تعتبر ماكينات حصاد القمح الدراسة بالوادى الجديد، إحدى المشكلات الرئيسية التى تواجه أبناء الواحات فى نفس الفترة الحالية من كل عام، فضلا عن أنها تعرض حياتهم للخطر، وذلك بسبب مرورها على الطرق السريعة والفرعية فى فترات الليل دون وجود إنارة بها أو علامات تحذيرية، ما يؤدى إلى وقوع الحوادث المرورية. فى البداية يقول، محمد حسين، مزارع من مدينة الخارجة: إن ماكينات حصاد القمح تعتبر واحدة من المشاكل التى يواجهها المواطنون فى نفس التوقيت الحالى من كل عام، وذلك بسبب سيرها ليلا بعد انتهاء عملها دون إضاءة أو وجود علامة فسفورية بها. ويلفت إلى أن تلك الماكينات تقوم بجرها الجرارات الزراعية، وتتنقل من قرية إلى قرية ومن مزرعة إلى مزرعة، علاوة على أنها تبدأ عملها منذ الصباح الباكر حتى بعد وقت المغرب أى بعد غروب الشمس، لافتا إلى أن تلك الماكينات فور انتهاء عملها تقوم بالعودة مرة أخرى إلى المكان الذى انطلقت منه فى الصباح وتسير على الطرق السريعة دون إنارة خلال فترة الليل، الأمر الذى يتسبب فى وقوع الحوادث المرورية. ويقول محمود جعفر، من أبناء الوادى الجديد، سبق وحذرنا أكثر من مرة مرور التروسيكلات والعربات الكارو والمعدات الثقيلة وحصادات القمح على الطرق السريعة خلال الفترة الليلة لأنها دون إنارة وتتسبب فى الحوادث المرورية وأدت إلى وفاة العشرات من المواطنين فى حوادث متفرقة، وحتى الآن لم يتم تنفيذ مطلبنا. أما أحمد عمر، من أبناء مدينة بلاط، يؤكد أن العام الماضى تسببت هذه الحصادات فى وفاة شخصين وإصابة حوالى 12 آخرين، وذلك بعدما اصطدمت سيارة أجرة بإحدى حاصدات القمح بجوار مطار الخارجة، حيث كان الميكروباص محملا بالركاب العائدين من محافظة القاهرة وفوجئ سائقه بحصادة قمح يجرها أحد الجرارات الزراعية وكانت تتوسط الطريق الرئيسى دون إنارة أو علامة إرشادية فاصطدم بها. ويشير عمر إلى أن جميع مالكى ماكينات الحصاد لا يراعون شروط الأمن والسلامة سواء لأنفسهم أو لغيرهم، لافتا إلى أن مالك المكينة لا يهمه سوى العودة فى نفس اليوم من المكان الذى كان يعمل به حتى ولو كان الوقت متأخرا، كى يبدأ عملًا جديدًا فى الصباح. إسلام أبوالحسن، منسق رابطة أبناء الوادى الجديد للتنمية، يشير إلى أن حظر مرور المعدات الثقيلة ضرورة، حيث تشتمل على الجرارات الزراعية والألآت الأخرى، بالإضافة إلى التروسيكلات والعربات الكارو والحصادات الزراعية خلال فترة الليل لأنها تسير دون إنارة، كما أن بعضها يقودها الأطفال دون اكتراث لحياه الآخرين، مشددا على ضرورة التحرك من قبل المحافظة وإدارة مرور الوادى الجديد لحظر مرورها. ويؤكد أبوالحسن أن أقل قرية فى المحافظة بها من 4 إلى 5 حصادات تعمل يوميا خلال هذه الأيام لحصاد محصول القمح وبعضها يعود إلى المكان الذى انطلقت منه خلال الليل ودون إنارة، ناهيك أن العمال القائمين عليها يستقلونها أيضا فى وضع مخيف وغير آمن، فالحصادة الواحدة يعمل عليها من 3 إلى 5 أفراد يستقلونها أثناء العودة إلى قريتهم وقد يلقون حتفهم فى حال أصطدمت بهم سيارة أخرى تسير على الطريق، أو انفصلت الماكينة عن الجرار الزراعى الذى يقوم بجرها، خاصة أنها تزن أكثر من طن ونصف الطن. يشار إلى أن اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادى الجديد، كان قد أعلن بدء موسم حصاد القمح بالواحات، حيث جرى إعطاء إشارة البدء رسميًّا من قرى عدن بمركز ومدينة باريس، منوها إلى أن المساحة المنزرعة هذا العام، من القمح بلغت 173 ألف فدان، منها 90 ألف فدان بالمنطقة الاستثمارية بشرق العوينات، موزعة على 19 شركة. وقال الدكتور مجد المرسى، وكيل وزارة الزراعة بالوادى الجديد: إن المديرية بالتنسيق مع مديرية التموين انتهت من تجهيز 8 شون وصوامع و4 مخازن و160 ألف فارغ لتسلُّم القمح من المزارعين، مشيرا إلى أن محافظ الوادى الجديد وعد بتكريم المزارعين المتميزين والأعلى إنتاجية لفدان القمح؛ وذلك لتشجيع بقية المزارعين على مستوى المحافظة للتوسع فى زراعة القمح واستخدام وسائل الرى الحديثة.