لجأ عدد كبير من المطربين إلي الموقع الاجتماعي الشهير Facebook باعتباره من أكثر المواقع انتشارا خاصة بعد الثورة واتخذ منه المطربون منبرا لعرض وإذاعة أغنياتهم علي صفحتهم الخاصة، وهو ما يثير حدوث أزمة لشركات الإنتاج متمثلة في إهدار ملايين الجنيهات، وهو ما قد يشكل خطرا جسيما علي سوق الكاسيت. كانت المطربة الأردنية «ميس حمدان» من أوائل المطربين الذين نشروا أغانيهم علي الفيس بوك، وهي أغنية «أمنتك» علي صفحتها الشخصية علي الفيس بوك، واستطلعت آراء معجيبها بالأغنية التي كتبها جمال الخولي وألحان تامر علي وتوزيع أحمد إبراهيم وإنتاج شركة روتانا. وكذلك الحال بالنسبة لساموزين الذي قام بإذاعة أغنية بعنوان «أنا مستعد» وهي إحدي أغنيات ألبومه الذي كان من المقرر طرحه في عيد الحب، ولكن تم تأجيله بسبب الأحداث الجارية لذا قرر سامو تسريب إحدي أغنيات الألبوم علي موقع الفيس بوك كنوع من أنواع الدعاية للألبوم. أما محمد حماقي فقام بطرح أغنية بعنوان «ايدي في ايدك» بمناسبة خطوبته وأخري بعنوان دائما عايشين كلمات وألحان تامر حسني وتوزيع توما بهدف التواجد وسط جماهيره بصورة أو بأخري لحين حل أزمة الإنتاج. وقد ضم الفيس بوك عددا كبيرا من الأغنيات الوطنية مثل أغنية «صباح الخير يا مصر» لعمرو مصطفي كلمات تامر حسين وألحان وتوزيع عمرو مصطفي ومحمد رحيم طرح أغنية بعنوان «خير الأجناد كلمات اكرم العاصي وألحان وتوزيع رحيم، بالإضافة إلي عدد كبير من النجوم الشباب الذين طرحوا مواهبهم من خلال أغنيات وطنية وكان الفيس بوك هو ساحة التنافس بينهم. من جانبه أشار الملحن تامر حسين إلي أن الرواج الفني الذي يعيشه حاليا موقع الفيس بوك ظاهرة صحية لأنه من الأساس أصبح حاليا هذا الموقع هو الأكثر شعبية، كما أننا نستطيع قياس ردود أفعال الجمهور بشكل مباشر عن الأغنيات التي نقوم بطرحها عبره ووجدناه المخرج الوحيد لدينا من الأزمة التي تواجه الإنتاج الآن ونوعاً من أنواع التواجد الإيجابي لحين حل المشكلة. أما الشاعر الغنائي محمد رفاعي فأشار إلي أن ما يحدث ما هو إلا محاولات فاشلة لأنه لابد من احترام حقوق الملكية الفكرية لأن هذه الظاهرة لا يمكن أن تصبح عوضا عن الصناعة خاصة وأن صناعة الكاسيت كانت من أهم الصناعات في مصر وحاليا تتراجع بشكل كبير لأن اللجوء لأفكار تأمين الأرباح بأي شكل من الأشكال ابتداء بالحفلات اللايف وانتهاء بالفيس بوك ما هو إلا فشل ذريع وستزيد من الأزمة لأنه لا يوجد إنتاج طالما هناك قرصنة بسبب الإنترنت الذي يهدر مليارات ونحن نسهم في ذلك حاليا لمبادرتنا بصدور أغنيات خلاله تعويضاً عن أزمة الإنتاج. ولابد من أن يكون هناك تدخل من مجلس الوزراء لتفعيل دور الملكية الفكرية من خلال منظمات دولية وأهم طرق تفعيل هذا الدور هو حل جمعية المؤلفين والملحنين لأنها من أهم الكيانات الفاسدة في مصر. أما الملحن أحمد عبدالمنعم فيري أنها بالطبع فكرة خطيرة تهدد صناعة بأكملها وأن الصناعة إذا كان بامكانها أن تقف من جديد وتدور عجلة الإنتاج فمثل هذه المبادرات السطحية تؤدي إلي المزيد من الكساد والخسارة ولا أفهم من يقومون بذلك لمجرد أن يروجوا أغنياتهم كيف يستطيعون اغفال أنها ليست عملية بسيطة وأنهم بتفكير أناني يطيحون بصناعة بأكملها.