يتعمد آلاف الأتراك الذين احتشدوا فى شوارع أسطنبول، للمشاركة فى مسيرات وفعاليات إحياء الذكرى الأولى لمحاولة انقلاب أردوغان الفاشل، تجاهل حقيقة أنه انقلاب مفبرك قام بتأليفه وإخراجه وتمثيله رجب طيب أردوغان رئيس الكيان التركى. فقد ذكرت صحيفة «واشنطن تايمز» أن انخفاض شعبية حزب العدالة والتنمية ورغبة أردوغان فى التخلص من بعض قادة الجيش ومسئولين بالدولة هى السبب فى فبركة انقلاب يسمح له بفعل مايشاء والتحكم بكل كبيرة وصغيرة. وبعد عام من اتمام المسلسل التركي، تغير الوضع السياسى والاجتماعى والدبلوماسى لتركيا، فقد شن أردوغان أكبر حملة تطهير فى تاريخ تركيا لم تشهدها أى دولة أخرى فى العالم. كما تمت ملاحقة كل من تم اتهامه بأنه من أنصار الداعية فتح الله كولن الذى زعم أردوغان أنه وراء تدبير الانقلاب الفاشل، رغم نفيه المتكرر من مقر إقامته فى الولاياتالمتحدة. وفى 20 يوليو، اليوم الثانى من الانقلاب، قامت الحكومة التركية بقيادة رجب طيب أردوغان، بإعلان حالة الطوارئ فى البلاد، حيث كان هدف الإعلان عن هذه الحالة هو الكشف المبكر ومعاقبة المنظمين والمشاركين فى الانقلاب، كما تم تمديد حالة الطوارئ 3 مرات ومن المقرر أن تنتهى 20 يوليو من الشهر الحالى إذا لم يتم تمديدها مرة رابعة. واستخدم أردوغان صلاحيات تمكنه من تشريع القوانين دون الرجوع إلى البرلمان إذ حصل على تعديل للدستور يتيح له نظريا البقاء فى الحكم حتى 2029، وقد استخدم الأغا هذه الصلاحيات 24 مرة حتى الآن على الرغم من وصف المعارضة لها بأنها غير ديمقراطية. ولم يشهد التاريخ الحديث لتركيا حملة اعتقالات تشبه تلك التى قام بها الأغا بعد محاولة الانقلاب حيث تم اتهام أكثر من 168 ألف شخص بالضلوع فى حركة الداعية الإسلامى المقيم فى الولاياتالمتحدة فتح الله كولن، و8 آلاف آخرين فى عداد المطلوبين، وبالإضافة إلى ذلك، تم وضع 965 من المؤسسات والشركات فى تركيا تحت الرقابة المالية والمصرفية، حيث تم الاشتباه أيضا بانتمائهم وتعاملهم مع حركة «كولن»، بجانب إغلاق أكثر من 2000 مدرسة ومعهد وجامعة. كما تم إيقاف أكثر من 150 ألف موظف وطرد 100 ألف آخرين من الوظيفة، من بينهم 33 ألف معلم، وقد شملت الحملة أفرادا فى الشرطة وجنوداً وأعضاء فى السلطة القضائية والجامعات، حيث تم طرد أكثر من 5295 دكتورا جامعيا، واعتقال أكثر من 100 آخرين. الإعلاميون والصحفيون لم ينجحوا فى التصدى لقانون الطوارئ، فوفقا لبيانات «Platform 24» المستقلة، يقبع 269 صحفيا خلف القضبان، بينما تم سجن 40 صحفيا قبل محاولة الانقلاب، ما جعل تركيا تحتل المرتبة الأولى فى مؤشر سجن الصحفيين، وفقا للجنة الدولية لحماية الصحفيين. كما أغلق أردوغان 160 وسيلة إعلامية من أصل 184 تم إيقافها فى تركيا بعد الانقلاب، ولا يستطيعون استئناف عملهم حتى الآن، كما أقيل نحو 4500 قاض وممثل ادعاء خلال ذلك العام، وأعلنت وزارة الداخلية التركية أنها فصلت 8777 مسئولا ، بينهم 7899 ضابطا فى الشرطة و614 ضابطا فى الدرك و30 محافظا و47 من رؤساء المناطق. بينما أعلنت إدارة الشئون الدينية فى تركيا، إقالتها 492 موظفا، بعد محاولة تحرك الجيش ضد الرئيس رجب أردوغان ونظامه، كما عزلت السلطات التركية أيضا 257 من موظفى مكتب رئيس الوزراء للاشتباه فى ضلوعهم فى محاولة الانقلاب، وأعلن جهاز الاستخبارات التركى، إقالة 100 من موظفيه، على خلفية التحقيقات. واعتقلت السلطات التركية المخرج على أفجى، بعد ساعات من عرض إعلان فيلمه الجديد، الذى يتناول محاولة الانقلاب التى جرت فى تركيا العام الماضى. وقالت وسائل إعلام تركية إن أفجى ستوجه له تهمة الارتباط بالداعية المقيم فى الولاياتالمتحدة فتح الله كولن، الذى تقول أنقرة إنه وراء المحاولة الفاشلة. وأخرج أفجى فيلم «الصحوة» الذى يعكس وجهة نظره فى أحداث الانقلاب الذى حاول عسكريون أتراك تنفيذه فى 15 يوليو من العام الماضى، ويبدأ الفيلم، الذى سيتم إطلاقه قريبا، بقصيدة عادة ما يتلوها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان خلال خطاباته السياسية، قبل أن يتحدث عن الجهود التى بذلت «لإجهاض الانقلاب».