أعلن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيرى عن مساعدات أمريكية جديدة بقيمة 212 مليون دولار لإعادة إعمار قطاع غزة، جاء ذلك خلال مؤتمر المانحين بالقاهرة. ووجه كيرى، الشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، ووزير الخارجية سامح شكرى، على الجهود المصرية لإعادة إعمار القطاع. من جانبه شدد الرئيس الفلسطينى محمود عباس، على ضرورة توفير مبلغ أربعة مليارات دولار لإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال الإسرائيلى فى عدوانه الأخير على القطاع، وطالب بوضع حدّ للاحتلال الإسرائيلى الذى يحرم الاقتصاد الفلسطينى بالضفة الغربية من نحو ثلاثة مليارات دولار سنويا. وأكد الرئيس فى كلمته أمام المؤتمر أن عدم التزام الحكومة الإسرائيلية بالمرجعيات الدولية، وقرارات الشرعية الدولية، وحل الدولتين على أساس حدود عام 1967، مع حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلاً عادلاً ومتفقاً عليه استناداً لمبادرة السلام العربية، المعتمدة فى قمة بيروت عام 2002، وفى مؤتمرات القمة الإسلامية، يدفع بمنطقتنا مجدداً نحو دوامة العنف والنزاع. وقال: إن انعقاد المؤتمر فى هذه الظروف البالغة الدقة والتعقيد، إنما هو تأكيد على ارتباط إعمار قطاع غزة بمجمل الاقتصاد الوطنى الفلسطيني، وعلى حقيقة واضحة وراسخة، وهى أن قطاع غزة إلى جانب الضفة الغربية وبما فيها القدسالشرقية، تشكّل وحدة جغرافية واحدة، نسعى لجلاء الاحتلال الإسرائيلى عنها. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدكتور نبيل العربي، أمام المؤتمر، إن جامعة الدول العربية دعمت المبادرة المصرية لمؤتمر إعمار غزة، وأتقدم بالشكر لمملكة النرويج على جهودها فى دعم القضية الفلسطينية. ودعا العربى الدول المشاركة لدعم حكومة التوافق الفلسطينية، مشيرًا إلى أن مسئولية المجتمع الدولى تجاه فلسطين «مقدسة» ولابد الآن من الاستجابة للمطالب العادلة للشعب الفلسطينى، ولابد أن يتم وضع جدول زمنى لانهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية من أجل تجنب المزيد من العنف فى المنطقة، مؤكدًا أن فلسطين يفرض الحماية الدولية على أراضيها من الاحتلال الإسرائيلى بما يتماشى مع القانون الدولى. وفى ثانى جلسات المؤتمر القى الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون كلمة استهلها بتقديم الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على مبادرة لعقد المؤتمر بالقاهرة فى هذه الأونة. وقال « مصر ساعدت فى وضع أسس وقف اطلاق نار دائم بين الجانب الفلسطينى والاسرائيلى ، ولذا نقدم الشكر على جهدكم والتزامكم على قيامكم بمفاوضات ليس فقط بين الفلسطينين والإسرائيليين ولكن فى المنطقة لحفظ استقرار منطقة الشرق الأوسط. وأكد أن رسالته لكافة الأطراف واضحة وهي، النهوض ببيئة تؤدى إلى السلام والاحترام لحقوق الانسان وهو ما يتضمن عدم انتهاك القوانين الدولية، والاستفادة من كافة الفرص من اجتماع القاهرة ووقف إطلاق النار الحاسم والضرورى. وأشار إلى أن غزة مازالت موقعًا للتوتر ويجب أن يجد الشعب الفلسطينى السلام فى حياته، وإنهاء النزاع إلى الأبد، مشددًا أنه على القيادات الثنائية أن يتخطوا خلافاتهم لإنهاء النزاع. من جانبه قال وزير الخارجية النرويجى بورج برندى، إن الدول المانحة تريد الوصول إلى الأسس التى من خلالها ستتم إعادة الإعمار. وأشار إلى أن إعادة إعمار غزة جزء لا يتجزأ من حل الدولتين، مضيفًا لابد أن يكون هناك حل لحل الدولتين فى أسرع وقت مشددا على ضرورة استمرار الحوار بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل بوساطة مصرية بهدف انهاء الصراع. وأعلنت فريدريكا موجيرينى وزيرة خارجية إيطاليا اعتزام بلادها تقديم معونات لدعم اعمار قطاع غزة ولاغاثة الشعب الفلسطينى. وقالت فى كلمتها إن إيطاليا تعتزم تقديم 30 مليون يورو و30 مليوناً من البضائع للشعب الفلسطينى هذا العام من اجل إعادة اعمار قطاع غزة والمشاركة فى عمليات إعادة البناء. من جانبها قالت كاثرين آشتون: إن تحقيق نتائج إيجابية لجهودنا فى دعم غزة يتوقف على تطور عملية السلام، مضيفة يجب أن يلتزم الجميع بالحل السلمى للقضية الفلسطينية وسنحاول بكل قوة تحقيق ذلك. وقالت خلال المؤتمر، علينا تقديم الدعم غير المشروط لقطاع غزة، مضيفة وأتمنى أن تكون هذه المرة هى الأخيرة لدعوتنا لإعمار غزة. وقالت آشتون، أنفقنا خلال السنوات الأخيرة نحو 1.3مليار يورو فى غزة ويجب على إسرائيل أن ترفع القيود التى تفرضها على القطاع، مشيرة إلى أنه لا يمكن اخضاع 1.5 مليون مواطن فى غزة لحلول بعيدة المنال، مستعدون لمساندة السلطة الفلسطينية فى غزة على تدمير بقايا مخلفات الحرب الإسرائيلية فى القطاع، مختتمة: هدفنا أن يتم اقرار حل الدولتين الفلسطينية - الإسرائيلية ليعيشا فى سلام وأمن تحت مظلة الاعتراف الدولي.
