افتقد نجوم الفن الذين يقدمون البرامج في رمضان، وهجهم وسطوعهم علي الشاشة الرمضانية، بعد أن اعتمدوا علي نجوميتهم فقط في التقديم، دون أن يهتموا بباقي التفاصيل الأخري التي يجب توافرها في المذيع الناجح، وعلي رأسها التحضير الجيد، والمذاكرة القوية للأسئلة، وشخصية الضيف، وموضوع الحلقة، فتعالوا لنرصد البرامج التي يقدمها النجوم ولم تحقق الإشباع الجماهيري المتوقع منها . نبدأ بالفنانة بسمة التي تعود للتقديم ببرنامجها الجديد "من أنتم؟" الذي يذاع علي قناة "القاهرة والناس"، فرغم أنها في الأصل كانت مذيعة بالتليفزيون المصري قبل أن تتجه للتمثيل، فإن أن عودتها اعتمدت علي نجوميتها كفنانة فلم تملك أدواتها جيداً خاصة أن البرنامج الذي تقدمه يعتمد في كل حلقة علي المواجهة بين ضيفين يري كل منهما وجهة نظر مختلفة في موضوع النقاش، بما يشبه برنامج "الاتجاه المعاكس" الذي يقدمه فيصل القاسم علي قناة "الجزيرة"، وتحتاج مثل هذه النوعية من برامج المواجهات والمناظرات، إلي مذيع يتمتع بشخصية قوية، حتي يفرض سيطرته علي الحلقة، ولايسمح لأي ضيف بمقاطعة الضيف الثاني أو التطاول عليه والخروج عن الموضوع، بخلاف الإلمام التام بالموضوع المثار محل الجدل بين الضيفين، إلا أن بسمة لم تستطع أن تقوم بهذا الدور وفقدت السيطرة علي الموقف في كثير من الحلقات لاسيما حلقة تامر أمين ووائل الإبراشي التي شهدت تراشقًا بالألفاظ من جانب الإبراشي الذي قاطع تامر أمين كثيراً، وظهر تحيز بسمة واضحاً، بجانب عدم قدرتها علي إدارة الحوار وكأنها مجرد متفرج يشاهد الحلقة من علي بعد ، لتقول كل فترة بخجل وضعف :"يا جماعة بالراحة شوية أنا هروح منكم فين؟ كل واحد فيكم إعلامي تقيل وأنا علي قدي ومش هعرف أبيع الميا في حارة السقايين" أما أحمد حلمي الذي كانت برامج الأطفال التي قدمها علي التليفزيون المصري هي عنوان التعارف بينه وبين الجمهور، وسبب انطلاقه للنجومية في عالم الفن، فلم يكن موفقاً في عودته إلي تقديم هذه النوعية من البرامج مرة أخري في برنامجه الجديد "شوية عيال" الذي يذاع علي قناة "CBC" رغم احتواء البرنامج علي ديكور رائع، وإضاءة جيدة، وتقارير متميزة، وصورة "شيك"، لكن حلمي اعتمد في عودته علي نجوميته لتظهر من طريقة تقديمه وإفيهاته الثقة والهدوء وكأنه يقول - بطريقة غير مباشرة - إنه الآن نجم وفنان كبير وليس مجرد مذيع شقي يشق طريقه في البدايات، إذ كان برنامجه القديم "كلام عيال" يتميز بخروج حلمي من الاستديوهات والذهاب للأطفال في أماكن تواجدهم مثل النادي والجنينة ولم يكن غريباً أن يرتدي «مايوه» وينزل البحر مرتديا عوامة ليحاور الأطفال وهم يعومون بخفة ظل وطريقة تقديم لم تكن معتادة في الإعلام المصري، لكنه اليوم يعود نجماً تأتي إليه الأطفال في الاستديو فجاءت الصورة جيدة لكن المضمون بارد ويفتقد بصمة حلمي "بتاع زمان". ورغم اعتياد الجمهور علي مشاهدة الفنان رامز جلال في دور الولد الشقي في كل برامجه واخرها "رامز حول العالم" وهو يغامر ويشاكس في رحلاته الشيقة، إلا أن عدداً من الجروبات تم إطلاقها ضد برنامجه الجديد "رامز قلب الأسد" لخروج الفكرة عن المألوف والمبالغة في تقديمها حيث صدم الكثيرون من مشاهدة الأسد وهو يهدد الفنانين، بخلاف أن بعض نشطاء حقوق الحيوان أكدوا أن استغلال حيوان حتي وإن كان أسداً بهذه الطريقة يخالف الرحمة والإنسانية بينما وصف البعض الآخر البرنامج بأنه دون المستوي، لينتهي الجدل بغض النظر عن أسبابه وتداعياته إلي سحب الكثير من رصيد رامز جلال لدي الجمهور . الوحيد الذي ظلم كان الفنان ماجد الكدواني الذي يقدم برنامج "حلاوة شمسنا" علي قناة "النهار"، ورغم تميز فكرة البرنامج، وطلة الكدواني القوية، بملامحه الطيبة، ونبرات صوته المعبرة التي تدعو المشاهدين للمحة أمل جديد من خلال قضايا اجتماعية بسيطة لكنها مؤثرة بشدة في مسار البلد، إلا أنه لم يحقق نسبة المشاهدة المرجوة لعدم وجود دعاية كافية واهتمام إدارة القناة بالترويج لمسلسلاتها الدرامية علي حساب البرامج القوية مثل برنامج الكدواني.