المركز القومى لخدمات نقل الدم جهة محورية فى مصر، تحد كثير من الأزمات فى أوقات مختلفة، ومقدمو الخدمة فى مصر كثر، متمثلين فى جهات « خدمات نقل الدم، ومستشفيات تابعة لوزارة الصحة والسكان، وكليات الطب، وبنوك الدم الخاصة.. «روزاليوسف» حاورت الدكتورة نهاد محمد - نائب مدير المركز القومى لخدمات نقل الدم والتى عرضت حجم مشكلة الدم فى مصر، وأهميته للمرضى وإلى نص الحوار. ■ متى نقول إن المتبرع بالدم صالح للتبرع؟ - يوقع المتبرع على استمارة استبيان، وهى عبارة عن ملخص للتاريخ المرضى لكل شخص، والتى تبين إن كان يصلح للتبرع أم لا، ك«مريض السكري» الذى يعالج بالأنسولين، فيمنع نهائيا من التبرع، حتى لا تحدث له مضاعفات ويدخل فى غيبوبة سكرى، بخلاف المريض الذى يعالج بعقاقير وليس لديه مضاعفات، فيصح أن يتبرع، ثم تقاس نسبة الهيموجلوبين لضمان أنه لا يقل عن 13 عند الرجال و 12 عند السيدات، إضافة إلى قياس ضغط الدم، فيوجد نسب معينة لمرض الضغط سواء الارتفاع أو الانخفاض لا يتعداها الطبيب، وبعد هذه الفحوصات يحدد إن كان يصلح للتبرع، أو مستبعدا نهائيا أو مؤقتا. ■ ما السن المناسب للمتبرع؟ - بين 18 و 60 عاما. ■ لسلامة الدم وعدم انتشار العدوى.. هل يسأل المتبرع عن آخر دولة سافر إليها؟ - نعم، فلو سافر شخص إلى دولة منتشر بها بعض الأمراض، لابد أن يوضح تاريخ عودته، ولو كان هناك مرض منتشر فى تلك الدولة، يؤجل فترة إحترازية 28 يوما حرصا على عدم نقل الوباء، وأقصد العائدون من أفريقيا لانتشار الملاريا هناك. ■ ما الطريقة الصحيحة للتبرع؟ - وضع «باركود» على أكياس الدم، وهو رقم مسلسل مطبوع على ورقة تلصق على الاستمارة لضمان السرية، والإرب الخاصة بالمتبرع، والأنابيب التى تفحص التهاب الكبد الوبائى «بى، وسى، والإيدز، والزهري»، والحمض نووى الذى يكشف مبكرا أن كيس الدم به إصابة من هذه الأمراض أم لا؟، ثم يتم سحب الدم بوزن معين، وتحفظ فى ثلاجات، وتذهب إلى بنوك الدم لتصنيع المشتقات، ويفصل إلى كريات دم حمراء مكدسة، وبلازما يضيع منها مادة الكرايو والتى تفيد مرضى الهيموفيليا «نزف الدم» ثم فصل الصفائح. ■ مشتقات الدم؟ - تحفظ أكياس الدم فى ثلاجات بعيدة عن أشعة الشمس المباشرة، ثم يوضع فى جهاز الطرد المركزى، وتفصل مشتقات الدم فى «إربة» والبلازما فى أخرى، وتحفظ فى درجة الحرارة المناسبة على حسب كل نوع، فالدم فى جسم الإنسان يسير فى درجة حرارة 37 مئوية، وعندما يخرج بعد التصنيع إلى كرات الدم الحمراء، تحفظ فى ثلاجة درجة حرارتها ما بين 2 و 6 درجة، أما البلازما والكرايو فتحفظ بين درجة 25 و 30 تحت الصفر، والصفائح تحفظ فى جهاز هزاز بين 20 و 24 درجة. ■ ما درجة أمان الدم، وكيف تضمنون سلامته؟ - بداية يؤخذ من متبرع سليم، ثم يفحص الدم وبعد ظهور النتيجة بأنها صحيحة، تفصل أكياس الدم، أما ضمان السلامة قيؤخذ من وريد المتبرع حتى وريد المريض، مرورا بالاختبارات وأهمها اختبار التوافق. ■ ماذا عن حجم مخزون الدم؟ - متغير.. فنسبة استهلاك الدم مرتفعة فى المحافظات، والمشكلة أن أكثر الشباب لا يتبرعون، فلو تبرعوا مرة كل 6 أشهر فلن يوجد نقص. ■ متى يتم المساس بالدم، أو نشعر بأننا فى مرحلة الخطر؟ - لا يحدث هذا، فالله الحمد نجد أن الشباب دائما يتفاعلون عندما يتم الاحتياج للدم وقت الأزمات، وعند الثورات قمنا بجمع كميات كبيرة من الدم، ووقت حادث قطار العياط تجمهر المواطنون للتبرع، وفى السلم والاستقرار يقل مخزون الدم. ■ ما وسائلكم للحصول على الدم؟ - بالتبرع الشرفى، وبنزول الحملات فى الشوارع فى أماكن مختلفة. ■ ما الوقت المستغرق بين كل مدة للتبرع لدى الشخص الواحد؟ - للرجال كل 3 أشهر، والسيدات كل 4 أشهر، لأن السيدات يفقدن الدم بكثرة بسبب الولادة والدورة الشهرية، ولذلك فإن نسبة الهيموجلوبين لديها تبدأ من 12 أما الرجال 13. ■ ما مشكلات الدم؟ - تقول منظمة الصحة العالمية، إنه يجب على الدول تجميع الدم بنسبة 2 و 3% من عدد السكان، وفى مصر لا نحقق هذه النسبة، ففى بلاد العالم من أراد أن يتبرع، يذهب مع أسرته إلى المكان المخصص ويتبرع أمامهم لكى يربى أبناءه على ثقافة التبرع التى تعد نوعا من أنواع التكافل الاجتماعي. ■ كيف يتم اكتشاف مشكلات الدم؟ - فى البداية من المتبرع أثناء ملئ الاستمارة، فأحيانا تخرج الحملة وتعود بأقل من 40 كيس دم، ويستبعد 20 فرداً لحالتهم الصحية، إضافة إلى التحاليل النهائية التى تظهر إن كان الدم به مشكلة أو ملوث. ■ ما مدة صلاحية الدم؟ - كل مشتق له صلاحية مختلفة، فالصفائح مدتها 5 أيام، والدم 35 يوما، ويوجد بعض المواد الحافظة تضاف فى الإربة ليكون 42 يوما، أما البلازما ما بين 3 و 6 أشهر. ■ كيف يتم التخلص من الدم الفاسد؟ - يتم إعدامه. ■ هل يوجد أزمة فى بنوك الدم؟ - لو نشرت ثفاقة التبرع لانحلت الأزمة، ففى أوقات الدراسة، يكون طلبة الجامعات أكثر تفاعلا، فنحصل على عدد كبير من التبرعات يوميا، وتنقلب الموازين بعد نهاية العام الدراسى ويقل التبرع. ■ ماذا تفعلون فى هذا الوقت؟ - تتضاعف المجهودات لأن الموظفين يتحملون المشاق للحصول على دم فى الحملات لتوفيره لحالات الطوارئ. ■ هل هناك مقابل يحصل عليه المتبرعون بالدم؟ - التبرع شرفى وبدون مقابل لكى يكون أكثر أمانا، فقد أقرت منظمة الصحة العالمية، أن التبرع السليم هو الشرفى، أى يتبرع لله فقط، فلو كان هناك مقابل مادى أو غير ذلك، لأخفى كل شحص ما عنده من أمراض تمنعه من التبرع، أو لو أنه تبرع قبل 3 أشهر فلن يخبر بالأمر للحصول على المقابل المادي. ■ هل لديكم سيارات مجهزة لتبرع المواطنين بالدم؟ - بالطبع، ومنتشرة فى جميع محافظات الجمهورية، ومكتوب عليها وزارة الصحة خدمات نقل الدم، وهذا تمييز لها عن السيارات الأخرى، فيوجد سيارات خاصة بالجامعات، والجمعيات الخيرية وغيرها. ■ هل لديكم أفرع لبنوك الدم فى الأقاليم؟ - لدينا 24 بنك دم منتشرة فى المحافظات. ■ هل تحتاجون لأفرع أخري؟ - جار العمل على إنشاء بنوك فى ال4 محافظات الباقية ومنها الفيوم وبور سعيد والسويس. ■ كم يكلف كيس الدم الواحد على الدولة؟ - 400 جنيه، وتشمل الإربة والتحاليل والعمالة والسائل المانع للتجلط. ■ هل يوجد سماسرة للدم؟ - لا يوجد سماسرة لدينا، فإن وجد فممكن تكون تابعة للمنشآت الخاصة. ■ كم حصيلة أكياس الدم فى اليوم الواحد؟ - تختلف من مكان لآخر، فمحافظة مثل الوادى الجديد يختلف التبرع فيها عن القاهرة. ■ هل لكم رقابة على بنوك الدم فى الأقاليم؟ - بالفعل نقوم بالتفتيش عليهم من وقت إلى آخر، ولو وجدت مخالفات، نأخذ الإجراءات القانونية اللازمة. ■ كيف تتمنى أن ترى بنوك الدم فى مصر مستقبلا؟ - أتمنى أن تنتشر ثقافة التبرع، وأن يتبرع المواطنون تلقاء أنفسهم، ليس لخدمة فرد، بل لخدمة مجتمع، وأن أشاهد جميع الشباب الذين وهبهم الله نعمة الصحة والعافية، أن يحافظوا على التبرع، على الأقل كل 6 أشهر، فيوجد مرضى كثر مقبلون على العمليات الجراحية يحتاجون إلى متبرعين ولا يجدون، كما يوجد مرضى أنيميا البحر المتوسط، فهذه الحالات تحتاج إلى نقل دم طيلة حياتهم، من بداية ميلادهم إلى أن يتوفاهم الله.