التيار الليبرالي كان الأقل تأثراً بزلزال ثورة 25 يناير ويرجع ذلك لعدة أسباب أولها إعلانه من أول يوم المشاركة في المظاهرات التي أكد أنه لم يكن يعلم أنها ستتحول إلي ثورة بالإضافة لموقف الوفد من الانتخابات البرلمانية الأخيرة، حيث إنه انسحب من جبهة الإعادة وقاطعها الجبهة الديمقراطية منذ البداية بجانب مشاركته في الثورة. ويظل الوفد هو الأقدر علي قيادة التيار الليبرالي نظراً لتفوقه التنظيمي والمالي علي الأحزاب الليبرالية الأخري التي تعاني أزمات داخلية ويسعي الوفد بقوة للحوار مع شباب الثورة بفتح مقراته لهم والسماح لهم باستخدام صحفه وتجنيدها لصالحه، لكنه يخشي دعوتهم للانضمام إليه حتي لا يتهمه أحد بالقفز علي ثورة الشباب، وكشف فؤاد بدراوي السكرتير العام للحزب أن الوفد يسعي لضم العضويات أو الاحتفاظ بالعناصر الفاعلة. ويستند الوفد في قيادته للأحزاب الليبرالية لتاريخه وتاريخ قياداته، بالإضافة لقدراته المالية والممثلة بوديعة تصل ل70 مليون جنيه وكانت قد تكونت بفضل مجهود فؤاد سراج الدين زعيم الحزب وهو ما جعله يرفض أي مساعدات تقدمها الدولة. ويشهد الوفد حالة من الحراك الداخلي بعد الثورة بعد مطالبات الشباب بضرورة الإسراع في تغيير الدماء الداخلية وتمثيلهم في جميع المواقع القيادية ويأتي هذا في الوقت الذي تشهد فيه أروقة الحزب صراعاً بين أكثر من تيار الأول المؤيد لمحمود أباظة الرئيس السابق والثاني للسيد البدوي الرئيس الحالي والثالث الذي يدعو لوقف الصراعات والنظر لمستقبل الحزب وإن ظل الاتجاه الرافض لاقتراب الحزب من جماعة الإخوان المسلمين له صوته العالي، حيث ينادي أصحاب هذا الاتجاه بضرورة تمسك الحزب بليبراليته. الجبهة الديمقراطية أقل في قدراته التنظيمية والمالية من الوفد وظهر كما لو كان طاردا للقيادات فبمجرد إنشائه هربت جميع كوادره وفي مقدمتهم المؤسس يحيي الجمل الذي قدم استقالته ثم د.علي السلمي ومارجريت عازر بخلاف الاستقالات الجماعية التي ظهرت في جميع أماناته بالمحافظات. ويلي الوفد والجبهة وفقاً لمعيار التواجد حزب الغد الذي انشطر منذ تأسيسه لمجموعتين، الأولي تابعة لأيمن نور المؤسس والثانية لموسي مصطفي موسي وكانت المعركة القضائية قد حُسمت لصالح الثاني، ورغم الزخم الذي يثيره أيمن نور إعلامياً إلا أن قدرات حزبه التنظيمية تتراجع تدريجياً وتتماهي مع مؤسسات وجمعيات حقوق الإنسان الممولة أمريكياً بانخراط أغلب عناصر الحزب في هذه الجمعيات أو تأسيس أخري جديدة.
