بعد أن بدأت تسود حالة من الهدوء الحذر في نقابة السينمائيين ظهرت بوادر عاصفة من الغضب تحيط بالمجلس الجديد بمجرد علمهم أن مسعد فودة قام بإصدار بيان يدافع عن الثورة دون أن يستشيرهم فيه، لذلك حاول فودة الاستعانة بعضو المجلس عادل ثابت لامتصاص غضب أعضاء النقابة ولتقريب وجهات النظر بينه وبين أعضاء المجلس من السينمائيين حتي يتم تحديد موعد يجتمع به لاختيار أعضاء هيئة المكتب، التي ستكون أول مهامهم فض الاعتصام في النقابة وإقناع السينمائيين بتسليم النقابة وتنازلهم عن فكرة عدم ترك النقابة إلا بعد تحرير محضر رسمي، وما ساعد علي اشتعال الأجواء مرة أخري هو تردد العديد من الشائعات في كواليس النقابة أن مسعد فودة قد استقر علي شكري أبو عميرة كأمين للصندوق من جديد وعدم تغييره علي الرغم من عدم اجتماعه بالمجلس لتحديد هيئة المكتب، إضافة إلي أن شكري كان الساعد اليمني لمسعد ويعلم كل تلاعباته بميزانيات النقابة والتجديد له يعني العودة إلي نقطة البداية ومازاد الأمر سوءًا أن أعضاء المجلس من السينمائيين قد استقروا بشكل مبدئي علي محمد خضر ليعتلي منصب أمين الصندوق حيث يرون أنه الأفضل خاصة أنه منصب خدمي وهو خريج معهد السينما قسم إنتاج وكان رئيس قطاع الإنتاج في دريم مما يجعله الأقرب للمنصب. من ناحية أخري بدت حالة من القلق تحاصر فودة لسببين أولهما تراجع السينمائيين عن فكرة الاستقالة بشكل مؤقت وما يترتب عليه من اعتبارهم قوة لا يستهان بها في النقابة والسبب الآخر هو قرب موعد جلسته الأولي أمام نيابة الأموال العامة التي تقرر عقدها في 26 يوليو الجاري. علي جانب آخر عقد علي بدرخان اجتماعًا مغلقًا مع معتصمي نقابة السينمائيين استطاع خلاله إقناعهم بفض اعتصامهم بعد أن اشترطوا أن يسلموا النقابة لأعضاء المجلس الجديد من السينمائيين، وأيد بدرخان طلبهم واتفقا علي تحرير محضر تسليم النقابة وفض الاعتصام بعدها فورًا. ويجري حاليًا مسعد فودة اتصالاته بالمجلس الجديد بعد تداركه الموقف ليحدد موعده معهم في أوائل الأسبوع المقبل لاختيار هيئة المكتب، ويدور خلف الكواليس أن أعضاء المجلس قد استقروا علي فوزي العوامري كسكرتير عام للنقابة بعد أن اختاروا محمد خضر أمين صندوق حتي يضمنون نزاهة النقابة ولسحب السلطة شيئًا فشيئًا من مسعد فودة. كما يدور خلف الكواليس أن مسعد فودة يعتبر أن عمر عبدالعزيز هو أهم عناصر المجلس الجديد الذي يخشاه فودة لأنه يشعر أن السينمائيين من أعضاء المجلس يؤهلونه ليصبح النقيب الجديد بعد الإطاحة به. وعن سبب تأخر إعلان هيئة المكتب حتي الآن أن فودة يقوم حاليًا بعمل اجتماعات سرية خارج النقابة مع شكري أبو عميرة لضبط بعض التجاوزات المادية للصندوق قبل أن يتسلمه أمين الصندوق الجديد الأسبوع المقبل.