تعجبت من تصريح الدكتور محمد صابر عرب رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية لأحد المواقع الالكترونية، تعليقا علي رفض العاملين بهيئة الكتاب للدكتور أحمد مجاهد، الذي قال فيه: "إن الموظفين لم يقدموا أسبابا مقنعه لرفض مجاهد سوي أن موظفي الهيئة العامة لقصور الثقافة طالبوا بإقالته من قبل"، فتساءلت ألا يكفي رفض موظفي قصور الثقافة الذين عملوا معه لسنوات ليكون سببا كافيا، وكيف ندافع عن رئيس مرفوض من مرؤسيه، ونفتح الباب لقلاقل واعتصامات قد تصل إلي "ارحل، هو يمشي.. مش هنمشي، وهل يليق ذلك برجل يجلس علي كرسي محمود أمين العالم وسهير القلماوي وصلاح عبدالصبور وعز الدين إسماعيل. قد يتحدث بعض المدافعين مبررا رفض العاملين لمجاهد في هيئة قصور الثقافة بأنه مجرد تصفية للحسابات، أو مؤامرة أشعلها أصحاب المصالح والمشتاقون لمنصب أعلي، خاصة أن موسم تصفية الحسابات رائج هذه الأيام وبعض الشواهد السطحية تعزز هذه النظرية، لكن السؤال الذي لايقبل "الهرتلة": هل استطاع مجاهد خلال "فترة حكمه" أن ينهض بالهيئة إلي المستوي الذي يحقق طموحات العاملين بها، والأهم طموحات جمهورها المستهدف؟، طبعا لم يجب أحد علي هذا السؤال، لأن عددا من الثائرين علي مجاهد بينهم عناصر من "المتلونين" الذين استفادوا منه، ويطلقون اليوم قنابل الدخان ليتسللوا هم أنفسهم وسط الضجيج إلي مواقع يطمحون إليها، وهذا ما يجب أن ينتبه إليه الشرفاء داخل الهيئة. طبعا لم يكن غريبا علي الإطلاق أن يتولي مجاهد هيئة الكتاب قبل 25 يناير الماضي، وذلك حسب "لعبة الكراسي الموسيقية" التي أدمنها وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، الذي كان يبدل معاونيه بين الأماكن بدعوي التغيير، ولذلك كانت "خطوبة" مجاهد من الهيئة منتظرة فعلا في الشارع الثقافي، لكن المفاجأة العجيبة أن تستمر الخطوبة بعد الثورة، بل وتتحول إلي زواج، وربما لذلك كان زواج مجاهد من الهيئة "زواج علي ورقة طلاق"، فقد خرج مرفوضا، ودخل مرفوضا، حتي أن العاملين بهيئة الكتاب منعوه من دخول مكتبه الجديد، ولهذا تحرك وزير الثقافة الدكتور عماد أبو غازي الذي أصدر القرار المثير للجدل تولي مجاهد لمنصبه الجديد، وذهب إلي الهيئة ليحاول إطفاء النيران التي أشعلها قبل أن تتتشر في بقية قطاعات ومؤسسات الوزراة، واعتمدت محاولة أبو غازي علي "التهدئة" ومحاولة إقناع العاملين بإعطاء مجاهد فرصة جديدة، فهل تنجح المحاولة، ويستطيع مجاهد أن ينصف نفسه وينصف الوزير المتسامح ويقدم أداء جديدا في عصر جديد، أم يواصل أداءه بمنطق العصر المنتهي فيندم، ويندم العاملون ويندم الوزير؟ السؤال ملغوم، ويحتاج إلي روح ثورية في مصر كلها وليس داخل هيئة الكتاب وفقط.