بعد أيام قليلة من الثورة أعلن عدد من المؤلفين البدء في كتابة مسلسل أو فيلم عن الثورة إلا أن هذا لم يحظ بقبول البعض الآخر من المؤلفين الذين لم يقفوا عند مرحلة الرفض بل قاموا بالهجوم علي زملائهم ففي البداية سألنا فريق المؤيدين لطرح أعمال درامية عن الثورة في الوقت الحالي وعلي رأسهم عبدالرحيم كمال الذي سألناه عن مدي مصداقية أي عمل درامي عن الثورة يطرح الآن فقال: لقد أعلنت عن فيلم يتناول تفاصيل آخر خمس ساعات قبل تنحي مبارك عن الحكم وكيف أن نظامًا ظل يحكم البلد ثلاثين عامًا ينهار في خمس ساعات فقط وهذا جانب يبعد كثيرًا عن الطرح الدرامي الكامل للثورة. ويضيف كمال لا أري ما يمنع خروج عمل مثل هذا ومسألة المصداقية في الفيلم تخضع لأمرين الأول هو الجمهور والثاني هو ما يتوافر لدي من معلومات حول الواقعة المحددة التي أطرحها وعمومًا مشروع الفيلم مازال في مرحلة الكتابة ولم يتم الاستقرار بعد علي الشركة المنتجة أو فريق العمل. أما المؤلفة سماح الحريري والتي تتواجد في دراما رمضان القادم بمسلسلها «لحظة ميلاد» فقالت أن المسلسل ليس كاملا عن الثورة ولكن به طرح للفساد والمشكلات الاجتماعية مثل البطالة والعنوسة ومن الممكن اختيار جزء مستقل من الثورة وطرحه لمؤلف كان موجودًا في ميدان التحرير وانفعل بشدة وكتب دراما واقعية فلا توجد مشكلة في ذلك وعلي سبيل المثال فإن السينما الأمريكية طرحت أفلامًا عن أمريكا وفيتنام أثناء قيام الحرب لأن بعض المؤلفين استطاعوا رصد كثير من الأحداث تستحق التناول في عمل درامي. أما الكاتبة لميس جابر فقالت من الممكن أن يستعين المؤلف بخياله لكتابة فيلم عن ثورة 25 يناير وربما يكون لدي الكاتب معلومات حصرية تساعده علي طرح رؤية درامية للثورة في فيلم أو مسلسل يحمل وجهة نظر صاحبها فقط. يأتي علي رأس الرافضين الكاتب الكبير يسري الجندي الذي علق علي الأمر قائلا أن عمل فيلم أو مسلسل عن الثورة الآن أمر غير منطقي ولكن من الممكن التعبير عن الحدث بشعر أو أغنية أو مسرحية كأعمال آنية عن الحدث ثم أن الثورة لم تنته بعد حتي نؤلف أعمالا عنها ويتفق مع الجندي في الرأي المؤلف محمد الغيطي الذي قال أن أسرع وسيلة للتعبير عن الثورات هي الأغنية أو المسرحية وأنا لا أقول هذا لأن لي مسرحية عن شهداء الثورة ولكن لأن هذه الحقائق لا تنسي ففي ثورة 1919 كان سيد درويش يطرح الأحداث والأغاني الحماسية عبر أغنياته وكذلك بديع خيري كتب عدة مسرحيات أثناء الثورة أو بعدها وكذلك ثورة 1952 سنجد الشاعر محسن الخياط تفاعل بشدة مع الثورة لأن هذه هي الوسائل الفنية الأسرع للتفاعل مع الثورة التي تحتاج حينما يطرح عنها مسلسل درامي أو فيلم إلي الكثير من التأمل والاستيعاب لأننا كل يوم نواجه أحداثا جديدة فلابد أن تكون الأحداث من ثنايا واقع الثورة وهذا يحتاج لوقت أما من يكتب عملاً كاملاً عن الثورة الآن فتكون هذه «حركة قرعة».. أما المؤلف مجدي صابر فقال أن كتابة عمل عن الثورة الآن يخضع لرؤية الكاتب ولكن أنا شخصيا لن أفعل ذلك لأن الثورة حدث كبير جدًا وعظيم وغير مجري التاريخ وأشاد به العالم فهو حدث لا يحتمل الطرح علي عجالة ونحن نحتاج تمهلاً لأن هناك الكثير من أسرار الثورة لم تتكشف بعد. أما المؤلف وليد يوسف فقد جاء رأيه في زملائه المؤلفين الذين يكتبون الآن أعمالاً عن الثورة أكثر قسوة من سابقيه حيث قال أن أي مؤلف يكتب عن الثورة الآن بعد انهيار النظام فإنه كاتب يركب الموجة ولا ينتمي للثورة فانتماء أي كاتب للثورة كان قبل الثورة حيث أن الكاتب الذي طرح فساد عهد مبارك قبل الثورة هو أحد المشاركين فيها ولكن أن يأتي مؤلف الآن ويدعي النضال بكتابة فيلم عن الثورة فإن هذا قفز حقير علي الثورة وركوب للموجة ومتاجرة بدماء شهداء وضحايا الثورة ويكون هذا المؤلف منافقا حيث أن طرح عمل عن الثورة يجب ألا يكون قبل خمس سنوات لأن الثورة لم تنته ونتائجها لن تظهر بعد سواء الإيجابية أو السلبية حتي نقيم التجربة بشكل سليم وموضوعي.