أكد العقيد الليبي معمر القذافي أمس الأول إصراره علي مواصلة القتال، مهددًا باستعادة المناطق المحررة، وذلك رغم الكشف عن محادثات جرت قبل أيام في تونس بين نظامه والولاياتالمتحدة لإقناعه بالرحيل. وقال القذافي في كلمة صوتية له في تجمع جري تنظيمه في بلدة العزيزية «50 كم جنوب غرب طرابلس» إنه وملايين الليبيين الذين يقفون معه سيحاربون حتي آخر قطرة دم للدفاع عن شرف الليبيين، وعن نفطهم، وعن ثرواتهم، حسب تعبيره. وتحدث أيضًا عن بدء ما أسماه «حسم المعركة بالجماهير»، ودعا مرة أخري إلي «الزحف» علي المناطق المحررة في الشرق والغرب بما فيها بنغازي ومصراتة، حتي إن كان ذلك بلا سلاح لتحريرها ممن نعتهم بالخونة والمرتزقة، في إشارة إلي الثوار. وجاءت تصريحات القذافي التي أعلن فيها مجددًا تحديه للقوي الغربية التي تحاول إضعاف قبضته علي المدن الخاضعة لسيطرته من خلال الضربات العسكرية، عقب تأكيد لقاء بين مسئولين أمريكيين وممثلين لنظام القذافي في تونس السبت الماضي. في المقابل قال مسئول أمريكي إن الولاياتالمتحدة سلمت النظام الليبي في اللقاء الذي شارك فيه جيفري فيلتمان مساعد كلينتون لشئون الشرق الأدني، والسفير الأمريكي في طرابلس جيني كريتس الذي غادر العاصمة الليبية في فبراير الماضي، رسالة واضحة وصارمة مفادها أن الطريق الوحيد لتحقيق تقدم «في ليبيا» هو تنحي القذافي. في سياق متصل اشترط آلان جوبيه وزير الخارجية الفرنسي أمس ابتعاد العقيد معمر القذافي عن الحياة السياسية إذا ما أراد البقاء في البلاد جاعلا من ذلك شرطا لوقف اطلاق النار أيضًا. ميدانيا شهدت مدينة البريقة النفطية اشتباكات عنيفة بين الثوار وكتائب القذافي أمس الأول مما خلف خسائر بشرية بلغت مقتل 7 وإصابة 45 في صفوف الطرفين اللذين يقدمان معلومات متضاربة بشأن سيطرة كل منهما علي المدينة.