حذرت المعارضة السورية من أن الهدنة على وشك الانهيار، واعتبرت بسمة قضمانى المعارضة السورية فى مقابلة نشرت امس، أن اتفاق وقف الأعمال القتالية فى سوريا «على وشك الانهيار» وذلك قبل أيام من استئناف مفاوضات السلام فى جنيف. وقالت قضمانى العضو فى وفد الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة السورية فى مقابلة مع صحيفة «جورنال دو ديمانش» الفرنسية إنه فى الأيام العشرة الأخيرة شهدت تدهورا خطيرا جدا ووقف إطلاق النار على وشك الانهيار، مضيفة أنه تم استئناف استخدام البراميل المتفجرة. اعتبرت قضمانى أن المهمة الأمريكية الروسية لمراقبة وقف إطلاق النار عاجزة وأشارت إلى أن انسحاب القوات الروسية الذى أُعلن فى منتصف مارس مؤشر لمن يدعمون الرئيس السورى بشار الأسد، أن هذه المساعدة لن تعود بلا حدود. والمحت إلى روسيا قد تملى بنود التفاوض على دمشق فى مفاوضات جنيف المقرر استئنافها بعد غد الأربعاء. وبحسب خارطة الطريق التى وضعتها الأممالمتحدة، من المقرر أن تؤدى هذه المفاوضات إلى إقامة جهاز انتقالى بحلول الصيف ثم تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية فى غضون 12 شهرا التى تلى ذلك. وقالت قضمانى «نحن نتمسك بوجوب تقرير سلطة انتقالية بسلطات كاملة بما فيها سلطات الرئيس بشار الأسد، فى وقت لا يتحدث فيه النظام إلا عن حكومة وحدة وطنية مع بعض المعارضين» مضيفة أن «لا أحد يعرف كيف ستتم المصالحة بين الرؤيتين». وأوضحت أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما «ترك الروس يستحوذون على جميع أوراق اللعبة، إنه لا يملك الإرادة السياسية فى الوقت الذى تملك فيه الولاياتالمتحدة الإمكانيات للانخراط أكثر فى العملية». ووصل أمس المبعوث الدولى ستيفان دى ميستوراإلى دمشق للقاء وزير خارجية نظام الأسد وليد المعلم تمهيدا لاستئناف المفاوضات السورية فى جنيف الأربعاء من جهة أخرى، كشفت صحيفة «الحياة» اللندنية عن إحدى مسودات إجابات الهيئة التفاوضية العليا المعارضة عن 29 سؤالا وجهها دى ميستورا. وتمسكت المعارضة بتشكيل هيئة حكم انتقالى تتمتع بصلاحيات كاملة وحل مجلس الشعب، إضافة إلى تشكيل مؤسسات تنفيذية تابعة للهيئة الانتقالية، بينها مجلس أمن وطنى يشرف على إصلاح الجيش وأجهزة الأمن. فيما، نشرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرا ذكرت فيه أن طيران النظام ألقى 241 برميلا متفجرا فى شهر مارس الماضي، سقط أغلبها فى محافظتى حلب وريف دمشق ثم إدلب. وذكرت المعارضة أن النظام خرق قرارات مجلس الأمن بشأن الهدنة، مستخدما البراميل المتفجرة على نحو منهجى وواسع النطاق، مطالبة بفرض حظر أسلحة على النظام، وملاحقة مزوديه بالمال والسلاح. ولفت التقرير إلى أن أول استخدام بارز للبراميل المتفجرة من قبل قوات النظام كان فى أكتوبر عام 2012 فى مدينة «سلقين» بإدلب. وأضافت الشبكة أن 99% من ضحايا البراميل المتفجرة منذ استخدامها حتى اليوم هم مدنيون. ميدانيًا نقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن رئيس الوزراء السورى وائل الحلقى قوله لمشرعين روس أثناء زيارتهم لدمشق أمس إن سلاح الجو الروسى والجيش السورى يُعدان عملية مشتركة لتحرير حلب والتصدى لكل الجماعات المسلحة غير القانونية التى لم تنضم إلى اتفاق وقف إطلاق النار أو تخرقه -بحسب الحلقى. وصد الجيش السورى لهجوم شنه مسلحو «جبهة النصرة» فى ريف حلب الجنوبي، ووجه ضربات مكثفة طالت مواقع الجبهة فى مناطق متفرقة من مدينة حلب وريفها. ونقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصدر عسكرى سورى قوله إن وحدات من الجيش وجهت ضربات مكثفة طالت تجمعات المسلحين وأوكارهم فى محيط بلدة خان طومان وقريتى العيس ومويلح، وأكد أن المجموعات المسلحة تكبدت خسائر فادحة فى الأفراد والعتاد. واعترفت المعارضة بمقتل ما لا يقل عن 14 من أفرادها فى محيط مخيم حندرات فى ريف حلب الشمالي. وأفاد نشطاء سوريون بأن اشتباكات عنيفة دارت بين عناصر من حزب الله والجيش السورى والمسلحين الموالين له من جهة، والفصائل الإسلامية وتنظيم «جند الأقصى» و«الحزب الإسلامى التركستاني» و«جبهة النصرة» من جهة أخرى، فى محيط بلدات خان طومان والزربة فى ريف حلب الغربى ومحيط بلدة العيس فى ريف حلب الجنوبي. وذكر النشطاء أن تنظيم «جبهة النصرة» تمكن من استعادة سيطرته على قرية الخالدية شمال غرب خان طومان، فيما أوقعت اشتباكات فى محيط مخيم حندرات بريف حلب الشمالي، خسائر بشرية فى صفوف الطرفين، كما أسفرت عن أسر عدة عناصر من الفصائل الإسلامية. أما فى مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، فلا تزال الاشتباكات مستمرة بين مسلحى تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» المتناحرين. من جانبها، أعلنت وسائل إعلام إيرانية مقتل 3 من عناصر الحرس الثوري، بينهم مستشار عسكرى خلال اشتباكات فى حلب وأريافها. وفى حى الشيخ مقصود فى حلب، قتل القائد العسكرى لوحدات الحماية الكردية المدعو جيا، متأثرا بجروح أصيب بها خلال اشتباكات مع فصائل الجيش الحر على طريق الكاستيلو شرق مدينة حلب.