لم تكن راقصة تقليدية، كما أنها لم تكن سيدة روتينية، لم تعرف فى حياتها إلا المغامرة، ولم تخضع قط إلى سطوة أى إنسان، فالتمرد صديقها، والجرأة سمتها، لا تخشى قول الحق، ولا تعرف للمجاملة سبيلًا، هكذا كانت الراقصة والفنانة المناضلة تحية كاريوكا، التى تحل اليوم ذكرى وفاتها ال17. ولدت «بدوية محمد كريم على السيد»، وهو الاسم الحقيقى لها فى يوم 22 فبراير لعام 1915م، بمدينة المنزلة فى محافظة الإسماعيلية، لأسرة متواضعة الحال، ورغم ذلك ارتبطت بالرقص والغناء وهى لا تزال فى سن صغيرة. بدأت مشوارها الفنى عام 1934م ككومبارس فى صالة «رتيبة وأنصاف، إلى أن اكتشفتها الراقصة «محاسن»، لتتعرف فيما بعد على أشهر راقصات الزمن الماضى «بديعة مصابني»، وتنضم إلى فرقتها، التى كانت بوابتها لدخول عالم السينما والمسرح. كانت الانطلاقة الحقيقية ل«بدوية» فى عالم الرقص عام 1940م، عندما رشحها «سليمان نجيب» لتقديم رقصة منفردة بعنوان «كاريوكا»، من الفيلم الأمريكى «الطريق إلى ريو»، فارتبط اسمها منذ ذلك الوقت بتلك الرقصة؛ لإجادتها فى الأداء. وكان أول ظهور سينمائى لها عام 1942م، فى فيلم «الستات فى خطر»، فى حين بدأت مسيرتها المسرحية عام 1954م مع فرقة إسماعيل يس فى مسرحية «حبيبى كوكو»، ثم قامت عام 1961م بتأسيس فرقة مسرحية خاصة بها مع زوجها السابق «فايز حلاوة»، والتى قدمت من خلالها حوالى 18 مسرحية، من أشهرها «روبابيكيا» و«يحيا الوفد». فى منتصف الخمسينيات اعتزلت الراحلة تحية كاريوكا الرقص نهائيًا، وتفرغت للسينما، حيث شاركت فى عدد ضخم من الأفلام السينمائية، أبرزها «سمارة» و«لعبة الست» و«شباب امرأة» و«خلى بالك من زوزو»، و«أم العروسة»، و«حماتى قنبلة ذرية». ألقى القبض عليها أكثر من مرة بسبب نشاطها السياسى السري، حيث كانت عضو فى أكثر من تنظيم شيوعى أشهرها تنظيم «حدتو»، ولها قصة شهيرة مع الرئيس الراحل أنور السادات، حينما أخفته فى منزل أخيها أثناء هروبه بعد مقتل أمين عثمان. تزوجت ما يقرب من 14 مرة، ومن أشهر أزواجها «أنطوان عيسى» ابن «بديعة مصابني» والضابط الأمريكى «ليفى»، الذى أشهر إسلامه وسافرت معه إلى الولاياتالمتحدة، ومن الفنانين المخرج «فطين عبد الوهاب»، والمخرج والممثل «أحمد سالم»، والفنان رشدى أباظة.