حذر جون برينان مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، من أن الهجمات على باريس ليست «عملا لمرة واحدة» مشيرا إلى أن تنظيم داعش ربما يحضر بالفعل لتنفيذ عمليات مماثلة. وقالت متحدثة باسم رئيس مجلس النواب الأمريكى إن المجلس سيتلقى إفادة سرية عن هجمات باريس من مدير مكتب التحقيقات الاتحادى ووزير الأمن الداخلي. وأوضحت آشلى سترونج المتحدثة الإعلامية باسم رئيس مجلس النواب بول ريان فى بيان إن مدير مكتب التحقيقات الاتحادى جيمس كومى ووزير الأمن الداخلى جيه جونسون سيقدمان الإفادة بناء على طلب ريان. وكان تنظيم داعش هدد فى فيديو جديد الاثنين الماضى بأن الدول التى تشارك فى الغارات الجوية على سوريا سوف تتعرض لنفس مصير فرنسا وهدد أيضا بمهاجمة واشنطن. من جانبه، قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن الجيش الأمريكى منع أفراده العسكريين والمدنيين من السفر إلى باريس لأى غرض لا يرتبط بالعمل وذلك بعد الهجمات التى شهدتها العاصمة الفرنسية الأسبوع الماضي. وقال الكابتن جيف ديفيس المتحدث باسم الوزارة: إن السياسة الجديدة تحظر على أفراد الجيش والموظفين المدنيين والمتعاقدين بوزارة الدفاع السفر غير الرسمى إلى باريس وفى نطاق 50 كيلومتراً من المدينة. غير أن نايلز كول المتحدث باسم مكتب الشئون القنصلية بوزارة الخارجية قال إن الوزارة ليس لديها خطط لإصدار تحذير للمواطنين الأمريكيين من السفر فى الوقت الحالى. وقال ديفيس: إنه بوسع الأفراد العسكريين والمدنيين بوزارة الدفاع الذهاب لقضاء عطلات بمواقع فرنسية خارج باريس والمناطق المتاخمة لها مباشرة بتصريح من ضابط برتبة جنرال. وذكر بيان للقيادة الأمريكية فى أوروبا إنه يمكن للأفراد العسكريين والمدنيين الأمريكيين مواصلة التنقل فى الطائرات التجارية فى مطارات فرنسا ما داموا لا يغادرون «المناطق الآمنة فى مبانى الركاب بالمطارات». واعتبر «هذا إجراء احترازى للحفاظ على أمن أفرادنا وأسرنا فى ضوء الهجمات الأخيرة» ولم يحدد البيان جدولاً زمنياً لموعد مراجعة أو إلغاء السياسة الجديدة. فيما أعلن رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون عن خطة لزيادة ميزانية الحرب على الإرهاب 3 مليارات دولار، فيما قررت بلجيكا رفع درجة التأهب الأمنى خوفا من وقوع هجوم إرهابى بعد هجمات باريس. وحدد كاميرون ملامح خطة زيادة الإنفاق العسكرى لمحاربة الإرهاب بمضاعفة عمليات الطائرات دون طيار، وزيادة الإنفاق فى العمليات الجوية والبحرية كما تحدث كاميرون عن زيادة نفقات جهود المراقبة الإلكترونية عبر الانترنت لرصد ومنع الهجمات قبل وقوعها. وكانت وزارة الداخلية البلجيكية أعلنت أيضا عن رفع التأهب الأمنى إلى الدرجة الثالثة على مقياس من 4 درجات. وأكدت الوزارة على نشر تعزيزات أمنية خاصة فى الأماكن التى يتجمع فيها الحشود. ودعت الوزارة المواطنين إلى اتخاذ أقصى درجات الحذر، وطالبت منظمى التجمعات والحفلات بالتواصل معها لترتيب إجراءات التأمين. من جانبه، ينوى الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند زيارة واشنطن وموسكو الأسبوع المقبل وذلك فى إطار حملته لحشد المجتمع الدولى لمواجهة الإرهاب بعد هجمات باريس. وقال رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس: «إننا سنعمل على حشد المجتمع الدولي، وفى هذا السياق سيقوم الرئيس الأسبوع المقبل بزيارة إلى واشنطن وموسكو للقاء باراك أوباما وفلاديمير بوتين». فى غضون ذلك، تشرع الحكومة الفرنسية قريباُ فى الإعداد لمشروع قانون ستعرضه على البرلمان بعد كلمة هولاند، التى دعا فيها إلى تعديلات دستورية، تشمل مشروع قرار بإحداث سجل مدنى وقت الأزمة، حسب مصادر حكومية، وفق ما نقلت قناة «أى تلي» الفرنسية. وسيسمح السجل الجديد، بإحصاء العائدين من الخارج أو المتهمين بتهم خطيرة، ومراقبتهم فى إطار إقامة جبرية قبل البت القضائى فى مصيرهم. وفى هذا السياق يرمى المشروع إلى فرض تأشيرة على الفرنسيين الراغبين فى العودة من سوريا والعراق والمتورطين فى القتال فى صفوف داعش. ويهدف الإجراء إلى فرز أولى سيسمح للفرنسيين فقط بالعودة، شرط الخضوع للرقابة الإدارية وتحديد إقامتهم فى انتظار محاكمتهم. أما الفرنسيون المُجنسون وحملة جنسيات أجنبية فلن يكون بوسعهم العودة والإفادة من هذا الإجراء القانوني، بما أنه من المنتظر أيضاً سحب الجنسية منهم، ومنعهم من دخول ترابها الوطنى تحت أى ظرف من الظروف. بدوره أعرب تجمع دول أمريكا اللاتينية والكاريبى (سيلاك) عن «إدانته الشديدة» للأحداث الإرهابية التى ضربت باريس. وقالت الخارجية الإكوادورية التى تتولى الرئاسة الدورية ل(سيلاك) إن «التجمع يعرب عن تعازيه الصادقة وتضامنه مع حكومة وشعب فرنسا، وكل الدول التى وقع بعض مواطنيها ضحايا فى هذا الاعتداء الفظيع». وبعد الغارات الفرنسية على مدينة الرقة السورية فجر أمس، قصفت الصواريخ الروسية، الرقة معقل داعش فى سوريا، حسب ما أوردت صحيفة لوموند الفرنسية، نقلاً عن مصادرها الخاصة. وأوضحت الصحيفة أن السفن الحربية الروسية المرابطة فى البحر الأبيض المتوسط، أطلقت صواريخها على عدد من الأهداف فى مدينة الرقة السورية معقل التنظيم هناك. ولم تورد الصحيفة تفاصيل عن الأهداف المستهدفة ولا عدد الصواريخ أو طبيعة الإصابات بعد هذه الغارة الصاروخية.