شهدت منطقة ميدان التحرير أمس الاول اشتباكات دامية بين أهالي أسر الشهداء المعتصمين في الميدان وعدد من الباعة الجائلين والبلطجية حيث استخدمت في المعركة قنابل المولوتوف والاعيرة النارية والاسلحة البيضاء ووصل عدد المصابين إلي ما يقرب من 65 شخصاً منهم 4 حالات في حالة حرجة. بدأت الأحداث الساعة الخامسة والنصف مساء أمس الاول حيث قام أهالي الشهداء بنقل الخيام الخاصة بهم من حديقة الميدان إلي الحديقة المجاورة لمجمع التحرير والجامعة الأمريكية بسبب الاحتكاكات التي يمارسها الباعة والبلطجية ضد المعتصمين اضافة إلي قيام البلطجية ببيع المخدرات وممارسة أعمال منافية للآداب العامة داخل الخيام الخاصة بهم، وعلي أثر هذه الاحتكاكات قام الأهالي بالابتعاد عن حديقة الميدان إلي مكان اخر فما كان من البلطجية إلا أن ذهبوا وراء الأسر وحاولوا نصب خيامهم بالقرب منهم فرفض الشباب الموجود مع أسر الشهداء وبدأت الشرارة الأولي من خلال شخص يدعي ياسر وشهرته أبويوسف وهو من البلطجية حيث أخرج سلاحا أبيض وحاول ضرب أحد الشباب إلا أنه فشل وقام الأهالي بضربه بالأحذية والشوم، وفي تمام الساعة السادسة تجمع البلطجية في صفوف منظمة وقاموا بشن هجوم علي خيام أسر الشهداء وجرحوا عدداً من الأهالي وبعض السيدات والشباب وقد أثار هذا الموقف حفيظة كثير من الشباب والمارة داخل الميدان فقاموا بمساعدة أهالي الشهداء في ضرب البلطجية واستطاعوا علي مدار ساعة كاملة إصابة عدد كبير منهم بجروح خطيرة وأحرقوا جميع الخيام الخاصة بهم وطاردوهم حتي استطاعوا اخراجهم من منطقة التحرير بالكامل حتي ميدان عبدالمنعم رياض. وفي تمام الساعة السابعة هرعت سيارات الاسعاف لنقل المصابين وساعد مستشفي متنقل في علاج بعض الجرحي من الاصابات الطفيفة ونقلت السيارات الحالات الخطرة إلي مستشفي المنيرة العام وقصر العيني، وأكدت شاهدة عيان وتدعي أم حسن أن البلطجية يمارسون الدعارة والأعمال القذرة في منطقة ميدان التحرير منذ أيام ولا يستطيع أحد الاقتراب منهم في ظل الغياب الأمني الموجود حاليا في مصر. وقالت: إن شباب الثورة الحقيقيين وأسر الشهداء استطاعوا كسر البلطجية وتطهير الميدان منهم بعد معركة عنيفة استمرت لمدة ساعة، مشيرة إلي أن الشباب فتحوا الميدان مرة أخري وشارع قصر العيني وقاموا بتسيير حركة المرور وردد الشباب شعارات تقول: «الشعب يريد تطهير الميدان».. وبعد خروجهم من الميدان حاول عدد كبير من البلطجية قطع بعض الشوارع المؤدية إلي ميدان التحرير، كما حاولوا في ساعات متأخرة مساء أمس الاول اقتحام مجلسي الشعب والشوري واستفزاز الحرس الموجود علي أبواب المجلسين غير أن مجموعة من الشباب تمكنوا من تشكيل دروع بشرية أمام أبواب كل مجلس لعدم اقتحامه من قبل البلطجية الذين أصروا علي افتعال أزمة وتوجهوا إلي وزارة الداخلية لاشعال المواجهة مع قوات الجيش والشرطة التي تحمي الوزارة، غير أن عددا كبيرا من الأهالي تمكنوا من إقناعهم بالمغادرة ومنعوهم من الوصول للداخلية بعد مواجهات كلامية عنيفة بينهم. واستمرت الاعتصامات حتي الآن في الميدان بعد أن تمكن عدد من الشباب من إعادة بناء الخيام مرة ثانية، ومواصلة مطالباتهم بسرعة القصاص من قتلة الثوار وعلي رأسهم حبيب العادلي وزير الداخلية ومحاكمة رجال النظام في عهد الرئيس السابق حسني مبارك نتيجة للجرائم العديدة التي ارتكبوها في حق الشعب المصري، وأعلن المعتصمون استمرارهم في الحشد لمليونية 8 يوليو الجاري بدعوة العديد من الشباب للمشاركة يوم الجمعة المقبل. واتهموا الداخلية بالتدبير لوقوع هذه الاشتباكات بين المتظاهرين خاصة أن رجال الشرطة تعمدوا الغياب عن الأحداث تماما.