة القصف لمدة 35 عاما لوكالة رويترز إن منزلا قصفته طائرات الناتو ليلة أمس يعود إلي رئيس الاستخبارات الليبية، عبد الله السنوسي وهو صهر للزعيم الليبي القذافي. وقد شهدت السفارة الليبية في البرازيل مساء الجمعة صدامات بين مؤيدين للمتمردين وانصار للزعيم الليبي معمر القذافي وقال شهود عيان ان نحو عشرين شخصا من اصل ليبي ومسئولين ليبيين اجتمعوا بمناسبة شهر رمضان. وقد قام ناشطون مؤيدون للمتمردين برفع علم الثورة الليبية مما أدي إلي اشتباك بينهم وبين مؤيدي الزعيم الليبي. وأوضح ناطق باسم الشرطة العسكرية أمام السفارة أن "الحادث مع اشخاص من المعارضة" اجبر السفير سالم الزبيدي وعائلته علي الرحيل حيث وافق الموجودون في السفارة علي مغادرة المبني بسلام بينما أكد ناطق باسم وزارة الخارجية لفرانس برس انه تم ضمان امن السفير والسفارة. ونقلت شبكة "أن بي سي" الأمريكية عن تقارير استخبارية أميركية قولها إن القذافي يستعد للمغادرة إلي تونس مع عائلته خلال أيام في الوقت الذي نفي فيه المجلس الانتقالي رسميا وجود مفاوضات، لكن مصادر فيه تحدثت عن محادثات مع "تكنوقراط النظام" بينما تحدث البغدادي المحمودي رئيس الوزراء الليبي عن اتصالات مع كل الأطراف، وقال "ستسمعون أخبارا طيبة الأيام القادمة.