رغبة قوية أبدتها "حركة أدباء وفنانون من أجل التغيير" لتحولها لشكل مؤسسي له هيكل محدد وجماعة ضغط تحدد تصوراتها ورؤيتها ووجهة نظرها في الثقافة في مرحلة ما بعد عهد مبارك وما بعد ثورة 25 يناير، وذلك في أحد اجتماعات الحركة، مساء الأحد الماضي بدار ميريت" لتحديد أهداف ومحاور مؤتمر المثقفين المستقلين المزمع عقده خلال الأسابيع القليلة القادمة. اتفق الحضور علي مخاطبة وزارة الثقافة لاستخدام أحد مسارح دار الأوبرا لعقد المؤتمر، وأكدوا أنه في حالة الرفض سيتم البحث عن أماكن بديلة كنقابة الصحفيين، وفيما أكدوا أن برنامج المؤتمر لايزال تصورات مبدئية مفتوحة أمام الجميع للتناقش حولها، قال الشاعر شعبان يوسف أن مهمة المؤتمر هي تفعيل الفنون وسط المجتمع وأكد علي وجود مهام جسيمة أمام المؤتمر منها محاربته لما هو أقوي من وزارة الثقافة وهي التيارات التي قويت بعد الثورة كالتيار السلفي والإخوان المسلمين كما أكد علي أهمية تحليل كم الإبداع الذي فجرته الثورة المصرية، وأشار الناشر محمد هاشم إلي أهمية وضع المؤتمر لإستراتيجية ثقافية كاملة تسير عليها مصر في مرحلة ما بعد الثورة مقترحا التواصل مع المؤسسات والمجموعات الثقافية والفنية الصغيرة المستقلة. بينما قال الناقد الدكتور محمد بدوي: هناك روح جديدة تخلقت مع ثورة 25 يناير وبعدها، ولابد من تجسيدها في الوسط الثقافي ووضع تصور للثقافة المصرية بعد سقوط الدولة الاستبدادية، كما أننا مقبلين علي مرحلة استقلال مثقف وعلي المثقفين أن يكونوا قادرين اليوم علي عمل جماعة ضغط متماسكة تنتزع وجهات نظرها ويكون لها صوتها الخاص، وعلينا في المؤتمر أن نناقش وضع النقابات الفنية والمحظورات في الكتابة في ظل وجود أكثر من جهة تتربص الآن بالثقافة". الأمر نفسه أكده مصمم الأغلفة الفنان أحمد اللباد وكذلك الروائية منصورة عز الدين، مشيرة إلي أهمية إنطلاق المؤتمر لجماعة ضغط، يتصرف فيها المثقفون من منطق القوة وليس الضعف، وقالت: لست متفائلة بموضوع الرقابة علي الإبداع، فقد كانت الدولة هي التي تمارسها واليوم من سيمارس الرقابة هو المجتمع نفسه في ظل انتشار التيار السلفي، وعلينا التفكير في تغيير النقابات والاتحادات المهنية الموجودة والتحاور معها، وأضاف الكاتب أشرف عبد الشافي مؤكدا علي أهمية اجتذاب بعض أسماء المثقفين الفاعلة في مؤسسات الدولة الثقافية الرسمية كهيئة الكتاب وهيئة قصور الثقافة. الفنان التشكيلي عادل السيوي الذي طالب بأن تتخذ "الحركة" هيكلا ثقافيا اقترح عقد المؤتمر علي يومين، الأول تشخيصي، يكون بمثابة قراءة في الثورة وانعكاساتها علي المستوي الثقافي وقراءة الوضع الثقافي الراهن، والثاني يكون بمثابة فعاليات، تحدد ما يمكن عمله لتفعيل مشاركة جماعة المثقفين في عملية التغيير وتحديد المبادرات ووسائل الضغط وغيرها، أما الروائي إيهاب عبد الحميد فاقترح عقد المؤتمر علي مدار ثلاثة أيام، أولها لمناقشة علاقة المثقف بالمثقف، والثاني علاقة المثقف بالشارع والثالث لمناقشة علاقة المثقف بالدولة، إلي جانب عقد موائد مستديرة للمسرح والسينما والشعر وغيرها، واقترح محمد هاشم توسيع المجال ومناقشة وضع السينما المستقلة وما يمكن أن يقدمه المخرجون في المرحلة المقبلة وكذلك التناقش حول استقلال المجلس الأعلي للثقافة.