عقد امس الحوار استراتيجى بين وزارة الخارجية ونظيرتها الأمريكية وذلك بحضور ممثلين رفيعى المستوى لجميع الوزارات والإدارات المعنية بالعلاقات المصرية الأمريكية بجوانبها كافة. والتقى وزير الخارجية سامح شكرى بنظيره الأمريكى جون كيرى، وهو أول حوار استراتيجى بين البلدين منذ عام 2009 وهو الأول أيضا منذ توتر العلاقات بعد أن عزل الجيش الرئيس السابق محمد مرسى بعد احتجاجات حاشدة على حكمه عام 2013. وبرغم مخاوف المشرعين الأمريكيين من أن مصر تسير ببطء فى مجال الإصلاحات الديمقراطية إلا أنها لا تزال واحدة من أقرب حلفاء واشنطن بالمنطقة خاصة على الصعيد الأمني. وقال الوزير سامح شكرى فى افتتاح الجلسة: «نأمل أن يسهم الحوار الاستراتيجى فى تعزيز العلاقات بين البلدين وأن تستفيد أمريكا من مناخ الاستثمار الجديد فى مصر». وأضاف أنه يمثل فرصة جادة للطرفين لمراجعة الجوانب المختلفة للعلاقات المصرية الأمريكية سياسيا وعسكريا واقتصاديا وتقييم هذه العلاقة فى مجمل مناحيها. عبر وزير الخارجية المصري، سامح شكري، عن أمله فى أن يؤسس الحوار الاستراتيجى المصرى الأمريكى لمرحلة جديدة فى العلاقات الثنائية بين البلدين. من جانبه قال وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى إن بلاده ستواصل دعمها لمصر من أجل مكافحة الإرهاب والتطرف فى المنطقة، كما أدان اغتيال النائب العام المستشار المصرى هشام بركات. وأشار كيرى إلى أن مصر دفعت ثمنا باهظا لمكافحة التطرف، وأدان اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات. وأكد كيرى أن استمرار تقديم الدعم والتدريب لقدرات مصر العسكرية من أجل مكافحة الإرهاب والتطرف. وأضاف الوزير الأمريكى أن مصر تلعب دورا رئيسيا فى المنطقة وفى القضايا الدولية. وأوضح وزير الخارجية الأمريكى، أن المجموعات المتطرفة، والتى من بينها تنظيم «داعش» تهدد أمن واستقرار الدول ويأتى هذا «الحوار» الذى يعقد للمرة الأولى منذ 2009، إثر إعلان الولاياتالمتحدة أنها سلمت مصر ثمانى مقاتلات إف-16 هى الأولى بعدما رفعت واشنطن فى أواخر مارس التجميد الجزئى عن استئناف مساعدتها العسكرية للقاهرة. وبدأت العلاقات الأمريكية المصرية تعود إلى طبيعتها أواخر مارس، عندما أعلنت الولاياتالمتحدة إنهاء تجميد جزئى لمساعدتها العسكرية السنوية التى تبلغ 1.3 مليار دولار. من ناحية أخرى أشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية الى أن الحكومة المصرية تحارب الارهاب بضراوة وتبذل قصارى جهدها لاقتصاص جذوره. وأوضحت أن مصر لا تحارب جماعة الاخوان المسلمين فحسب، بل تنظيمات ارهابية أخرى مثل القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية فى الشام والعراق المعروف بداعش. وشددت الصحيفة على أن التزام مصر بالعدالة وتطوير العملية السياسية واحترام كرامة المصريين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أهم واولى خطوات التصدى لجيل جديد من الارهابيين تربى على أن الدولة تقوم بقمع الاخوان وترفض المصالحة. واعتبرت الصحيفة زيارة وزير الخارجية جون كيرى لمصر تؤكد أن مصر تمر بحرب شرسة تتطلب جلوس واشنطن مع القاهرة للتصدى لهذا الخطر. وأضافت أن المناقشات بين الجانبين ستكون هامة فى هذه المرحلة، كما أنها تثبت إصرار الولاياتالمتحدةالأمريكية على الوقوف بجانب مصر باعتبارها دولة هامة فى المنطقة.