«لكل مجتهد نصيب» مثل شهير يلخص ما حدث مع مى عبد الله، نحاتة المنيا، فلم تكن تدرى تلك الفتاة العشرينية أن موهبتها ستحلق بها خارج حدود قريتها الريفية الصغيرة التى نشأت بها، وتطير بها إلى عالم الشهرة، ويتم اختيارها لتصنيع تمثال منتدى شباب العالم الذى عقد فى شرم الشيخ، تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة وفود وبعثات 52 دولة من جميع أنحاء العالم. بداية على مواقع التواصل الاجتماعي بدأت النحاتة مى عبدالله، رحلتها مع الشهرة عندما انتشرت صور مشروع تخرجها من كلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا، عبر مواقع التواصل الاجتماعى، والذى ضم وقتها مجموعة مبهجة من أبرز فنانى الزمن الجميل، وعلى رأسهم الفنان نجيب الريحانى، وعبد الفتاح القصرى، ومارى منيب، وزينات صدقى، وإسماعيل يس، والطفلة إكرام عزو، التى شاركت فى فيلم عائلة زيزى، والفنان رياض القصبجى الذى اشتهر بتقديم دور «الشاويش عطية»، بالإضافة إلى الفنان محمد رضا، لتصبح بعدها حديث السوشيال ميديا وتشتهر باسم «فتاة المنيا». دعوة لمنتدى شباب العالم مى روت كيفية اختيارها للمشاركة فى مؤتمر شباب العالم قائلة: «اتصل بى أحد الأشخاص وأخبرنى أننى مدعوة لحضور اجتماع فى مكتب رئيس الجمهورية، وأخبرونى بأننى مرشحة للمشاركة فى المؤتمر، وطلبوا منى صناعة قطعة فنية تليق بالمنتدى»، مضيفة: «لم يقيدونى بشكل معين وتركوا لى حرية اختيار التصميم بما يتماشى مع شكل المؤتمر ويعبر عنه، ثم فكرت فى هذه الفكرة وصممتها مبدئيًا على اسكيتش وأرسلته لهم وبالفعل وافقوا عليه». فكرة شعار المنتدى حول فكرة تصميم تمثال مؤتمر شباب العالم أوضحت مى: «فكرت أن أقدم شيئًا يعبر عن شعار المؤتمر فصممت الهرم لأنه يعبر عن مصر ويرمز لحضارتنا المصرية، ثم جعلته حاملًا للكرة الأرضية فى إشارة لعظمة بلادنا، ويحمله 8 أشخاص لكل منهم جنسية مختلفة، للتعبير عن الشباب المشارك فى المنتدى من جميع أنحاء العالم» وتابعت: «الشخصيات التى أخترتها فى التصميم بينهم مصرى وعربى وأفريقى وأوروبي، وفتاة مصرية، يحملون جميعًا الهرم بما يشير إلى حضورهم المؤتمر وتعاونهم مع بعضهم البعض على أرض مصر». 20 يومًا لصناعة التمثال رغم الإبداع الكبير الموجود فى التمثال، وضخامة وأهمية الحدث المقدم له إلا أنها لم تستغرق سوى 20 يومًا فقط لصناعته، بالإضافة إلى وقت سبك البرونز الذى ترسله لمتخصصين نظرًا لأنه يحتاج إلى تقنيات خاصة نتيجة لدرجة الحرارة المرتفعة التى تستخدم لتسييح النحاس، لافتة إلى أنها استخدمت الطين والجبس والبوليستر والأحجار لصناعته. النحت اختيار مصيرى فن النحت لم يأتِ فى طريق «مي» مصادفة، لكنه كان واحدًا من أهم خياراتها المصيرية التى اختارتها فى مشوار حياتها، حيث قالت: «عندما ندخل كلية الفنون الجميلة نبدأها بسنة إعدادى ندرس فيها جميع التخصصات، وقتها شعرت بأننى أحب النحت ومتميزة فيه وأشعر بالارتياح عند العمل به فقررت أن أتخصص فيه لأننى أحبه وسأستطيع التميز والإبداع فيه مهما كانت صعوبته، لكننى واجهت صعوبة كبيرة من أهلى فى البداية لاعتقادهم بأن النحت أصعب الأقسام وغير مناسب للبنات لكننى استطعت إقناعهم». تواضع الرئيس السيسى حول لقائها بالرئيس السيسى قالت: كنت أعلم أنه سيفتتح المعرض، لكنها كانت المرة الأولى التى ألتقى به على الطبيعة، إذ فوجئت بأسلوبه المتواضع وبساطته فى الحديث» وتابعت: «مكنتش متوقعة رد فعله إنه يكون بسيط وبيهزر بالشكل ده فضل يهزرمعايا وقال لى الشغل بتاعك حلو أنا هشتريه فقلت له إن هذا التمثال هدية منى له، فقال لي: «يبقى مش عيزانى أشترى وأصر على شرائه وقال للجميع خلوها تقولى على سعره علشان أفاصل معها لكننى صممت على موقفى وأهديته له وقبل هديتى». لقاء الرئيس السيسى فخر لأسرتى الإبداع فى مجتمع ريفى ليس سهلًا لكنه حلمًا ليس صعب المنال، حيث قالت: «لقاء الرئيس السيسى بى أدهش أهلى وجعلهم فخورين بى وبما حققته من إنجازات» مضيفة: «الصعيد تطور كثيرًا لدينا كلية فنون جميلة غير موجودة غير فى 4 محافظات فقط على مستوى الجمهورية، والالتحاق بها متاح للجميع، وتقدم مستوى تعليمى جيد من يريد أن يصل لأى شىء سيستطيع الريف لم يعد عائقًا أمام الفتيات كما كان قديمًا».
