عقب سقوط النظام السابق برزت مجموعة من التفاصيل والأماكن والمشروعات التي تحمل أسماء أسرة الرئيس المخلوع، فاسم زوجته سوزان ثابت علي كثير من المكتبات والمشروعات، التي من بينها واحد من أهم المشروعات الثقافية في مصر، وهو مشروع "مكتبة الأسرة"، وفي تحقيقات سابقة كانت هناك العديد من وجهات النظر التي تنادي بالإبقاء علي المشروع وعدم القضاء عليه بدعوي ارتباط اسم سوزان مبارك به، نظرا لأهميته ودوره في توصيل الكتب بأسعار زهيدة للمواطنين، وعليه فقد تم تشكيل لجنة مؤخرا برئاسة الروائي إبراهيم أصلان، وتضم 10 من المثقفين والمتخصصين لإدارة المشروع من الناحية الفنية والإشراف عليه، وحول دور اللجنة وأعضائها وعدد من التساؤلات التي تدور في أذهان الكثيرين حول المشروع، كان لنا هذا الحوار مع أصلان. في رأيك ما أبرز المشاكل التي تواجه مشروع "مكتبة الأسرة"؟ - حتي الآن لا أستطيع الحديث عن مشاكل، ولا أود الحديث عما فات، فهو صفحة وانطوت. هل ستكون هناك آلية لإعادة طبع الكتب المهمة التي تنفد ولا يعاد طبعها مرة أخري؟ - إعادة طبع الكتب متوقفة إلي حد ما علي إمكانات الهيئة، فنحن لجنة فنية في الأساس، ليس لنا علاقة بما هو إداري وما هو مالي، ولكن بالطبع هذا لا يمنع أن يكون لنا توصيات بإعادة طبع الكتب المهمة في حال نفاد أي منها، وأعتقد أن هذه المشكلة ليست موجودة في مشروع مكتبة الأسرة وحسب، فالهيئة عندها تراث طويل من النشر، وهناك أعمال كثيرة جدا انتهي أمرها منذ سنوات طويلة، ولم تعد موجودة في الأسواق، ورغم أن الهيئة هي التي قامت بنشرها، في فروع المعرفة المختلفة، إلا أنها لم تعمل علي إعادة طبعها مرة أخري. كيف ستكون خطة النشر في المشروع؟ لا أستطيع الحديث عن أي خطة إلا حين أجتمع مع اللجنة، فأنا لا أعتبر نفسي رئيس لجنة، أنا مجرد منسق بين مجموعة من الأصدقاء والزملاء الذين أكن لهم كل التقدير والاحترام. ما مجالات النشر وهل سيستمر التقصير في بعض المجالات كالعلوم والفنون؟ اللجنة بها تخصصات متنوعة، تتجلي في الأسماء التي تتألف منها، وهم: الدكتور وحيد عبد المجيد في مجال، العلوم السياسية، والدكتور محمد بدوي في مجال النقد الأدبي، و الدكتور أحمد زكريا الشلق في مجال التاريخ، والكاتبة عبلة الرويني في مجال الإعلام والصحافة، والفنان عادل السيوي في مجال الفنون، و المترجم طلعت الشايب في مجال الترجمة، والناقد كمال رمزي في مجال النقد الفني، والكاتب إيهاب عبد الحميد، والدكتور أحمد شوقي في مجال العلوم. وراعينا في مجال العلوم بالذات أن نتصل بالدكتور أحمد شوقي أستاذ علم الوراثة في جامعة الزقازيق، والذي يعتبر وريث الراحل الكبير الدكتور احمد مستجير، وله اهتمامات علمية، كما أنه عضو اللجنة العليا للنشر في هيئة الكتاب، وعضو الهيئة العليا للنشر في مجلس أمناء المركز القومي للترجمة، الكتب العلمية بالقطع موضع اهتمام، وبحاجة لعناية كي لا نقوم بتقديم كتب في العلوم الخالصة، ولا نجد من يهتم بها. ما خطتك لمحو ارتباط المشروع باسم زوجة الرئيس المخلوع؟ - لا يوجد خطة، لأننا بالفعل ليس لنا أي علاقة بهذا الأمر علي الإطلاق، وإذا كانت سوزان مبارك قد استثمرت المشروع بوضع اسمها عليه، فهذا لا يعني أنها احتكرت مثل هذا المشروع الثقافي القيم، الذي تم الإنفاق عليه من أموال قادمة خصيصا لمشروع مكتبة الأسرة، سواء كانت هذه الأموال تدار بشكل جيد أو لا. مسألة علاقة سوزان مبارك بالمشروع محسومة، وأعتبر نفسي بصدد بداية جديدة، وكأنها المرة الأولي للمشروع. ما رأيك في وزارة أبو غازي؟ - يصعب علي أي أحد أن يقوم بتقييم أي وزارة في هذه المرحلة الحساسة، بما فيها رئيس الوزراء، خاصة أننا في انتظار تعديل وزاري سيتم في أي لحظة، وتقييم أي وزارة في الوقت الحالي، لا يصح ولا يمكن أن يحدث. رحلت من قبل عن "قصور الثقافة" بسبب نشرك رواية "وليمة لأعشاب البحر"، هل ستبقي مسألة الحريات عائقا، وهل من الممكن أن نري هذه الرواية في المشروع؟ - لا أعتقد أنه يمكن نشر "الوليمة" مرة أخري، لا في الهيئة العامة للكتاب، ولا في غيرها، كما أننا في المشروع نتعامل مع كتب مطبوعة، ولا ننشر كتبا جديدة، إذا مشاكل الكتب التي نتعامل معها انتهت مع النشر، ثم أن معظمها ما لم يكن نسبة كبيرة منها، صادر عن دور نشر خاصة، والنشر الخاص سقفه أكثر ارتفاعا من النشر الحكومي، ومن هنا أي عمل يتميز بالجودة، ونستشعر أن هناك ضرورة لنشره، سوف يأخذ فرصته، والمعيار الوحيد هنا القيمة، والكتابة الجيدة، وما يضيفه الكتاب. نحن لجنة مستقلة تماما ولم تتدخل الهيئة بأي شكل من الأشكال في اختيار الأعضاء العشرة، كلنا سنعمل من منظور مستقل، وبالطبع إذا تعرضت هذه الاستقلالية لأي مشكلة، فهذا يعد حلاً من مهامنا، فلا أحد فينا مربوط، نحن نود تقديم خدمة، والأمر ليس غنيمة.