لم تمر دعوة الكاتب الصحفى شريف الشوباشى «المصريات لخلع الحجاب» فى مليونة لميدان التحرير مرور الكرام، فقد لاقت أصداء سريعة وواسعة فى الاعلام، كما أنها استفزت بعض مقدمى برامج «التوك شوك» بشكل شخصى، ففتح بعضهم النار على المثقف المصرى الذى اتهموه بالفراغ لعدم انشغاله بما هو أهم فى الوقت الحالى وتركزيه على قضية من شأنها احداث فتنة بين الناس، وأنها ربما تُستغل استغلالا خاطئا من جانب البعض من مُحبى الاصطياد فى الماء العكر. وكان «جابر القرموطي» أحد هؤلاء المهاجمين لحملة «الشوباشي» ،حيث استنكر خلال برنامج «مانشيت» المذاع على قناة «اون تى في» تصريحات الكاتب الصحفى بأن 99% من العاهرات محجبات قائلا: «مينفعش نستضيف واحد بيقول الكلام ده، ولا ينفع أتكلم أنا أصلا عليه أنا أستاهل ضرب البراطيش إنى اتكلمت عليه»، مضيفا: «إيه حكاية الإسراف فى الاتهامات دي.. محجبات إيه وانت مالك إنت واحدة تتحجب ولا متتحجبش.. مالكم انتم انتم مش لاقين قضية تتكلموا فيها يا اخوانا..يا نهار أسود بجد يا ليلة سودا.. لما خلاص المفكرين والمثقفين مبقاش ليهم فكر غير ده». بينما قالت «رانيا بدوي» مقدمة برنامج «القاهرة اليوم»: إن هناك حالة إلهاء متعمدة تجرى على الشعب، موضحة أنه ليس من الأولويات والأمور المهمة للوطن أن يهاجم أحد المثقفين الحجاب، فالشعب أصبح يفكر فى قضايا تافهة، وتابعت قائلة: «ليس من المنطقى أن أدعو إلى مليونية عن الحجاب بينما نسبة كبيرة من الشعب تحت خط الفقر والأوضاع الاقتصادية سيئة ونحن فى توقيت الدولة أحوج ما يكون إلى التركيز على أمور مهمة مثل الدعوة للعمل ولكننا للأسف دولة بلا أولويات وبلا أجندة واضحة». فى حين عقب «محمود سعد» على الواقعة فى برنامج «آخر النهار»، المذاع على قناة النهار قائلا: «إن المرحلة الحالية ليست فى حاجة لمليونية خلع الحجاب التى دعا إليها الكاتب الصحفى شريف الشوباشي»، لافتا إلى أنه كان ينبغى على الاعلام عدم الاهتمام بالقضية لهذا الحد قائلا: «واحد عايز يلغى الحجاب، المفروض منعبروش، متشتتوش الناس أكتر من كده»، مضيفا أن المرحلة الآن ليست من أجل الاختلاف على الدين والحجاب وهذه الأمور الدينية، متابعا: «هو يتكلم وانتم متعبروش». على جانب آخر، أجرت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى شقيقة شريف صاحب الدعوى، مداخلة هاتفية مطولة مع «رولا خرسا» فى برنامجها: «و ماذا بعد؟» المذاع على قناة «ال تى سي»، حيث أبدت استياءها الشديد من موجة الهجوم التى تعرض لها شقيقها بسبب تصريحاته بشأن خلع الحجاب، مؤكدة حقه فى اطلاق دعوى لخلع الحجاب ما دامت هناك أصوات تنادى بارتداء الحجاب قائلة: «زى ما الناس بتدعى لارتداء الحجاب، برده فيه ناس بتدعى لخلعه، واللى هيحاسبنى ربنا»، معبرة عن اندهاشها، «أنا مستغربة جداً ان الحجاب اتفرض على المصريين فى ال30 سنة اللى فاتوا». و أشارت «الشوباشي» إلى أن أخاها لا يملك سلطة التطبيق القهرى لهذه الدعوى، وأنها لا تتعدى المطالبة على عكس ما يتصور البعض قائلة: «شريف سلطته قلمه... الحجاب ليس بالمظهر، ولكن الاسلام بالنوايا، وانا مش فاهمة الضجة اللى معمولة على الشوباشى واسلام البحيري، كل واحد حر طالما مش بيكفر حد»، لافتة إلى أن الحجاب ليس فرضًا، وعليه دخل العالم الأزهرى «ابراهيم رضا» فى مداخلة هاتفية قال فيها إن ما فعله «شريف الشوباشي» أشبه بالهجمة الهمجية التى قام بها الشيخ «حازم صلاح أبو اسماعيل» عند حصاره لمدينة الانتاج الاعلامى مفسراً: «ده نوع من أنواع التطرف الفكرى لأن هذا من شأنه أن يثير الفتن». وأوضح «رضا» أن «شريف الشوباشي» كان بامكانه أن يدعو للنزول إلى ميدان التحرير لمحاربة الكسل أو الرشوة أو أى شىء آخر وكنا سنسانده، متسائلا: «هل مصر الآن على ما هى عليه مشكلتها إننا عايزين نقلع السيدات الحجاب»، فردت الكاتبة بأن فرض الحجاب هو فرز طائفى فى الشارع المصرى، بينما أكد الشيخ رضا أن هذه المطالبة تصطدم بمفاهيم العلمانية المتسامحة التى تقوم على الحريات، حيث إنها تفرض رغبتها على الآخرين دون وجه حق، رغم كون الحجاب فريضة أمر بها الله، أما عدم اعتراف الآخرين بذلك فهى مشكلة تخصهم، مختتما حديثه بأن هذه الدعوى ستثير فتنة حقيقية ينتج عنها تقسيم المصريين فهى دعاوى لا تريد لنا الخير، مستشهدا بحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم: «ستكون بعدى فتن كقطع الليل المظلم فقيل ما المخرج منها يا رسول الله فقال كتاب الله و سنتى».