جدد الجيش السوري صباح أمس قصف مدينة اللاذقية بنيران الزوارق الحربية، مما أدي إلي ارتفاع عدد ضحايا العملية العسكرية الواسعة التي تشنها قوات الجيش في المدينة إلي 31 شخصاً علي الأقل، كما اجتاحت الدبابات والمدرعات أمس مناطق في حمص وحماة بوسط البلاد، مع استمرار المظاهرات الليلة المطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد. وطبقا لاتحاد تنسيقيات الثورة السورية جدد الجيش قصف أحياء الرمل والصليبة ومنطقة المسبح ومناطق عدة في اللاذقية التي كانت أمس الأول مسرحا لعملية عسكرية واسعة شاركت فيها لأول مرة زوارق حربية. كما تم سماع إطلاق نار كثيف في تلك الأحياء مما أدي إلي فرار المواطنين لمناطق أكثر أمنا، وتحدث نشطاء من اتحاد التنسيقيات عن حدوث انشقاق عناصر من الجيش أحدهم برتبة رائد ومحاولتهم تأمين الحماية للمدنيين والنازحين من القناصة وقوات الأمن الأخري. وأضاف بيان صادر عن المرصد السوري لحقوق الإنسان: «إنه في سابقة لم تعهدها دولة من قبل، يستخدم النظام السوري الزوارق البحرية في قصف المدنيين العزل بمحافظة اللاذقية في مكافأة قدمها بشار إلي مسقط رأسه ومدينته"، إشارة إلي مدينة القرداحة المجاورة لمدينة اللاذقية. في غضون ذلك، أفاد ناشطون حقوقيون لوكالة فرانس برس بأن دبابات اقتحمت بلدة الحولة أمس في محافظة حمص في عملية عسكرية تترافق مع إطلاق نار كثيف وحملة اعتقالات ومداهمة للمنازل. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه تمت محاصرة الحولة بشكل أمني كثيف من جميع المداخل والطرق، مع إطلاق قوات الجيش لنيران كثيفة وانتشار الشبيحة لترهيب الأهالي. وكان اتحاد تنسيقيات الثورة قد أشار إلي سقوط 42 قتيلا أمس الأول في أنحاء سوريا منهم 31 شخصاً في اللاذقية وحدها بينهم امرأة وطفلة إضافة إلي جرح أكثر من 50 آخرين ، كما سقط ستة قتلي في محافظة حمص واثنان في محافظة حماة وواحد في إدلب وثلاثة في درعا. في المقابل، نفي مصدر رسمي سوري رفيع قصف القوات البحرية للاذقية بالمدافع مشيرا إلي أن "عملية أمنية دقيقة" تنفذها قوات حفظ النظام ضد مجموعات مسلحة تقوم برمي قنابل وأصابع ديناميت وترويع المواطنين. في شأن آخر، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد أمس مرسومًا يقضي بتعيين موفق إبراهيم خلوف محافظا لحلب بشمال البلاد خلفا لعلي منصورة، وأفادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) بأن حلب بقيت حتي الان بمنأي نسبيا عن حركة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد. وكان خلوف يشغل منصب أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في ريف دمشق. فيما دشن المعارضون السوريون حملة جديدة علي الفيس بوك لحشد المظاهرات طوال أيام وليالي رمضان منذ اليوم ووصولا إلي يوم العيد رافعين رسالة تحدي إلي النظام السوري وعصابته ومتحدين النظام بأن ارداتهم لن تنفد وستذداد قوة وأن هذا النظام البائس علي وشك الانهيار. ورداً علي حملة المعارضة السورية في الداخل بكتابة كلمة حرية علي أوراق النقد إصدر الأمن القومي السوري تحذيرا إلي البنك المركزي السوري يحمل رقم 4651 بتاريخ 30 يوليو الماضي بجمع هذه الفئات النقدية ومصادرتها وضبط أي شخص يقوم بالترويج لها وعدم إعطاءه إلي تعويض عنها.