فى حادث يعيد الأذهان إلى جرائم قتل الجنود المصريين بجنوب منطقة معبر رفح الحدودية خلال تناولهم الإفطار فى شهر رمضان، قتل 14 جنديا وجرح عشرون فى هجوم شنه مسلحون على نقطة تفتيش تابعة للجيش التونسى غربى البلاد قرب الحدود مع الجزائر، واستمرت محاولات سحب الجثث من مكان الهجوم حتى ساعات فجر أمس. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية إنّ «مجموعتين إرهابيتين» قامتا بمهاجمة نقطتى مراقبة تابعتين للجيش على مستوى منطقة هنشير التلة فى عمق الجبل باستعمال قذائف الآر بى جى وأسلحة رشاشة تزامنا مع وقت الإفطار. وأضاف أنّ اشتباكات أعقبت الهجومين مما اسفر أيضا عن مصرع «إرهابي».. وتلك هى أكبر خسارة بشرية يتكبدها الجيش التونسى منذ استقلال البلاد عام 1956. من جانبه أعلن الرئيس التونسى محمد المنصف المرزوقى الحداد الوطنى لثلاثة أيام على الضحايا، مع تنكيس الإعلام على مؤسسات الدولة. وينفذ الجيش عملية عسكرية فى منطقة جبل الشعانبى منذ ابريل الماضى تهدف إلى ما أسماها تطهير المنطقة من المسلحين الإسلاميين المتشددين، وكان الآلاف من الجنود التونسيين قد تم نشرهم فى المنطقة لمطاردة مجموعة صغيرة من المسلحين المتمكنين فيها منذ طردهم الجيش الفرنسى من مالى فى العام الماضى. وفى مثل هذه الفترة من العام الماضى فى شهر رمضان قتل متشددون فى جبل الشعانبى ثمانية جنود ذبحًا فى هجوم صادم، واشتبكت أنصار الشريعة مرارًا مع قوات الأمن وأعلن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامى وهو جناح القاعدة فى المنطقة أيضا مسئوليته عن هجمات سابقة فى تونس.
