احتشد آلاف المقاتلين القبليين أمس علي مشارف صنعاء لدخولها ومساندة مناصري زعيم قبائل حاشد الشيخ صادق الأحمر الذين يخوضون مواجهات عنيفة مع القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن شيوخ قبائل أن الآلاف من رجال القبائل المسلحين يحتشدون شمال صنعاء ويشتبكون مع نقطة عسكرية علي بعد 15 كم عن صنعاء. وأكد أحد الشيوخ أن المسلحين «يريدون دخول صنعاء لمساندة شيخهم» في إشارة إلي الشيخ صادق الأحمر. من جانبها نقلت وكالة الأنباء اليمنية عن مصدر مسئول في وزارة الداخلية قوله إن «وحدات أمنية خاصة وجهت ضربات قوية وموجعة لعصابات أولاد الأحمر الإجرامية في منطقة الحصبة بأمانة العاصمة ونفذت عمليات نوعية وشجاعة تمكنت خلالها من إخراج المعتدين من عدد من المنشآت والمرافق العامة في منطقة الحصبة». وذكر المصدر أن الوحدات الأمنية «تمكنت من تطهير مبني وزارة الإدارة المحلية ومبني مركز مكافحة الجراد». في غضون ذلك قتل 15 شخصا خلال المعارك التي دارت بين القوات الموالية للرئيس صالح ومناصري الأحمر. وذكر مصدر من مستشفي الجمهورية في العاصمة اليمنية أن بين القتلي طفلة في السابعة من العمر أصيبت برصاصة طائشة بينما كانت في منزلها إلا أن المصدر أشار إلي أن غالبية القتلي مقاتلون من القوات الأمنية أو القبائل. وفي مدينة زنجبار الجنوبية التي يسيطر عليها مسلحو تنظيم القاعدة تسود حالة من الفوضي العارمة وسط تفاقم للأوضاع «المأساوية» في المدينة وفي صفوف النازحين منها. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن النزاع في اليمن لن ينتهي إلا إذا أخلي الرئيس صالح وحكومته الطريق للمعارضة للبدء في عملية انتقال سياسي. وأكدت كلينتون تأييد الولاياتالمتحدة القوي لمبادرة دول مجلس التعاون الخليجي التي تنص علي تخلي صالح عن السلطة مقابل وعد بعدم محاكمته والتي رفض الرئيس اليمني التوقيع عليها بعد أن كان وافق عليها. وقال البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما أوفد جون برينان أكبر مستشار للرئيس الأمريكي في مكافحة الإرهاب إلي كل من السعودية والإمارات لبحث الوضع المتدهور في اليمن. وأدان البيت الأبيض بشدة الاشتباكات التي تقع في صنعاء والاستخدام المؤسف للعنف من قبل الحكومة ضد المتظاهرين المسالمين في تعز. وقال «هذه الأحداث المأساوية تؤكد الحاجة إلي أن يوقع الرئيس صالح اقتراح نقل السلطة الذي توسط فيه دول مجلس التعاون الخليجي وأن يبدأ نقل السلطة علي الفور»، مشيرا إلي أن «هذه أفضل طريقة لتجنب إراقة مزيد من الدماء وللشعب اليمني كي يحقق تطلعاته للسلام والإصلاح والرخاء». إلي ذلك غادرت البعثة الدبلوماسية الكويتية نظرا للظروف الراهنة وتوتر الأوضاع الأمنية. وأكد مصدر مسئول في وزارة الخارجية الكويتية أن السفير الكويتي لدي صنعاء فهد الميع و3 دبلوماسيين وصلوا إلي الكويت علي متن طائرة شركة «طيران الإمارات» القادمة من دبي مشيرا إلي أن إجلاء الدبلوماسيين الكويتيين تم تحت وطأة تدهور الأوضاع في اليمن لا سيما خلال اليومين الماضيين بشكل ينذر بالمخاطر التي قد تهدد حياة المواطنين وأنه لا علاقة لهذه الخطوة بتعليق المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن والتي أعرب المصدر عن الأمل في أن يعود إليها اليمنيون لطي صفحة الخلافات القائمة في بلادهم.