ترجمة : مي فهيم قالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية في تقرير لمراسلتها بالقاهرة إن حالة الانفلات الأمني التي تشهدها مصر الآن قد تهدد المرحلة الانتقالية الحالية، وأشار التقرير إلي وجود خمسة ثقوب واضحة من الرصاص في الباب الأمني من قسم شرطة الساحل في شمال القاهرة بعد هروب 90 سجينًا من زنزانة السجن بمساعدة أسرهم الذين قاموا بحصار مبني القسم. ونقلت الصحيفة عن أنور - ضابط رفض التصريح باسمه الكامل - أن هناك قرابة 2000 شخص قاموا بمحاصرة القسم بعد الظهر وأطلقوا أعيرة نارية وكان السجناء قد بدأوا حالة من التمرد من الصباح ولكن قد صدرت أوامر بعدم إطلاق النار «جلسنا في مكاتبنا بينما هم يكسرون أبواب الزنزانات ويهربون». وذكرت الصحيفة البريطانية أن الهروب في وضح النهار من السجون وسط تواجد العشرات من ضباط الشرطة ما هو إلا مثال لحالة الانفلات الأمني التي تجتاح مصر عقب الثورة ويعترف ضباط الشرطة والمحللين والمسئولين الحكوميين بأن البلاد تمر بأزمة أمنية تهدد الانتعاش الاقتصادي للبلاد والانتقال للديمقراطية. وتري فاينانشال تايمز أن وحشية الشرطة في عهد مبارك وفسادها كانتا من بين عوامل اندلاع الثورة، فمحاولاتها العنيفة لتفريق المتظاهرين وفشلها في نهاية المطاف هو ما أثر علي صورتها العامة وعلي انعدام الثقة بالنفس. ويتمثل الخطر الأكبر في العنف الطائفي الذي يتزايد منذ اندلاع الثورة، فهناك 12 شخصًا قد قتلوا في اشتباكات بين المسلمين والمسيحيين في حي إمبابة حيث استمر تبادل إطلاق النار وزجاجات المولوتوف ليلة كاملة مع وجود قوات الشرطة والجيش وعدم قدرتهم علي التدخل. وأكد رجب أن العنف والوحشية وانتهاك حقوق الإنسان التي كانت تحدث في أقسام الشرطة في عهد مبارك لم تكن بسبب أفراد الشرطة بل كانت «سياسة الوزارة»، «نحن كنا نجبر علي القيام بالكثير من الأشياء لا شأن لنا بها مثل التعامل مع المتظاهرين».