■ ورد سؤال إلى دار الإفتاء يقول: ما حكم ما اشيع حول ما تم تداوله من قيام بعض الأفراد بالتغنى بآيات الذكر الحكيم مصحوبة بالآلات الموسيقية؟ وتجيب دار الافتاء المصرية بأن إخضاع القرآن الكريم للنغمات الموسيقية، وقراءته قراءة مصحوبة بالآلات الموسيقية، والتغنى به محرم شرعاً، فالقرآن الكريم هو كلام رب العالمين، أنزله الله على الرسول - صلى الله عليه وسلم- هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، ولم ينزله ليطرب به الناس أو يتغنوا به وقد أمر الله المسلمين بفهم معانيه وتدبر ما فيه من عظات وآداب بكل أحكامه. كما أن سماع القرآن كما تسمع الأغاني، يجعله أداة لهو وطرب، ينصرف فيه السامع إلى ما فيه من لذة وطرب، عما أنزل القرآن له من هداية الناس وإرشادهم وشددت الدار على أن القرآن الملحن بالموسيقى، ليس هو القرآن الذى أنزله الله على رسوله، وتعبدنا بتلاوته التى تلقيناها عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وإذا كان أهل الأديان السماوية السابقة، قد حرفوا وبدلوا فى كتب الله التى أنزلها الله عليهم لهدايتهم وإرشادهم، فإننا إذا أجزنا قراءة القرآن ملحنًا تلحينًا موسيقيًا وسماعه مصحوبًا بآلات الموسيقى، نكون قد وقعنا فيما وقع فيه غيرنا، وحرفنا كتاب الله وبدلناه، وفى ذلك ضياع الدين وهلاك المسلمين. ولقد روى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مؤذن يطرب، فقال رسول الله: إن الأذان سهل سمح، فإذا كان أذانك سمحًا سهلا، وإلا فلا تؤذن، أخرجه الدار قطنى فى سننه. فإذا كان النبى - صلى الله عليه وسلم - قد منع ذلك فى الأذان، فأحرى ألا يجوزه فى القرآن، الذى حفظه الرحمن، فقال وقوله الحق: «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»، وَقال تبارك وتعالى: «لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ» وقد ورأى العلماء فى قراءة القرآن على صورة التلحين والغناء والتطريب المنع والتحريم، وأن من المقطوع به أنهم يحرمون بالأولى.