كشفت مصادر دبلوماسية ان اسباب تأجيل زيارة نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه الي القاهرة التي كان مقررا لها امس تعود الي التطورات السياسية التي تشهدها مصر في الفترة الأخيرة. وقالت المصادر ان رئيس الوزراء المصري عصام شرف وعثمان طه اتفقا في اتصال تليفوني علي تأجيل الزيارة لعدة جوانب أولها ان هناك تشكيلاً وزاريا جديدا ضم حوالي 14 وزيرا جديدا ومازالوا في بداية مهامهم داخل الوزارات وعليه فإنه من الصعب الخروج بنتائج مثمرة من مناقشات التعاون المشترك في مختلف المجالات. وأوضحت المصادر أن التطورات السياسية التي شهدتها القاهرة في منطقة العباسية والاشتباكات التي تحدث مع المتظاهرين أحد الأسباب التي ساهمت في تأجيل الزيارة ايضا خاصة ان الحكومة تركز حاليا علي استعادة الهدوء للشارع المصري في ظل تباين مواقف القوي السياسية من التظاهر والاعتصام في ميدان التحرير. الزيارة كانت تستهدف اتخاذ عدة خطوات عملية للتعاون بين البلدين وخاصة في الاتفاقيات التي ابرمت بينهما في اجتماع اللجنة المصرية السودانية بالخرطوم بعد الثورة، حيث كان من المقرر أن يرافق عثمان طه عدد من الوزراء هم علي كرتي وزير الخارجية وجلال يوسف الدقير وزير التعاون الدولي وكمال عبيد وزير الإعلام وعبد الحليم المتعافي وزير الزراعة وعبدالوهاب عثمان وزير الطرق والجسور ومحمد المختار حسن وزير الدولة بوزارة مجلس الوزراء والفاتح علي الصديق وزير الدولة بوزارة المالية وفضل عبدالله فضل وزير الدولة بوزارة التجارة الخارجية، بجانب امين حسن عمر مستشار رئيس الجمهورية. وأوضح المستشار الاقتصادي للسفارة السودانية بالقاهرة محمد علي ان ملفات الأمن الغذائي وملف المياه والعلاقات الثنائية كانت ستتصدر لقاءات المسئولين في القاهرة والخرطوم، مؤكدًل انها ضمن أولويات التنسيق المشترك بين مصر والسودان في الفترة المقبلة. يذكر أن المجلس الوزاري للنيل سينعقد الخميس المقبل في نيروبي وستشارك فيه مصر والسودان لإعلان رفضهما لاتفاقية عنتيبي باعتبارهما دولتي المصب ويقوم موقفهما علي التعاون والتوازن مع باقي دول الحوض.