قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إنه عقد جلسة مباحثات مطولة مع ماتيو رينزى رئيس وزراء ايطاليا، وقال إنهما تناولا مواضيع كثيرة، مشيرا إلى ان العلاقات المصرية الإيطالية قوية جداً، فهى شريك تجارى ويصل حجم التبادل التجارى ل6 مليارات دولار بين البلدين، كما انها خامس دولة اجنبية فى مجال الاستثمار فى مصر . وأضاف السيسى فى أول مؤتمر صحفى له عقد بمقر الرئاسة مع رئيس وزراء ايطاليا صباح أمس المباحثات تناولت تطورات الوضع فى غزة، وماتيو توافق معه فى كل الرؤى خاصة المبادرة المصرية لمعالجة الأزمة. الوضع فى غزة وأكد السيسى ان المبادرة المصرية الفرصة الحقيقية لإيجاد حل للأزمة وإيقاف نزيف الدم فى غزة، بمنتهى الاختصار تتيح فرصة لوقف إطلاق النار ودخول المساعدات لقطاع غزة، وبدء المفاوضات بين الجانب الفلسطينى والاسرائيلى. وقال إن الوقت حاسم ويجب استثماره بسرعة للتهدئة، لافتا الى ان استهلاك الوقت يؤدى لتعقيد الموقف. وان المبادرة المصرية قادرة على حل المسألة بشكل جيد وانها تفتح الباب بدون عرقلة المشكلة ولا يوجد بديل آخر، مشيرا الى ان الجهود المصرية قائمة منذ فترة للدفع بقبول المبادرة. وأوضح أن السلطة الفلسطينية هى التى شكلت الوفد الذى سيشارك فى المفاوضات مع اسرائيل، وهى مثلت كل الفصائل والاتجاهات داخل هذا الوفد، ومهم جداً ان أساسيات النجاح بتحقيق تهدئة حقيقية وتقديم المساعدات وبدء مفاوضات بين الجانبين . وقال هذه المرة الثالثة التى يحدث فيها نزيف فلسطينى خلال الألفية الثالثة، حيث سبق فى 2008، وفى 2012، وفى 2014، وهذا يجعلنا ننهى الوضع الصعب وبناء دولة فلسطينية قوية، وللجانب الاسرائيلى تحقيق الأمان والحماية، وهذا الكلام قد يكون من المبكر الحديث فيه ولكن هذا هدف يجب ان نصل له. ووجه نداء بضرورة وقف إطلاق النار وإنهاء العنف الذى يحدث فى غزة وإعطاء فرصة حقيقية لمعالجة الوضع فى غزة. فى المقابل قال رئيس وزراء ايطاليا ان روما تدعم المبادرة المصرية لوقف العنف فى غزة، وهى الإمكانية الوحيدة للخروج من الأزمة، وفى هذا الصدد أضم صوتى لكثير من الزملاء الأوروبيين للإفراج عن الجندى الاسرائيلى المختطف. وحول مشاركة إيطاليا فى مؤتمر باريس لمعالجة الوضع فى غزة ، قال نحن فى أوروبا كاتحاد اوروبى نحتاج لسياسة خارجية اكثر قوة، وسننتخب ممثلاً جديداً يحل مكان كاترين آشتون. الوضع فى ليبيا وأشار فى نفس الوقت إلى أنهما تناولا الموقف فى ليبيا وتطوره إن الوقت لا يجب ان يستهلك أيضاً، وعنف الميليشيات التى تتقاتل يجب ان تتوقف بتدخل المجتمع الدولى بشكل عاجل. وحول اذا كان يخشى السيسى من وجود خلافة إسلامية فى ليبيا قال : كل شعب حر فى اختيار قيادته ونظامه، ولكن هل الشعب الليبى حر فى اختياره؟، ولو هذا اختيار الشعب الليبى فهذا احترمه ولا يوجد اى تحفظ، مشيرا الى ان هناك حدوداً مع ليبيا تقوم بتأمينها مصر فقط فى سلاح موجود بكثرة فى الصحراء بليبيا ومتطرفين يدخلون للقيام بعمليات عدائية داخل مصر. وقال فى الجانب الآخر من الحدود لا توجد قوات ليبية لتأمين الحدود وانتبهنا لهذا، بمجرد سقوط النظام السابق، واتخذنا إجراءات بوجود قوات فى أماكن لم تكن موجودة لمواجهة التهريب وكان وقتها وزيرا للدفاع. وحول أنباء استخدام طائرات تفجيرية مثلما حدث فى 11 سبتمبر.. قال إن مصر تتابع الموقف الليبى بشكل يومى وعاملين حسابنا لمواجهة الخطر على أراضينا وسمائنا، ونبذل جهداً كبيراً حتى لا نكون مثلهم واطمنوا. فى المقابل قال رئيس وزراء ايطاليا إن مصر وإيطاليا اهم جيران لليبيا، ونتقاسم مع مصر خطر عدم الاستقرار. وقال إن مسألة تدخل الناتو فى ليبيا أصبحت جزءاً من التاريخ، انا اهتم بالحاضر وليس التاريخ، واعتقد