على بعد كيلومترات من شمال دهب، شرق سيناء، يقع أفضل الأماكن لممارسة رياضة الغطس فى العالم، وهو «الثقب الأزرق»، أو «البلوهول»، كما يطلق عليه الكثيرون من عشاق هذه المنطقة. البداية كانت من سقوط أحد النيازك من السماء على هذه المساحة من مياه البحر الأحمر، فأوجدت بها ثقبًا عميقًا، يبلغ حوالى 130 مترًا، مع وجود فتحة ضحلة بعرض 6 أمتار، والمعروفة باسم «السرج»، وفتحة للخروج إلى البحر، و26م نفقًا طويلًا، والمعروفة باسم «قوس»، وبعمق 56 مترا، بجانب تكوين منطقة محيطة بها وفرة من الشعاب المرجانية والأسماك، ما جعله أفضل الأماكن فى العالم لممارسة الغطس. ويجد الغطاسون المحترفون أنفسهم منجذبين بصفة خاصة لمشهد القوس، الذى يربط بين الثقب الأزرق والبحر المفتوح، بل إن الموقع بأكمله يمثل عجيبة بحد ذاته، فمشاهد تكوينات الضوء والحياة النباتية والحيوانية البحرية تترك فى نفس الزائر ذكريات لا تنسى. ويعتبر أبناء القبائل البدوية بسيناء أن «البلو هول» هبة السماء إليهم، لذلك عملوا خلال السنوات الماضية على منع وصول أى سيارات أو وسائل تنقل حديثة إليها، وكان الترجل أو ركوب الجمال سبيلى الوصول الوحيدين إليها، والهدف ذلك هو الحفاظ عليها من أى تلوث صناعى، خاصة بعدما شاهدوه من نمو الشعاب المرجانية النادرة فى أعماقها والتى تحتاج لبيئة صحية وخالية من أى ملوثات للبقاء على قيد الحياة. كما أن ل«البلو هول» قدسية من نوع خاص عند البدو منذ قديم الأزل، فهم يخلون فيها إلى أنفسهم أثناء الليل للحصول على الراحة والصفاء الذهنى والتغلب على مكدرات الحياة، ولهم فى ذلك طقوس خاصة اعتادوا على ممارستها، حيث يتجمع العشرات منهم بعد مغيب الشمس ويفترشون الرمال المحيطة، موجهين أنظارهم إلى السماء ويظلون على هذا الوضع حتى طلوع الشمس ثم يغادرون المكان. وتمثل «البلو هول» للمصريين والأجانب سحر الطبيعة وفتنة جمالها بكل ما تحمله من معانٍ، حيث تأسرهم رحلات الغوص التى يعيشون خلالها ساعات من المتعة الممزوجة بالتحدي، مستمتعين بمشاهدة الشعاب المرجانية التى لا يوجد لأنواعها مثيل فى العالم.
