قال المرصد السورى لحقوق الإنسان إن مقاتلى المعارضة فقدوا السيطرة خلال الأيام الماضية على ثلث الأراضى التى كانوا يسيطرون عليها شرق حلب، وهى الخسارة الأكبر للمعارضة منذ سيطرتها على الأجزاء الشرقية من المدينة. وأكد المرصد، أمس الاثنين، سيطرة القوات السورية وحلفائها على حى الصاخور فى شرقى حلب، بعدما أعلن التلفزيون الرسمى السورى أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة أحكمت سيطرتها بشكل كامل على حى الصاخور بمدينة حلب». وكان الجيش السورى قد استعاد السيطرة فى اليومين الماضيين على حى جبل بدرو ومنطقة الهلك ومساكن هنانو والمنطقة المحيطة بها فى مدينة حلب وطرد منها مسلحى المعارضة. فى هذه الأثناء، قالت مصادر عسكرية معارضة لقناة «سكاى نيوز عربية» إن معارك واشتباكات عنيفة بين الفصائل العسكرية والقوات الحكومية مستمرة على أطراف الأحياء التى أعلنت القوات الحكومية استعادتها. وقالت غرفة «عمليات فتح حلب» التابعة للمعارضة إنها تمكنت من قتل 25 عنصرا من القوات السورية والميليشيات الموالية له إثر محاولة تقدم فى حى الصاخور فجر الاثنين، وذلك قبل إعلان القوات الحكومية السيطرة عليها. كما هزت انفجارات قوية معامل الدفاع فى محيط مدينة السفيرة بريف حلب الشرقى إثر استهدافها من قبل مقاتلى المعارضة بصواريخ «جراد». كما استعاد الجيش حى الحيدرية، ما يمكنه من قطع شرقى حلب إلى قسمين شمالى وجنوبي، وهذا التقدم السريع يأتى نتيجة خطة عسكرية اتبعها الجيش فى هجومه وتقضى بفتح جبهات عدة فى وقت واحد، بهدف إضعاف مقاتلى الفصائل وتشتيت قواهم. وبحسب نشطاء حقوقيين، يتواصل فرار آلاف المدنيين نحو مناطق يسيطر عليها الجيش والأكراد فى حلب، إذ فر نحو عشرة آلاف شخص من أحياء حلب الشرقية نحو المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش وحى الشيخ مقصود الواقع تحت سيطرة الأكراد. وتعتبر هذه المرة الأولى التى ينزح فيها هذا العدد من السكان من المناطق التى كانت تسيطر عليها المجموعات المسلحة منذ 2012، حين انقسمت المدينة بين أحياء شرقية تحت سيطرة المسلحين، وغربية تحت سيطرة القوات الحكومية. وتزامنا مع تقدم الجيش السوري، تمكن المقاتلون الأكراد من السيطرة على جزء من حى بستان الباشا وحى الهلك التحتاني، وهما منطقتان مجاورتان لحى الشيخ مقصود ذى الغالبية الكردية. من جانبه، أكد رئيس فرع الإعلام فى الإدارة السياسية التابعة لوزارة الدفاع السورية، أن الجيش السورى يقاتل تركيا بشكل غير مباشر عبر قتال المجموعات المسلحة فى مناطق مختلفة من ريف حلب. وقال العميد سمير سليمان «عندما يواجه الجيش السورى المجموعات الإرهابية فى عموم الأراضى السورية، خاصة فى حلب فهذا يعنى أنه يواجه بشكل غير مباشر تركيا لأن هذه المجموعات تتلقى الدعم الكامل إن كان بالسلاح أو العناصر، والاستشارات والخبراء الأتراك الذين يشاركون فى المعارك ويقتل منهم الكثير». إلى ذلك، أكد الكرملين أن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى يبذل «جهودا خارقة» من أجل تطبيع الوضع بسوريا، فيما ذكرت مصادر أن الإدارة الأمريكية الحالية تريد عقد صفقة حلب قبل انتهاء ولايتها. وقال يورى أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، فى معرض تعليقه على خبر نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية حول سعى كيرى لعقد اتفاق مع موسكو لإنهاء أزمة حلب فى أقرب وقت ممكن: «إذا سألتم عن جهود كيري، فهى كثيفة جدا». واضاف «يمكننا أن نصف هذه الجهود بأنها خارقة، نظرا للكثافة غير المسبوقة للاتصالات الهاتفية بين وزيرى الخارجية الأمريكى والروسى، إذ يتم التركيز على موضوع واحد قبل كل شىء، وهو سوريا». وشدد أوشاكوف على أن نتائج الحرب الحالية على الإرهاب فى الشرق الأوسط، ستحدد النظام العالمى المستقبلى. فى غضون ذلك، نقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن مصدر بوزارة الإعلام أن موقع الوزارة تعرض الاثنان لعملية قرصنة إلكترونية، وبث «أخبار كاذبة تمس الدولة السورية وقيادتها». ونشر موقع وزارة الإعلام السورية بعد تعرضه للقرصنة خبرا عن «إصابة الرئيس بشار الأسد بمرض معدى خطير انتقل إليه عن طريق تسميم الطعام». وقال المصدر، إن هذه الأخبار «عارية من الصحة جملة وتفصيلا ولا أساس لها»، وإن عملية القرصنة تأتى فى إطار «الحرب الاعلامية ضد سوريا ومحاولة مفضوحة لبث أخبار كاذبة وتشويه الحقائق». وأكد أنه تم استعادة السيطرة على الموقع بالكامل، لكن محاولة تصفح الموقع أظهرت أنه لا يزال خارج الخدمة ويكتفى بعبارة تقول إن «الصفحة قيد الإنشاء الرجاء المحاولة لاحقا».