«صباح الخير يا سينا»..»يا بلاد عنك رحلنا ودموعى هربت وماتت، يا بلاد كانت أملنا وفى يوم صحيت ما بانت».. إنها الكلمات التى ودع بها المخرج الشاب محمد رمضان وصديقه أحمد عبد العظيم أصدقاءهم على فيس بوك قبل أن تحجبهم العواصف الثلجية عن التواصل معهم ونقل صور لأجمل المناطق السياحية فى مصر .. فى رحلة سفارى.. ومنذ لحظة فقدان أثرهم وحتى لحظة العثور على جثث أربع منهم وأربع أحياء ودقات قلوب المصريين ترتفع بالدعاء لشباب لاذنب لهم سوى أنه أحب مصر وأثر الكشف عن جمالها الغامض .. فراح ضحية الإهمال .. وإليكم بعض ماتداولته مواقع التواصل الاجتماعى عن الحادث. نقلاً عن تامر عبد العزيز الصديق المقرب لمجموعة الشباب ضحايا سانت كاترين فى 17 فبراير مكالمة رقم 1: - ألو - لو سمحت فيه 8 محبوسين فى وادى جبال فى سانت كاترين فى عاصفة ثلجية، ولو اتأخرنا عليهم هيموتوا، عايزين نبعت لهم طيارة هليكوبتر تنقذهم حالا وندفع إيجارها مهما يكون . - لأ متأسف يا أفندم مش هينفع، طلب تصريح رحلة الطيارة من السلطات بياخد 10 أيام علشان يطلع. مكالمة رقم 2: - ألو - لو سمحت فيه 8 محبوسين فى وادى جبال فى سانت كاترين فى عاصفة ثلجية، ولو اتأخرنا عليهم هيموتوا، عايزين نبعت لهم طيارة إنقاذ - آه طبعاً يا أفندم، هنبعتها فى أسرع وقت، بس ممكن آخد شوية بيانات عن المفقودين؟ - اتفضل - جنسياتهم؟ - مصريين - لأ متأسف يا أفندم كده الموضوع هياخد وقت شوية علشان مفيش أجانب. دى كانت مكالمات عملتها النهاردة ، وبعدها بساعات شفنا خبر إنقاذ 4 ومقتل 3 ولا يزال البحث جار عن المفقود التامن. «متأسف يا افندم مش هينفع، طلب تصريح رحلة الطيارة من السلطات بياخد 10 أيام علشان مفيش أجانب».. رد غير متوقع تلقاه مجموعة من أصدقاء هاجر أحمد مصطفى شلبى، إحدى ضحايا العاصفة الثلجية فى سانت كاترين من الجهات المختصة بتلقى شكاوى الاستغاثات. الساعة تدق الواحدة صباحا، يتلقى محمود خبر وفاة صديقته هاجر، ولسان حاله يقول بنبرات يشوبها الحزن والأسى: «طول عمر المصرى دمه رخيص وملوش قيمة». رغم محاولته فى إقناع السلطات بالتحرك لإنقاذ صديقته، التى ربطتهم صداقة متينة قامت على أعمال الخير والتطوع لفترة قصيرة الأمد إلا أن الردود القاسية كانت أقل ما حدث مع محمود محمد إبراهيم، أحد اصدقاء هاجر هو وبقية زملائها: «كانوا ممكن يسمعوا صوتنا ..يا إما يشتموا.. يا إما يقفلوا فى وشنا السكة لما يعرفوا إنهم مصريين». وتنوعت تعليقات الشباب على حادث سانت كاترين على النحو التالى : * ماتوا من التبلد مش من التجمد * الواحد بعد كده يمشى وواحد اجنبى معاه فى الشنطه عشان لو حصل حاجه الشرطة تيجى تنقذه بس يارب تنقذنى معاه. * وهو كان صعب الطيران الحربى يبحث عن الناس اللى فقدوا فى سانت كاترين زاى الدول المحترمة !!!ولا احنا شعب رخيص. * «سانت كاترين» جبل مصرى.. مش للمصريين .. حتى إسأل المسئولين ! يذكر أن 8 مصريين كانوا فى رحلة تسلق لجبل الزعتر بمنطقة وادى الجبال بسانت كاترين وفُقد الاتصال بهم نتيجة سوء الأحوال الجوية وهبوب عاصفة ثلجية، وجرى إنقاذ 4 أشخاص مصابين، والعثور على 4 جثث وهم ( أحمد عبد العظيم أحمد ) صاحب الثامنة والعشرين عامًا توفى هو واثنين من أصدقائه هما: خالد السباعى 30 عامًا، وهاجر أحمد21 عامًا، وعثر مؤخراً على جثة المخرج محمد رمضان بعدما فقدا فى منطقة جبال سيناء فى رحلة سفارى سميت باسم «رحلة جبل باب الدنيا»، بينما أنقذت العناية الآلهية أربعة آخرين هم: «محمود ف» 30 عامًا، و«يسرا.م» 28 عامًا، و«إيهاب م.ع» 25 عامًا، و«مها.ش» 21 عامًا، ويقول العقيد أحمد محمد على المتحدث الرسمى للقوات المسلحة، عندما تلقى مركز عمليات القوات المسلحة طلب استغاثة عصر أمس الأول الأحد بفقد 8 أشخاص، 5 رجال، و3 سيدات فى العقد الثالث من العمر، كانوا فى رحلة سفارى داخل وادى الجبال الوعر الذى يصعب سير الآليات وحتى الجمال به. عقب الاستغاثة، أمر المشير عبد الفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، بتخصيص طائرة بحث وإنقاذ ودفع دوريات مترجلة من قوات حرس الحدود وقصاصى الأثر، لتمشيط المنطقة والبحث عن العالقين بالوادى منذ يوم السبت الماضي، والتى حالت الظروف الجوية الصعبة وحالة الإعياء التى نالتهم من إمكانية نزولهم من المنطقة الجبلية. وتدنى درجات الحرارة بالمنطقة إلى « 1 درجة» تحت الصفر، وقت دخول القوات مع صعوبة دخولها ليلا ظلت القوات على مشارف الوادى حتى صباح الاثنين، وعند دخول الوادى نجحت القوات فى الوصول إلى 4 أفراد أحياء، على عمق 8 كيلو مترات داخل الوادى هم: يسرا منير السيد، ومها شوقى السود، ومحمود فاروق عباس، وإيهاب محمد عبد الرحمن قطب، كانوا فى حالة إعياء شديدة نتيجة تدنى درجة الحرارة.
