واصل الأزهر الشريف عقد لقاءات الحوار المجتمعى مع الشباب فى مختلف المحافظات، وحول تلك اللقاءات قال د. عباس شومان: إننا نهدف من خلال الحوار المجتمعى مع الشباب الاضطلاع على فكرهم وإبعاد الحيرة عن عقولهم لأننا نعلم أنهم متحيرون نتيجة ما يتلقونه يوميا عبر الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعى من أفكار وفتاوى، حتى أصبح ما يبث عبر تلك الوسائل يطغى على تكوين الفكر الصحيح لديهم، وهوما شوش الفكر والثقافة لديهم نظرا لعدم اكتمال المعلومة، مؤكدا أننا نحتاج لجهود كبيرة لضبط الخطاب الإعلامى والدينى والثقافى من المتطفلين عليه حتى نحمى الشباب من محاولات اختطافهم من تلك الأفكار التى شوهت علينا قيمنا ومبادئنا السمحة التى علمنا إياها الإسلام. وأشار وكيل الأزهر إلى أن أصحاب الأفكار التخريبية لا يفرقون بين مسلم وغيره، مؤكدا أن أقباط مصر لهم عندنا كمسلمين مكانة خاصة فقد وصانا بهم الرسول عليه الصلاة أو السلام، فإنفاذ وصية الرسول عليه الصلاة والسلام توجب علينا أن نرعاهم وألا نسمح لأحد بأن يؤذهم. وخلال الحوار مع الشباب أكد وكيل الأزهر أن نجاح الحوار المجتمعى مرهون بتضافر جميع المؤسسات الإعلامية والثقافية والشبابية مع الأزهر والكنيسة والأوقاف لبث خطاب ثقافى وفكرى قادر على تصحيح كثير من الأفكار والرؤى الخاصة بالإبداع والحرية وكافة المعارف التى تبنى ثقافة الشباب. كما أكد وكيل الأزهر أهمية دور الإعلام وتأثيره على عقل الشباب، فالإعلام يستطيع أن يقدم الكثير وعلى القائمين عليه المشاركة الفاعلة خاصة فى هذه المرحلة المهمة التى تسهم كثيرا فى تكوين فكر الشباب، فالكلمة أمانة ولها خطر شديد، وقد تلقى بصاحبها فى مشاكل كثيرة ويكفى أنها تغضب الله إذا تسببت فى إيذاء أى إنسان. وشدد وكيل الأزهر أن الحرية ليست مطلقة، فليس من حق إنسان أن يتناول غيره ظلما وزورا وبهتانا، فهذه جريمة وليست حرية، فالإسلام حدد معنى الحرية التى لا تضر بالآخرين. وعن قناة الأزهرقال د. عباس شومان، نتوقع الانتهاء من العمل على بنائها واطلاقها خلال عام وستكون قناة عامة تليق باسم الأزهر فلا نريدها أن تظهر وتختفى وستكون صادقة فى كل شيء. وعن تجديد الخطاب الدينى قال وكيل الأزهر إن هناك تناولا خاطئا للقضية من قبل البعض خاصة من يريد منهم هدم الثوابت، مؤكدا أن الأزهر مؤمن بقضية التجديد ومهموم بها، فالإسلام دين متجدد وتطور العصر يجب أن تواكبه الشريعة الإسلامية حتى تساعد الناس فى حياتهم المعاصرة، دون مساس بالثوابت التى لا تقبل التغيير فالثابت فى شريعتنا أقل كثيرا من المتغير.