شاركت مصر دول العالم أمس الاحتفال باليوم العالمى للمتاحف، الذى يوافق 18 مايو من كل عام، بهدف إتاحة الفرصة للمختصين بالمتاحف من التواصل مع المجتمع فى إطار دورها باعتبار أن المتاحف مؤسسات لخدمة المجتمع وتطوره. وقامت جميع المتاحف المنتشرة بجميع محافظات الجمهورية باستقبال زائريها من المصريين والأجانب بالمجان، ونظم كل متحف سلسلة من البرامج الترفيهية والتعليمية احتفالا بهذا اليوم، وذلك لتشجيع المصريين على زيارة المتاحف للتعرف على تراثهم الحضارى وتنمية وعيهم الأثري. وقال عضو اللجنة الوطنية المصرية للمجلس الدولى للمتاحف الدكتور عبدالرحيم ريحان «إن أول متحف للتراث الحضارى أقامه البشر هو هرم خوفو بما يتضمنه من آثار معمارية وفكرية وعقائدية وأسرار الحياة، موضحا أن الهرم الأكبر لم يكن مجرد مقبرة لدفن الفرعون ولكن كان أيضا متحفا يضم أهم ما توصل إليه الإنسان فى ذلك الوقت من معلومات، كما ابتكر المصريون القدماء متاحف لا يراها الناس فى زمنهم وهى مقابرهم المنحوتة فى عمق الصخر، والتى تعد من المزارات السياحية الشهيرة حاليا، مستندا فى ذلك إلى كتاب «عالم المتاحف» لعصمت داوستاشى من إصدار الهيئة العامة لقصور الثقافة». وأضاف أن المصريين القدماء ابتكروا أيضا متاحف مدفونة فى ساحات معابدهم، وهو ما يطلق عليه (الخبيئة)، والتى تضم عشرات التماثيل الزائدة عن حاجة معابدهم، كما تعتبر مقبرة «توت عنخ آمون»، التى اكتشفت كاملة بأندر وأروع القطع من أشهر المتاحف القديمة، وكذلك المتحف الملحق بمكتبة الإسكندرية القديمة. وأوضح ريحان أن المتحف المصرى بالتحرير، الذى افتتح فى 15 نوفمبر 1902، يعتبر أقدم مبنى صمم وبنى ليكون متحفاً للآثار فى العالم، لافتا إلى أن المراجع الأجنبية أغفلت ذكر التجربة المصرية التعليمية الرائدة للمتحف المصرى عندما نجح أحمد كمال باشا فى إقناع ماسبيرو ومجلس نظار المتحف بافتتاح مدرسة لتعليم أبناء المصريين اللغة القديمة والفن والتاريخ والآثار واللغة الفرنسية، وافتتحت فى فبراير عام 1982، مؤكدا أن المقياس الحضارى لتقدم الدول هو عدد متاحفها ونوعيتها. ونوه بأن مصر تضم كل أنواع المتاحف، وتعتبر محافظة الجيزة وحدها أكبر محافظة فى العالم فى عدد المتاحف وتنوعها، حيث تضم 23 متحفا، مبينا أن المتاحف المصرية تتنوع بين متاحف للتاريخ والآثار مثل (المتحف المصرى، والإسلامى، والقبطى، واليونانى الرومانى، وإيمحتب بسقارة، ومركب الشمس بالأهرامات، ومتحف رشيد، وطنطا، وبورسعيد، والمنصورة، وملوى، والأقصر، والنوبة، ومتحف جزيرة فيلة)، فضلا عن متاحف للفنون الجميلة والتطبيقية مثل (متحف محمود خليل، ومتحف كلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان.