من المهم ان تفتح ايطاليا قضية ليبيا فى قمة الاتحاد الأوروبى التى ستعقد فى سبتمبر. وعلينا ان نساعد كل المؤسسات الليبية لقبول الانتخابات التى اجريت، وعلينا احترام حرية اختيار المواطن الليبى فى الانتخابات. مواجهة الإرهاب وتحدث الرئيس السيسى عن ملف الإرهاب وقال إنهما أكدا على أهمية وجود استراتيجية عالمية لمواجهة الإرهاب وتطوره تعالج الجهل والفقر، وتقديم خطاب دينى مستنير، بجانب الاعلام الرشيد مهم جداً لمحاربة التطرف والإرهاب. وقال إنه عندما طلب فى التفويض 24 يوليو، الناس تصورت أن العمل الإرهابى المحتمل يوم واحد فقط ولكن، إحنا فى حرب حقيقية، مصر تكون او لا تكون، والدليل ان حجم العنف والإرهاب اللى كان موجود هو نفسه الموجود منذ عشرة شهور، وهذا يحتاج لتوافر كل القوى بالدولة. فى المقابل قال رئيس وزراء ايطاليا انهم يدعمون كل الجهود الرامية لمواجهة الإرهاب لذا مستعدون للمشاركة فى مؤتمر دولى الذى دعت له السعودية، ولكن المهم أيضاً العمل اليومى للحكومات العمل اليومى للتعاون معا. وقال إنه متفق مع الرئيس السيسى وشدد على أهمية التعاون الدولى والتخفيف من حدة الإرهاب، مشيرا الى انه بأمس تحديدا بعد 27 سنة من النقاش أقر البرلمان الايطالى قانوناً للتعاون الدولى، الإرهاب يحارب كل يوم بالعدل والتنمية والرخاء. العلاقات بين البلدين وفيما يتعلق بالعلاقات بين البلدين قال السيسى إن المباحثات تناولت سبل دعم العلاقات الاقتصادية بين ايطاليا ودخول الاتحاد الأوروبى شريك فى الاستثمار بمصر، لافتا ان رئاسة ايطاليا للاتحاد الأوربى فرصة قوية للتعاون مع أوربا فى لفترة المقبلة. فى المقابل قال رئيس وزراء ايطاليا ان مسالة التعاون الاقتصادى بين البلدين ما يمكن ان نصل خلال 10 سنوات لو تمكنا من إحلال السلم والاستقرار فى المنطقة. وقال لابد من وجود تعاون تكتيكى بين البلدين، لان مصيرنا مشترك وهدفنا واحد، مشيرا الى ان حضوره لمصر يعكس القناعة بالدور الحاسم الذى تلعبه مصر لتهدئة الأوضاع واستقرار المنطقة. ووجه الدعوة للسيسى لزيارة ايطاليا وأكد ان المعركة المشتركة ستكون طويلة. الهجرة غير الشرعية وفيما يتعلق بإان الناس تهاجر، بحثا عن العمل والعيش، والمعالجة الأمنية التى تحول دون وصول الناس لأوروبا، وأضاف : لازم الأوربيين ينظروا لخلق فرص عمل واستثمار بالدول التى يهاجر منها المهاجرون، وهذا يحل مشكلتين انهم يجدوا الفرصة فى بلدهم ويحد من الهجرة واستثمار ضخم. الامر الآخر ان مواجهة الهجرة غير شرعية فعلا من عوامل ومواجهة الإرهاب، محاربة الفقر تحول دون تطور الإرهاب، مشيرا الى ان القدرة تعنى المسئولية. فى المقابل قال رئيس وزراء ايطاليا إن 96٪ من الهجرة غير الشرعية تأتى من ليبيا، ونحن هنا نتحدث مع رئيس بلد مجاور لليبيا ويعرف كثيرا من الواقع ويجب ان تكون هناك إجراءات لمواجهتها. رسالة لأوروبا ووجه السيسى رسالة للاتحاد الأوروبى، قال فيها : مصر تستعيد عافيتها وقوتها وتعود لريادتها فى المنطقة لا تنظروا لينا بعيون اوروبية فقط. رسالة للمصريين وفى رسالة للشعب المصرى قال، سياسيا، خارطة الطريق فى طريقها بلاكتمال، باستعادة مؤسسات الدولة بداية من الدستور وانتخابات رئاسية تمت بمنتهى الشفافية، ثم خلال الشهور المقبلة سيكون هناك برلمان جديد منتخب. وفيما يتعلق بالإجراءات الاقتصادية،قال رغم قسوة الإجراءات التى تم اتخاذها الا ان الشعب تجاوب معها، وفيما يتعلق بالإجراءات الأمنية نحاول نعمل إجراءات بمعادلة توازن بين الإجراءات الأمنية وحقوق الانسان. وقال لو عايزين تعرفوا مصر نجت من ايه انظروا حولكم وتحديدا الموقف فى ليبيا والعراق وبقية الدول، ربنا أراد ألا تقع مصر، أقول للمصريين أن يكون لديهم ثقة أن القادم أفضل.