حرب أكتوبر كانت تالية لمرحلة صعبة هى حرب الاستنزاف لاستعادة كفاءة القوات المسلحة والتصدى للعدو المتغطرس بعد 67 ولكن حرب الاستنزاف كسرت الحاجز النفسى وحصنت القوات وجعلتنا نحارب 73 ونحن مستعدون .. . هكذا بدأ العميد محمد فكرى عبدالحى بطل أكتوبر حديث الذكريات. وأضاف تحقيق المفاجأة الاستراتيجية وإخفاؤها وقت الحرب عن جميع مخابرات العالم ونجاحها هو إنجاز لم يتم من قبل فى أى عسكرية.. فلم يكن احد يتوقع الحرب ونحن كضباط علمنا قبلها بقليل فأنا كقائد سرية عرفت بالحرب فى العاشرة صباحا.. جاء ظرف مكتوب فيه ساعة الحرب وكانت قبل العبور ب3.5 ساعة. وقد تمكنا من عبور مانع مائى غير مسبوق حتى فى الحرب العالمية الثانية واستطاع أن يعبر 8 آلاف مقاتل من فرق المشاة العبور خلال 6 ساعات وأصبح يواجه النسق الأول التعبوى وهو خط بارليف واحدث فيه خسائر كبيرة فى المدرعات والطائرات مما ادى الى استغاثة إسرائيل من خلال رئيسة الوزراء «انقذونا».. وقال موشى ديان وزير الدفاع الاسرائيلى ان هذه الحرب ثقيلة بأيامها ثقيلة بدمائها.. ويستكمل بطل أكتوبر تحولت الغطرسة الاسرائيلية إلى الحقونا.. وقد كنت قائد سرية فى الحرب وشاركت فى معركة جبل المر بقيادة العقيد الفاتح كريم. وجبل المر كان هدفا حيويا لإسرائيل فهو على مسافة 15 كيلو لقناة السويس وفى مواجه مدينة السويس.. وكان يقوم العدو من خلاله بأعمال تدميرية أثناء حرب الاستنزاف. وقد دارت معركة شديدة لاستعادة الجبل وتمكن الفاتح كريم من تحقيق المهمة.. ومعركة جبل المر تسمى معركة الفاتح لاسم قائد اللواء وكانت المعركة صعبة لأن الجبل كان مرتفعا والأرض رملية. ويستطرد بطل اكتوبر.. . كانوا يحاولون التمسك بهذا الهدف لانه كاشف لمنطقة السويس وسيناء واستيلاءنا عليه خسارة فادحة لهم وهزيمة.. اللواء الثانى كان مقسما لثلاث كتائب وكنت قائد سرية مشاة ميكانيكى فى إحدى هذه الكتائب.. وتقدمنا تحت القصف الجوى وغيره وحدثت خسائر فى المركبات والدبابات حتى وصلنا الى مشارف الجبل، وأطلقنا نيرانا تمهيدية من المدفعيات ومضادات الصواريخ حتى نكون تحت ساترها وتقدمنا لتسلق الجبل وكنا ننجح على جانب ونتعسر على الاخر وكانت معركة صعبة جدا الى ان تمكن الفاتح كريم بالصعود بأطقم صواريخ، وكان شجاعا ولم ينظر الى احتمال إصابته. وجعل اول صاروخ ينطلق من الجبل وكان خلف الجبل للعدو مجموعة كبيرة من الدبابات والصواريخ ذاتية الحركة وهذه الأسلحة كانت فى السابق لها الأثر الكبير فى تدمير مدينة السويس. وبخبرة رجل الحرب يقول البطل الصاروخ عدو الدبابة وإسرائيل تحارب عن بعد .. فهم يعتمدون على التكنولوجيا وعندما وصلنا للجبل انسحبوا وقاد ضباطنا سياراتهم المحملة بالاسلحة حتى وصلوا به الى الفرقة وهذه من صور البطولة . واحتفظنا باوضاعنا عليه والقيادة العامة قالت «تمسكوا بالجبل» لانه يعتبر الهدف الرئيسى لتحصين القوات وقد بدات المعركة صباح يوم 9 اكتوبر على اخر اليوم كنا نهاجم الجبل وفى صباح اليوم التالى كانت القيادة تاخذ تعليمات. بالاستيلاء على جبل المر حتى ان الرئيس أنور السادات قال لقائد الفرقة «أنت متأكد ان اللواء الثانى استولى على جبل المر على مسافة 15 كيلو من القناة «فجعله يتحدث مع الفاتح كريم وأكدله انه استولى عليه». .. بعد ذلك حدث تطوير فى أعمال القتال وكلفت انا وسريتى ان استولى على تبة على بعد 2 كيلو وهى كنقطة لإعطاء انذار للواء فى حالة الهجوم عليه ونجحت فى تنفيذ مهمتى ووضع الألغام واصبح لدينا نقطة أمامية لجبل المر واستمرينا 4 اشهر فترة الحصار ولم يهزنا جوعا ولا عطشا وحافظنا على جبل المر حتى تحقق النصر المنتظر.