كتب : ابراهيم جاد - ابراهيم جاب الله - فريدة محمد - شيماء فتحى - نهى حجازى - انجى نجيب - عمر علم الدين خليط من الاحتفالات الكرنفالية والمنافسة السياسية شهدتها الميادين المصرية أمس ابتهاجا بالعيد الأول للعمال بعد رحيل نظام الرئيس المخلوع مبارك والذي أهدر حقوق العمالة من خلال الخصخصة للشركات وإحالة الأعداد الكبيرة منهم للمعاش المبكر. ففي حين شهد ميدان التحرير الاحتفالية الكبري بمشاركة عدد من السياسيين والشعراء والفنانين وسط تزايد لافتات الأحزاب الوليدة التي تحمل فكرا يساريا لاكتساب الشرعية من ميدان التحرير والإعلان عن تبني برنامجها لحقوق العامل المصري. وفيما احتشد اليسار بميدان التحرير فإن الناصريين فشلوا في حشد مناصريهم لبدء الاحتفال من أمام قبر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر رغم محاولات الحشد من قبل الناصريين ويعود الفشل إلي تنامي الصراعات داخل الحزب حيث لم يحضر إلي الضريح سوي 20 عاملاً حيث كان مقررا قراءة الفاتحة أمام الضريح ثم تنظيم مسيرة إلي ميدان التحرير. واللافت أن أعضاء الاتحاد العام للعمال الذين كانوا يتصارعون علي الهتاف لمبارك انتقلوا فور نهاية احتفالهم أمس بنادي السلام بميدان العبور إلي قبر الرئيس السابق جمال عبدالناصر بدعوي أنه كان نصيرا للعمال. وقال حارس الضريح ل«روزاليوسف» إنه لم يتلق أي تعليمات من المجلس العسكري أو عائلة عبدالناصر لفتح الضريح أمام الزائرين. وفي محاولة من جماعة الإخوان لتكثيف نشاطها في الشارع نظمت وقفة احتجاجية أمام مقر الاتحاد العام أمس بالتزامن مع احتفاله بمدينة بدر إضافة إلي تنظيم احتفال بميدان السيدة زينب للترويج لمرشحي الجماعة في دائرة د.فتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق المحبوس علي زمة قضية الكسب غير المشروع والتحريض ضد الثوار في موقعة الجمل فيما نظمت الجماعة احتفالات بميادين الإسكندرية. فيما نظمت القوي السياسية احتفالات متفرقة بالإسكندرية خاصة بمنطقة سيدي بشر تحت شعار «أول عيد حقيقي للعمال بعد سقوط الفساد» وشارك في الاحتفالات عمال الإخوان والوفد والجبهة وغيرها من القوي السياسية. وفي ميدان التحرير أعلن كمال خليل وكيل مؤسسي حزب العمال الديمقراطي البيان التأسيسي للحزب الذي يضم قيادات عمالية من مختلف المواقع العمالية وحلفاهم من الفلاحين والفقراء والمهنيين والحرفيين والمثقفين. وسط هتافات شديدة احتفل اتحاد العمال أمس مع تكريم شهداء 25 يناير في حضور عدد من وزراء الحكومة وغياب د.عصام شرف رئيس مجلس الوزراء بما أثار غضب العمال مطالبين بإلغاء الاحتفال. وتعالت أصوات الحاضرين قبل بدء الاحتفالية مرددين «فين شرف يا عمال كلنا هنا لنا سؤال شرف يحضر للعمال» فاضطر عبدالرحمن خير نائب رئيس اتحاد عمال حلوان وإسماعيل فهمي القائم بأعمال رئيس الاتحاد إلي مخاطبة الحاضرين قائلا «حضر شرف أم لا فالاحتفال تحت رعاية القوات المسلحة والمشير طنطاوي» فصفق الجميع لافتاً إلي تشكيل لجنة ثلاثية لإعادة هيكلة الأجور. ووقف الجميع دقيقة حدادًا علي أرواح شهداء 25 يناير ثم ساد السكوت التام في القاعة أثناء قراءة آيات القران للقارئ أحمد نعينع «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا..».