في مؤشر ينذر بقرب تفكك المنظومة الأمنية لنظام الرئيس بشار الأسد ذكر شهود عيان أن اشتباكات عنيفة اندلعت في بلدة الزبداني بريف دمشق بين الجيش من جهة وعناصر القوي الأمنية من جهة أخري، وقال أحد النشطاء السوريين: إن صوت إطلاق نار كثيف سمع في المناطق المجاورة استمر لساعات، كما سمع دوي انفجارات قوية بعدة مناطق باللاذقية، وأشار إلي أن تلاسناً حدث بين الطرفين تلاه إطلاق رصاص كثيف استمر ربع ساعة. وفي حلب أجبر الأمن أهل أحد القتلي علي إغلاق دارالعزاء، فيما لا يزال حظر التجوال مفروضاً علي أهالي المدينة. وفي الأثناء وصلت تعزيزات عسكرية جديدة إلي مدينة حمص وانتشرت آليات الجيش بشكل مكثف في أحياء جديدة بالمدينة، وتمركزت الدبابات في أحياء باب السباع، والدريب، والخالدية، والقصور، بالإضافة إلي البياضية وشارع الستين. وفي سياق متصل ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الحملات الأمنية قطعت خدمة الاتصالات الأرضية وهواتف المحمول عن حي الخالدية والبياضية. وقال رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا محمود مرعي: إن مدن دوما والكسوة والزبداني وبرزة وبلدات أخري بريف دمشق شهد مظاهرات واعتصامات من أجل الإفراج عن المعتقلين، مشيراً إلي أنه تم إطلاق سراح 73 معتقلاً في حين مازال أكثر من مائة آخرين قيد الاعتقال. وفي غضون ذلك قال ناشطون سوريون: إن المحتجين سيكثفون المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام في شهر رمضان، وذلك للاستفادة من زيادة التجمعات في المساجد أثناء الشهر الفضيل. ومن جانبها اتهمت الولاياتالمتحدةالأمريكية الجيش السوري بالوحشية، وأكدت أن الرئيس بشار الأسد فقد شرعيته، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند يجب أن يفهم الأسد أنه ليس شخصاً لا يمكن الاستغناء عنه ونعتقد أنه السبب في عدم الاستقرار لسوريا وليس مفتاح استقرارها. إلي ذلك اعتبر المعارض السوري محمد مأمون الحمصي أن المرحلة المقبلة في عمر الثورة السورية هي الأخطر، وأضاف: إن معالم ذلك تظهر واضحة من خلال زيادة الدعم الإيراني لنظام الأسد، وآخرها تخصيص المرشد الإيراني علي خامنئي مبلغ ستة مليارات دولار لدعم الأسد ونظامه. وفي تطور لاحق رفض رياض غنام عضو الهيئة التشريعية المنبسقة عن مؤتمر أنطاليا للمعارضة السورية مشروع القانون الذي أقرته الحكومة السورية بتأسيس أحزاب سياسية جديدة إلي جانب حزب البعث الحاكم، معتبرة بنود القانون تعجيزية لا يستطيع أن يحققها العديد من الأطياف السياسية في سوريا، بالإضافة إلي تعارضها مع الدستور السوري الذي يعتبر حزب البعث هو الموجه للمجتمع السوري. معتبراً لقاء فاروق الشرع نائب الرئيس السوري مع بعض رموز المعارضة السورية بالداخل فخاً من جانب النظام لإحراجهم، ولن يؤتي ثماره لأن الشارع يرفض أي حوار مع السلطة التي تقتله وتحاصره. واستمراراً للمظاهرات الليلية نظم عشرات الآلاف من السوريين مظاهرات سابقة في معرة النعمان بدير الزور وقدسيا في ضواحي دمشق وعرطوز وأعباد بن مطالبين بإسقاط النظام، بالإضافة إلي انضمام العديد من المتظاهرين إلي ساحة الاعتصام بداور المدلجي بدير الزور. من ناحية أخري تنطلق من أمام مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم مسيرة حاشدة تضم عائلات وأسر سوريين مقيمين بالقاهرة استنكاراً للصمت الدولي إزاء ما يحدث في سوريا وحشداً للدعم لصالح الثوار هناك.