أقام مركز آفاق اشتراكية ندوة لمناقشة رواية بياض ساخن للروائية الدكتورة سهير المصادفة وذلك بحضور الناقد الدكتور صلاح السروى ونخبة من المثقفين وقدم الندوة الكاتب محسن الباز . فى كلمتها الافتتاحية قالت المصادفة عن روايتها «تدور أحداث رواية سهير المصادفة الجديدة «بياض ساخن» حول أحداث سنة كاملة عاشتها مصر تحت وطأة متغيرات سياسية جسام فى تاريخ مصر المعاصر، ما بين عامى 2012، 2013، وتكشف الروائية عن تفاصيل تلك المرحلة من خلال بطلة الرواية التى تعانى من مرض نفسى « فصام» فى الشخصية، يجبرها على أن تجوب الشوارع أثناء نوبات جنونها بحثا عن نفسها وعن أولادها الثلاثة الذين ذهب كل منهم فى اتجاه والأهم بحثًا عن هوية الوطن. وأضافت أعرف أن الأحداث فى الرواية كابوسية تماما ولكنها هى الأحداث نفسها التى مرت على مصر بالفعل وعشناها جميعا وتظهر بتفصيلاتها الدموية من خلال بطلتها عبلة التى تعانى مشكلات نفسية عويصة. وارى أن هذه الأحداث قد تفاقمت بهذا الشكل فى الواقع الذى اضطرنى لنقلها كما رأيتوا فى الرواية بلغة سردية فنية ادبية لاننا لم ننقى بحق إرثنا الثقافى والفكرى والدينى مما علق به من شوائب على مر السنوات السالفة. وأعترف أن كل كتاباتى قاسية ذلك لأننى مجروحة من الواقع وأردت أن أضرب بعنف على كل ملامح التخلف والرجعية فى بلدنا. بدأ السروى حديثه بالتأكيد على أن رواية بياض ساخن رواية تعرينا لنبصر عورتنا هى رواية تبعث على التفكير وإعادة النظر فى كل ما يحيط بنا وبمفردات واقعنا وهى هنا تحقق مقولة الأدب الحق نوع من الفلسفة . وأضاف «المشهد الرئيسى الذى يفجر كل المشكلات ويعرى عوراتنا داخل الرواية هو مشهد التعرى الذى يحدث لعبلة بطلة الرواية التى تنزع ملابسها أمام النيل وعلى مرأى ومسمع من المارة فى الشوارع الذين يتجمهرون فقط ليشاهدوا ما يحدث ولم يفكر أحد منهم أن يسترها على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم الفكرية والدينية . واردف الرواية تضرب بعمق فى جذور الشخصية المصرية التى أصبحت مشوهة إلى حد كبير فنرى ظهورا متباينا للتشوه النفسى والروحى والفكرى لدى الغالبية خاصة شخصية مجدى أخو البطلة. ونجد ان بياض ساخن تستخدم تقنية رواية الأصوات المتعددة كما فعلها باقتدار الكاتب والروائى الراحل سليمان فياض . أما هنا فنجدها رواية متعددة غير منحازة لشخص بل منحازة بالكامل للحدث الرئيسى.