أعلن رئيس الوزراء البريطانى، ديفيد كاميرون أنه وضع تحت تصرف فرنسا قاعدة جوية بريطانية فى قبرص لتوجيه ضربات لتنظيم «داعش»، وذلك عقب محادثاته مع الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند أمس. فقد اقترح كاميرون على هولاند استخدام قاعدة «أكروتيرى» من قبل الطيران الفرنسى المشارك فى العمليات ضد التنظيم ، ومساندة إضافية لتزويد الطائرات بالوقود جوًا، مشيرًا إلى اقتناعه بوجوب انضمام بلاده إلى فرنسا وشركاء آخرين فى شن ضربات جوية بسوريا بهدف هزيمة «داعش». من جهته، أوضح هولاند، أن الهدف العسكرى فى سوريا والعراق هو إلحاق أكبر ضرر ممكن بالتنظيم الإرهابي، مؤكداً أن فرنسا ستكثف غاراتها فى هذين البلدين. ومن الجدير بالذكر أن هولاند وكاميرون قاما بزيارة صالة باتاكلان للحفلات الموسيقية التى استهدفتها اعتداءات المتطرفين، ووضع كل منهما وردة أمام الصالة التى قتل فيها 89 شخصاً، بينهم بريطاني. فيما وصف وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس متطرفى تنظيم «داعش» ب«الوحوش» ولكنهم 30 ألفا، موضحا أنه يجب على الصعيد العسكرى مكافحة داعش بلا هوادة، مستبعدا ألا تتمكن جبهة تضم فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وروسيا وتركيا ودولا أخرى من القضاء عليهم. وأكد الوزير الفرنسى على وجوب إيجاد حل سياسى لهذه الحرب الدائرة فى سوريا والتى لها تبعات على المنطقة بأسرها، مشيرا إلى «بارقة الامل الاولى»فى الجدول الزمنى الذى تم الاتفاق عليه فى فيينا لتشكيل حكومة انتقالية فى سوريا خلال ستة أشهر، وإجراء انتخابات خلال 18 شهراً، وإجراء مفاوضات بين النظام السورى والمعارضة فى يناير. من جهته، بدأ الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند أسبوعا دبلوماسيا حافلا بالنشاط، بزيارة واشنطن وموسكو، ولقاء المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل فى باريس، ورئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، وذلك بهدف تشكيل حلف واسع ضد تنظيم «داعش». على صعيد متصل، سلطت صحيفة «التايم» البريطانية الضوء على استمرار حالة التأهب الامنى القصوى فى بروكسل التى تشهد أحداث غير عادية حيث تدورالمركبات العسكرية البلجيكية فى أنحاء المدينة وفى المراكز التسويقية الرئيسية وتم اغلاق جميع محطات المترو والغاء النشاطات والمؤتمرات والندوات والحفلات الهامة. وأضافت الصحيفة أن جهاز أمن الدولة فى بلجيكا أعلن أنه لديه ما يكفى من الأدلة بوجود خلايا إرهابية فى بروكسل تخطط لسلسلة من الهجمات، وبالتالى رفعت مستوى التأهب لأعلى مستوى وهو رقم 4 وهو الذى لم تشهده بلجيكا من قبل.
