ترجمة - هاشم عبد الحميد أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إلي الحركات الاحتجاجية التي تدور في العالم العربي والتي وعلي عكس المتوقع قد تمثل تهديدا للازدهار السياسي والاقتصادي الذي تعيشه تركيا في الوقت الحاضر كما أنها قد تهدد أمنها الحدودي في حال تصاعد تلك الاحتجاجات خاصة في سوريا التي ومن المفترض أنها من أكثر الدول تبادلا للتعاون في الكثير من المجالات مع أنقرة. خلال سنوات قليلة استطاعت تركيا أن تمثل قوة إقليمية مؤثرة سياسيا واقتصاديا في الشرق الأوسط وتسببت علاقاتها الجيدة بالعديد من الأطراف مثل ليبيا وسوريا إلي استقرار الأمور نسبيا إلي منطقة تظل دائما مشتعلة بالأحداث إلا أن الثورات العربية التي ظهرت في المنطقة بقوة منذ بداية هذا العام وضعت الدبلوماسية التركية في وضع لا تحسد عليه، فمن جانب تحاول تركيا دعم تلك الثورات لشرعية مطالبها وعدالتها ومن جانب آخر تواجه تركيا تحديا يتمثل في ضرب مصالحها الاقتصادية مع العديد من الدول العربية التي ترزخ تحت الديكتاتورية ومن جانب آخر قد تسبب حالة عدم الاستقرار الحالية في المنطقة في بقاء القوات الأمريكية علي حدودها خاصة في العراق وهو ما يبدو أنه لا يرضي المسئولين الأتراك وفي مقدمتهم رجب طيب أردوغان. وتؤكد نيويورك تايمز أنه بالرغم من حالة الضرر الكبري التي أصابت الاستثمارات الاقتصادية التركية في العالم العربي نتيجة الاضطرابات بها إلا أن تركيا مازالت تدعم الحركات الاحتجاجية لإيمان إدارة أردوغان بشرعية تلك المطالب ونتائجها المستقبلية علي المنطقة عندما تتحول أنظمتها لأنظمة ديمقراطية إلا أن تحالف أنقرة مع سوريا علي سبيل المثال في الماضي وتحوله الآن لدعم الاحتجاجات بالإضافة لصلة إدارة أردوغان وعلاقاتها الطيبة بالإخوان المسلمين في سوريا قد يدفع النظام السوري الذي يلجأ للبطش للحفاظ علي بقائه للانتقام من تركيا وإثارة المشاكل علي الحدود وهو ما يبدو النظام السوري مستعدا للإقدام عليه بحسب الصحيفة الأمريكية.