أكدت سعاد الشمري أول محامية تترافع في السعودية وتقود الحركة الليبرالية في المملكة العربية أن حركات الإصلاح التي يقودها الليبراليون السعوديون وطنية وليست متطرفة أو معززة من الخارج. وشددت علي أخطر ما تواجهه بلادها إلي جانب الفكر الوهابي وهو افتقاد القوانين. «روزاليوسف» قابلت الشمري وأجرت هذا الحوار: ما طبيعة توجه المجتمع السعودي تجاه الليبرالية في ظل سيطرة الفكر الوهابي؟ - في البداية كان الكثير ينتقدنا بسبب الفتاوي الدينية المتشددة والتي عمدت لتكفير هذا التيار ووصفهم بالكفار وتشويه سمعتهم وحاربوه فترة طويلة ومنعوه من حق الكلمة والتعبير بسبب نفوذ المؤسسة الدينية المتشددة. لذلك فالشعب السعودي يحتاج إلي القدوة وتبرئة سمعة الليبرالية وربطها بمفردات حقيقية مثل الحرية والعدالة والمساواة وتبرئتها من الكفر والفسق وأخيرا كسر الطابع الذكوري. هل استطاعت النقلة التكنولوجية التي حدثت خلق جيل من الشباب السعودي أكثر انفتاحا؟ - نأمل ذلك في الجيل المقبل خصوصا بعد إعادة برنامج بعث الطلاب للخارج. أظن أن الشباب نفضوا التعصب القبلي وانتبهوا لهذه الظاهرة الخطيرة وذلك سيكون له تأثير ملحوظ في تعاملهم مع الآخر داخل وخارج وطنهم. كيف تواجهين معارضي أفكارك عن الليبرالية باعتبارك أول امرأة تقودها ولماذا اخترتي هذا الاتجاه؟ - الليبراليون السعوديون وأصحاب الفكر التنويري أكثر ولاء لوطنهم و مالكيهم ويعملون يدا بيد علي استمرار مسيرة الإصلاح في حين أن الآخرين «متطرفون» يعمدون إلي الاساءة لسمعتنا وإحراج السعودية أمام العالم وأتساءل لماذا لا يحاسب هؤلاء يوسف أحمد المتشدد دينيا وفتواه بحرمة الاختلاط خاصة في الحرم المكي والمطالبة بهدمه! عن نفسي أقود حملة إعلامية لمحاورة هؤلاء المتطرفين ومواجهتهم بنفس لغتهم وأعمل علي توضيح سماحة وعالمية الدين الإسلامي وأحاورهم بشدة لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الدين الإسلامي. لأن هذا التشدد خلق أمراضا مجتمعية مثل زني المحارم والعنف مع النساء واعتداء عليهن في الشوارع وهو تقليص من حقوق المرأة مما جعلني أتجه لليبرالية لأنني امرأة قررت أن تكون كذلك عندما تم طلاقي من زوجي وأخذ طفلتي بالقوة وعمرها 7 سنوات حسب معتقداتنا بالسعودية ولجأت إلي المحاكم والشرطة ولم أجد جهة تنصفني في بلد يفتقد للقوانين وكما يرددون «البنت لأبوها» فهذه مشكلة مجتمع فحقوق المرأة بشكل خاص هو ما دفعني لأكون أول محامية تترافع عن قضيتها في المحاكم وأدافع عن النساء الجاهلات بحقوقهن. ما رأيك في الثورات القائمة الآن في المنطقة العربية؟ - ما حدث في تونس ومصر وما يحدث في سوريا وليبيا واليمن كان يجب أن يحدث فعمر الشعوب التي ثارت في وجه النظام أكبر من عمر المملكة السعودية بكثير وأنا أؤيد الحكم الملكي لأنه جنبنا التشتت وحرمنا من أكبر نعمة - الأمن والأمان - فالمجتمع السعودي قبلي متعصب وجميع قبائل وفئات المجتمع السعودي سواسية، مشكلتنا الحقيقة ليست مع العائلة المالكة بل مع الفئة المتشددة فأرباب المؤسسة الدينية لهم نفوذ وصلاحية أكثر من الدولة والإعلام وهم شبه مسيطرين علي المجتمع إضافة إلي أن كل الشعب يحبون الأسرة المالكة. هل التيار الليبرالي في المنطقة العربية قادر علي حصد الأغلبية؟ - التيار الليبرالي في المنطقة العربية لو أعطي الفرصة ستكون متكافئة وعادلة بتوفير إعلام حر ونزيه أجزم في خلال عشر سنوات تصبح السعودية ليبرالية.