حالة من الجدل والاستفزاز فرضتها أحداث الأسبوع الماضى على أركان البرلمان بعد مشاركة رئيس البرلمان د. على عبد العال فى تدشين جمعية «من أجل مصر» ومعه عدد من النواب، وبرئاسة المرشح الخاسر لحزب مستقبل وطن محمد منظور.. تدشين هذه الجمعيات جاء فى توقيت مريب أثار الاستغراب لدى كثير من النواب، خاصة مع هجوم رئيس البرلمان على مراكز تدريب النواب وصفها بأنها مشبوهة وتتلقى تمويلات خارجية. اللافت هو أن حزب مستقبل وطن وائتلاف «دعم مصر» يبسط نفوذه وسطوته على المجلس من خلال هذه الجمعية التى يرأسها أحد أعضائه حتى لو كان مرشحا خاسرا. فمن جانبه، قال النائب سمير غطاس عضو لجنة حقوق الإنسان بالمجلس، أنه ليس من وظائف مجلس النواب أو أعضائه إنشاء جمعيات أهلية، كما أن الدستور ينص على تفرغ النواب، فيما أننا لدينا ما يكفى من العمل ينبغى التفرغ له حتى يتم انجاز القوانين فى الدورة التشريعية الأولى كما نص عليه الدستور أولا وتحقيق ما وعدنا به الناخبين. وأكد غطاس أن هناك تناقضا صارخا بينما يحضر رئيس النواب حفل تدشين جمعية أهلية خاصة أنه ليس من وظائفه أن يدشن جمعيات أو أن يكون عضوا فى جمعيات، وقبلها بأسبوع اتهم فى ثورة غاضبة جمعيات ولم يذكر أسماءها بأنها جمعيات مشبوهة، وأنها تقوم بتدريب النواب لهدم الدولة واختطاف مجلس النواب، و لا أحد يعرف ما هى تلك الجمعيات وكيف يمكن للنواب هدم الدولة واختطاف البرلمان». وأكد عضو لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان أنه لم يكن على رئيس البرلمان أو النواب توريط أنفسهم فى مثل تلك الجمعيات، فهو أمر غير مشروع على الإطلاق، لأنه يسهم فى استمرار عمليات تقسيم المجتمع المصرى، ما بين جهة رسمية وغير رسمية، وجمعيات مشبوهة وأخرى غير مشبوهة. وأشار غطاس إلى أن تلك الجمعية قد تكون أحد أذرع ائتلاف «دعم مصر» الذى يسعى إلى تأميم الحياة السياسية فى مصر، فقد استولى على الأغلبية فى البرلمان ثم يصنع جمعية يستولى على الجمعيات الأهلية وقادما سوف يستولى على الحكم المحلى أو الإدارة المحلية وبالتالى نعيد انتاج حزب وطنى جديد. وتساءل غطاس «من أين لتلك الجمعية الأموال لإقامة حفل كبير للتدشين وتخصيص مكان مميز فى وسط البلد، وكيف لرئيس النواب الذى له صفة رسمية الحضور فى حفل التدشين فى الوقت الذى اتهم جمعيات أخرى بأنها مشبوهة، وإضفاء الرسمية على تلك الجمعية» مستنكرا أن تكون تلك الجمعية مرحلة نتقالية أو تحل محل معهد التدريب البرلمانى. واتفق معه النائب هيثم الحريرى وقال أن حضور رئيس البرلمان لتلك الحفلة غير موفق خاصة فى الوقت الذى يتهم فيه بعض المنظمات بهدم مؤسسات الدولة، يعلن عبد العال دعمه أو مساندته أو منح غطاء من الشرعية على مكان آخر، ونزع الشرعية على باقى المؤسسات رافضا التقسيم ما بين جهة رسمية وأخرى غير رسمية.