فى ضوء الإصلاحات الاقتصادية التى تتبناها مصر والدول العربية استحوذ الاستثمار فى المشروعات الاقتصادية الكبرى ومنها السياحية أجندة أعمال الدورة السنوية الثالثة عشر من المؤتمر الاستثمارى «EFG Hermes One on One»، الذى عقد فى دبى تحت رعاية صاحب السمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبى. حيث استهدف المؤتمر توفير المناخ الملائم لعرض الفرص الاستثمارية الواعدة وتبادل الرؤى ووجهات النظر حول مستجدات المشهد الاقتصادى فى ضوء الاهتمام الدولى المتزايد بمقومات وفرص النمو التى تنفرد بها الأسواق الناشئة والمبتدئة على حد سواء، وذلك بمشاركة 510 مستثمرين من 260 مؤسسة مالية تتجاوز أصولها الاستثمارية 10 تريليونات دولار أمريكى، وقيادات مجتمع الأعمال وممثلى الإدارة التنفيذية فى 147 شركة مدرجة ببورصات 19 دولة من الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب شرق آسيا. كما كانت مساعى التطور الاقتصادى محور كلمة أبرز المتحدثين الرئيسيين بالمؤتمر، ومن بينهم الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى معالى، ومحمد العبار رئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية، وذلك خلال تجمع أبرز شخصيات مجتمع الاستثمار الدولى من المؤسسات المالية الرائدة فى أوروبا والولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجى، وممثلى الإدارة التنفيذية بكبرى الشركات المدرجة فى بورصات العديد من الأسواق الناشئة والمبتدئة الأسرع نموًا حول العالم. وناقش محمد العبار رئيس شركة إعمار الإماراتية العقارية مع الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى الاستثمار فى مشروعات الطاقة والنقل فى مصر . وانعقد مؤتمر العام الجارى على خلفية التحولات الملحوظة التى طرأت على الاقتصادات النامية وجعلت منها وجهة شديدة الجاذبية للمستثمرين الراغبين فى تنويع المحافظ المالية والاستفادة من ارتفاع معدلات النمو الاقتصادى فى الأسواق الناشئة بصفة عامة، وذلك رغم احتدام المنافسة على رأس المال العالمى فى الآونة الأخيرة وسط توقعات رفع أسعار الفائدة الأمريكية وتأثيرها المحتمل على أسواق المال العالمية مع اتساع الفجوة بصورة ملحوظة بين أنصار استراتيجيات إدارة الاستثمار النشطة والسلبية. وقال كريم عوض الرئيس التنفيذى للمجموعة المالية هيرميس، أن وتيرة الإصلاحات الجريئة التى تتبناها الحكومات ودوائر صنع السياسات هى أبرز الدوافع الرئيسية لطرح الفرص الاستثمارية الجذابة فى الأسواق الناشئة والمبتدئة على حد سواء، وأضاف أن المؤتمر هذا العام سلط الضوء على معالم التحولات الجوهرية التى تمر بها أسواق المنطقة، بما فى ذلك الآليات الخاصة بتحديث الأطر التشريعية والنظم الاقتصادية وتعزيز بيئة الأعمال وأثرها على استحداث استراتيجيات النمو المستدام التى تنال إعجاب واهتمام مجتمع الاستثمار الدولى. وأشار عوض إلى دلائل ومؤشرات التغيير الذى تمر به أسواق التى تتواجد بها المجموعة المالية هيرميس، حيث تتبنى الحكومة المصرية برنامجها الإصلاحى الطموح الذى شمل تعويم الجنيه أواخر العام الماضى ضمن حزمة الإجراءات الحاسمة لإنعاش الاقتصاد والنهوض بأسواق المال لآفاق جديدة، بينما تحافظ دولة الإمارات العربية المتحدة على مكانتها فى طليعة اقتصادات المنطقة عبر مواصلة تقليص مخصصات الدعم بشكل تدريجى مع التمهيد لإقرار ضريبة القيمة المضافة والاستعداد لانتعاشه جديدة مرتقبة فى مشهد صفقات الدمج والاستحواذ. ومن جانب آخر تتبنى المملكة العربية السعودية حزمة إصلاحات طموحة أبرزها خصخصة شركة أرامكو التى تعد جوهرة للاقتصاد السعودى، كما تشرع حكومة باكستان بتطبيق برنامج إصلاحات جذرية فى إطار التنسيق مع صندوق النقد الدولى، وهو ما سوف يثمر عن رفع تصنيف السوق الباكستانى لمرتبة الأسواق الناشئة على مؤشر MSCI للأسواق الناشئة خلال الأشهر القليلة المقبلة. ومن جانبه قال محمد عبيد الرئيس التنفيذى المشارك لقطاع بنك الاستثمار بالمجموعة المالية هيرميس، أن المجموعة تعكف حاليًا على تنمية أعمالها بأسواق آسيا عبر إطلاق المنتجات الجديدة وكذلك استحداث المنظومة المتكاملة لبحوث الاستثمار فى تلك الأسواق الجذابة، ولكن دون أن ينقص ذلك من اهتمام الشركة بفرص الاستثمار الهائلة فى أسواق جنوب الصحراء الإفريقية وسعيها الجاد لتعظيم العائد الاستثمارى للمساهمين من خلال دراسة وتنفيذ التوسعات المباشرة فى تلك المنطقة الواعدة.