كتب: سعد حسين وفريدة محمد ومحمود جودة وشاهيناز عزام وعبد الوكيل محمد وسيد دويدار ردا علي الاعتداء السافر لإسرائيل علي الجنود المصريين علي الحدود الأمر الذي أسفر عن استشهاد 6 من جنود حرس الحدود المصريين بسيناء، واصل آلاف المتظاهرين من مختلف الائتلافات والحركات الثورية التظاهر لليوم الثاني علي التوالي أمام سفارة إسرائيل مطالبين بطرد إسحق ليفانون سفير إسرائيل من القاهرة وتنكيس علم إسرائيل علي السفارة ورفع العلم المصري عليها رافعين شعارات «ياصهيوني ياخسيس دم المصري مش رخيص». وكانت المظاهرات التي تواصلت لليوم الثاني علي التوالي قد بدأت أمس الاول في الثانية عشرة ظهراً بعشرات من النشطاء وتزايدت الأعداد حتي وصلت إلي 5 آلاف في الثانية عشرة من صباح أمس وسط غياب تام لعناصر جماعة الاخوان والسلفيين الأمر الذي دفع عددا من المتظاهرين لتوجيه انتقاد لممدوح اسماعيل محامي الجماعات الاسلامية الذي حضر بمفرده متسائلين أين الجماعات الاسلامية التي احتشدت في الميدان وتتحدث عن الدولة الاسلامية وحقوق الفلسطينيين لماذا صمتت عن قتل المصريين؟! فأجابهم إسماعيل سيحضرون عقب صلاة التراويح وهو ما لم يحدث. فيما نجح المتظاهرون في تحطيم الحاجز الخرساني الذي يحمي مدخل العمارة المكونة من 20 دورا حيث تقع السفارة في الطابقين 19و20 وتمكن أحد الشباب المتظاهرين من دخول العمارة إلا أن قوات الشرطة العسكرية أبعدته واعادته لصفوف المتظاهرين وسط تعامل بأعلي درجات الحكمة من قوات الجيش التي أوقفت مدرعتين في مدخل العمارة ووفروا بديلا عن الكتل الخرسانية. واللافت هو قيام عدد من الشباب بالنوم علي الرصيف أمام بعض المدرعات التي استعانت بها القوات العسكرية لتعزيز القوات التي تحمي السفارة لمنعها من الوصول إلي محيطها مما أدي إلي توقف المدرعات حتي لا تصيبهم بأذي. وصعد اللواء حمدي بدين قائد الشرطة العسكرية أعلي مدرعة ممسكا بميكروفون مخاطبا المتظاهرين مطالبا إياهم بالهدوء والتعاون مع الجيش والتوحد معه لحماية أمن الوطن، مؤكدا أن أحدا من قوات الجيش لن يمس أيا من المتظاهرين بأذي وأي عسكر سيعتدي علي متظاهر سيتم محاكمته عسكريا. وفيما حرق المتظاهرون عشرات الاعلام الإسرائيلية وسط تعاطف وترحيب من بعض قاطني العمارة المجاورة لعمارة السفارة حيث ألقي عدد من الأسر زجاجات المياه المثلجة والعصائر علي المتظاهرين وسط هتافات «ياصهيوني ياخسيس دم المصري مش رخيص مش هانمشي هو يمشي».. فإن محاولات إحراق العلم الاسرائيلي المرفوع أعلي العمارة فوق الدور العشرين بواسطة الصواريخ النارية التي كاد أحدها أن يصل لهدفه. واللافت قيام شاب بيتسلق عمارة مواجهة لعمارة السفارة الإسرائيلية حيث صعد إلي الدور الثاني والعشرين ورفع العلم المصري في مواجهة علم إسرائيل ليعلوه بدورين. واللافت هو انطفاء الأنوار في أغلب الوحدات السكنية بالعمارة التي تحوي سفارة إسرائيل حيث كانت النوافذ مغلقة ومثلها عدد من الوحدات السكنية في العمائر المجاورة بما يشير إلي هجر السكان لتلك الوحدات. وفي التاسعة من صباح أمس واصل المتظاهرون الاحتشاد حيث انضم إليهم عشرات المتظاهرين من جماعة الاخوان المسلمين رافعين شعارات «خيبر خيبر يايهود جيش محمد سوف يعود»، «يافلسطين يافلسطين دمك دمي ودينك ديني» فيما واصل المتظاهرون محاولات الوصول للعلم الاسرائيلي عبر الصواريخ النارية. ودخل أمس أكثر من 200 متظاهر في اعتصام مفتوح أمام السفارة رافضين المغادرة حتي رحيل السفير الاسرائيلي من مصر. وعقدت قيادات مديرية أمن الجيزة اجتماعا مصغرا لمتابعة تداعيات الموقف والبحث إذا كانوا سوف يستعينون بالأمن المركزي من عدمه حيث طلبت بعض القيادات الاستعانة بعدد صغير من جنود الامن المركزي لمساعدة الشرطة العسكرية ولكن في النهاية اتخذ قرار بعدم الاستعانة بالأمن المركزي لعدم تفاقم الازمة وتدهورها فيما حضر صباح أمس بعض الملتحين وشجعوا المعتصمين علي استمرار اعتصامهم بمكبرات صوت حتي تعتذر إسرائيل رسميا أمام العالم ومازالت الاعداد تتزايد، كما تزايد اعداد الباعة الجائلين للاعلام المصرية، يذكر معظم المعتصمين رفضوا تناول وجبة السحور ورفضوا ايضا الساندوتيشات الذي يقدمها أصحاب السيارات المارة أعلي الكوبري. وفي الوقت الذي كان المتظاهرون يحاصرون السفارة الاسرائيلية مساء الجمعة عاش حي المعادي المقيم فيه السفير الاسرائيلي حالة هدوء غير عادية. وفي جولة ل«روزاليوسف» ليلة الجمعة بالشوارع المحيطة بمنزل السفير الاسرائيلي لاحظت حالة الهدوء التام بمعظم الشوارع القريبة منه واكتفت قوات الأمن باغلاق الشوارع المحيطة بالفيللا، وهي شارع القنال شوارع 8و11و10 علما بأن هذه الشوارع تغلق في الايام العادية. وأعرب السكان عن سعادتهم وهدوئهم بعد معرفتهم بمغادرة السفير لمنزله وعدم تواجده، كما سادت حالة من الارتياح لدي أفراد الحراسة لعدم وجود السفير الاسرائيلي بمنزله.