أكد د. مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق أن خروج شعب مصر فائزاً من الثورة يتطلب التوحد، ونشر ثقافة الديمقراطية في المرحلة المقبلة خاصة في الانتخابات. وقال في كلمته خلال يوم النصرة العالمي للتضامن مع القدسوفلسطين «الذي عقدته أمس منظمة المؤتمر العام لنصرة القدس تحت رعاية الأزهر»: «إن الذي قام به شعب مصر من إزاحة نظام مبارك كان انتفاضة من الشعب، موضحا أن هناك حاجة أن تأتي المجموعات المختلفة لثورة مصر لتتوحد فيما بينها لتعافي مصر. وأضاف أنه علي الشعب أن يتفهم نقاط الضعف في النظام الديمقراطي، فالعقلية المطلوبة قبول الديمقراطية لتحقيق نتيجة حقيقية للثورة، خاصة أن مصر كانت محكومة بنظام سلطوي، مشيرا إلي أن الاستمرار في المظاهرات يعوق بناء البلاد قائلا: من يرد أن يعاقب أحداً فليجأ إلي المحكمة لكن الانتقام والتظاهر يجعل مصر غير مستقرة. ولفت إلي أن العالم الإسلامي به نظم حكم لا تتفق مع الإسلام، وتحكم بشكل سييء وهو ما يعوق التحرك، والتقدم، والحصول علي المعرفة الصحيحة لبناء قوتنا بأنفسنا. وعن القضية الفلسطينية دعا مهاتير إلي استغلال نقاط ضعف أمريكا باعتبارها الداعم الأول لإسرائيل خاصة أن أمريكا الآن دولة مفلسة ولديها عجز ضخم وتطبع أموالا لسد هذا العجز، قائلا: «نحن ندعمهم بشراء سندات الخزانة الأمريكية وهذا المال يذهب لصناعة أسلحة تقتل المسلمين، ولا بد من التوقف عن ذلك. وحول مقاطعة الدول التي تدعم إسرائيل وعدم استخدام الدولار كعملة عالمية، قال مهاتير: لا يوجد ما يمنعنا من هذا لكن المشكلة أننا لا نعمل معا، ففي ماليزيا لم نعترف بإسرائيل وليس لدينا أي علاقة بها، ومنذ تأسيس إسرائيل لم نعترف بها أبدا، فنحن في وضع جيد جدا اقتصاديا رغم سياستنا المناهضة لإسرائيل ويحاول الأمريكيون أن يضغطوا علينا ولكن لن يستطيعوا أن يضرونا في شيء. فيما طالب الأزهر الشريف السلطة الفلسطينية بالاستمرار في خطوتها للجوء إلي الأممالمتحدة لإعلان قيام الدولة الفلسطينية. وحذر الإمام الأكبر د. أحمد الطيب في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه د. حسن الشافعي مستشار شيخ الأزهر من تضييع الوقت بالمفاوضات مع إسرائيل، وقال: «إن مائدة المفاوضات الإسرائيلية مالت بالفلسطينيين والعرب شرقا وغربا، ولا ينبغي لأحد من العرب أن ينقذ إسرائيل من ورطتها اليوم بوقوفها أمام الحق المشروع بإعلان الدولة الفلسطينية بقرار دولي. بينما أكد سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني أن السلطة الفلسطينية تتحرك علي 3 محاور لانتزاع قرار بإعلان دولة فلسطين أولا في التحرك السياسي باقناع بقية دول العالم بإعلان دولة فلسطين وثانيا في التحرك القانوني باللجوء إلي الأممالمتحدة وثالثا في جهود الرئيس أبومازن وجامعة الدول العربية. وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اتحاد الصناعات مساء أمس الأول بحضور محمد زكي السويدي وكيل الاتحاد وممثلين من سفارة ماليزيا قال «مهاتير» إن الاقتصاد المصري يعتمد اعتمادا كليا علي قطاع السياحة مطالبا بضرورة التوسع في المشروعات الصناعية كثيفة العمالة وذلك من أجل القضاء علي البطالة. وطالب بضرورة اعطاء وقت للحكم علي الفاسدين لضمان العدالة شريطة عدم المماطلة وقال إن الصراع علي السلطة يدعو إلي اتخاذ أساليب ملتوية غير متسمة بالشفافية وتدعو مثلا إلي التزوير في الانتخابات. وعن لقائه بالدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء أكد أنه تم الاتفاق علي وضع استراتيجية للاستثمار بين مصر وماليزيا وزيادة التبادل التجاري بين البلدين، مشيدا بدور رئيس مجلس الوزراء، حيث إنه قام بحل مشكلة خاصة بماليزيا تتمثل في وجود مركب تم احتجازه بميناء العريش لدخوله إلي فلسطين.